عمّان، الأردن (CNN) -- في نسخته الثالثة على التوالي للعام 2019، يحتفي أسبوع عمّان للتصميم بتعددية احتمالات المدن الفاضلة، التي يمكن ابتكارها للأشخاص الذين يحترفون التصميم كأداة لإعادة تأويل احتمالات الماضي، وإعادة تصميم احتمالات الحاضر، خاصة فيما يتعلق باللاجئين، والمياه، والغذاء في ظل ضبابية المستقبل.
والأسبوع الذي انطلق بدعم من الملكة رانيا العبدالله وبالشراكة مع أمانة عمّان في 4 تشرين الأول/أكتوبر ويستمر حتى 12 الجاري منه، يوفر في موسمه الجديد تجربة غامرة في التصميم والثقافة من الأردن والمنطقة، في محاولة للإجابة على تساؤل "المستقبل على بعد خطوة :فما هي الاحتمالات"؟
أسبوع عمان للتصميم
ويشارك في الأسبوع، مصممون من 13 بلداً، فيما يقام على 3 مواقع متنوعة هي: معرض منطقة راس العين وسط العاصمة ، ويشمل معرض الهنجر المتضمن لأعمال فنية في العمارة والمنتجات والأزياء والتصميم الجرافيكي والتقليل من النفايات، والإنشاءات المختلفة في الزراعة والمساحات العامة والحدائق والحياة الريفية وأعمال لطلاب المدارس والجامعات ومعرض غذاء المستقبل، إضافة إلى موقعين آخرين في منطقة جبل اللويبدة، وحي الحرف في جبل عمّان.
وتقول رنا بيروتي، مديرة أسبوع عمّان للتصميم لموقع CNN بالعربية، إن شعار الاحتمالات يعكس رؤى المصممين لمستقبل الأردن والمنطقة، حيث يشارك 55 مصمماً بمعرض الهنجر و33 طالباً بأعمالهم في معرض الطلاب من 14 جامعة ومدرسة.
وتُوضح بيروتي عن المشاركة لهذا العام :"تفاجأنا هذه السنة بتلقي ما يزيد عن 400 طلب مشاركة..مفهوم التصميم اليوم اتسع، وأصبح يشمل الطعام والعلوم وقضايا لم يكن يفكر فيها المصممون".
وتوفّر أمانة عمّان الكبرى، المواقع التي يُقام عليها أسبوع التصميم، وفقاً لمديرة المشروع في الأمانة، لبنى الحنيطي، والتي قالت لموقع CNN بالعربية إن الشراكة استراتيجية تهدف إلى دعم المبادرات المحلية والملكية ودعم قطاع التصميم في الأردن .
ويضم معرض الهنجر تصاميم فريدة تحاكي نماذج متخيّلة لبيئة الأردن كجبال عمّان السبعة و" جناين" مصغرة تقع في الفضاء الخارجي للمعرض للمصمم أنس الميخي وآخرين، وتشكيلات صخرية متنوعة وأعمال فنية ومنحوتات، مصنوعة من مواد بناء مستقبلية غير مألوفة.
تمثال "عين غزال" من لبن الجميد
ويقول الشيف عمر السرطاوي لموقع CNN بالعربية، صاحب عمل "عين غزال" المنسوخ عن أحد تماثيل عين غزال ( أقدم تماثيل صنعها الإنسان معروضة حاليا في متحف لوفر أبوظبي)، إن العمل مصمم من مواد تم تطويرها خصيصاً وهي صالحة للأكل، تتألف من مكّون أساسي وهو لبن "الجميد" الذي يطبخ منه المنسف الأردني، مستفيدا من تجربة سابقة له بصناعة شوكولاتة الجميد.
وأضاف السرطاوي :"مادة الجميد مادة أردنية بامتياز وتعكس روح وحضارة الأردن وفيها صلابة يمكن تطويرها كمادة في البناء. عملت على تطويعها 6 أشهر حتى صنعت التمثال من جميد اسمنتي، وبالفعل هي مادة قابلة للتشكيل والنحت وستعرض لاحقاً في صالة في منطقة البوليفارد".
وتستوقفك في معرض الهنجر العديد من الأعمال أيضا، من بينها عمل إنشائي للمعماري الأردني سهل الحياري من مادة الحصى، على هيئة منحوتة صخرية بجسد جديد تضم ممراً للعبور، وعمل لعمود حجري مصمم من مخلفات معمارية تعود لمراحل مختلفة، للمعماريين من بيت لحم إلياس ويوسف أنسطاس.
تصاميم صديقة للبيئة
ومن ضمن الأعمال اللافتة الأخرى، للمعمارية الأردنية عبير صقلي "نقاط التقاء"، وهو عبارة عن هيكل من نسيج وحديد وألياف طبيعية، ومجموعة أطلال حجرية، وعمل "كرسي الأرض" الحجري للمصمم الأردني بشر الطباع، وتصاميم حياكة الملاجىء بمساحات متخيلة آمنة.
ويضم المعرض أيضا مبادرة "إنسيكت كيدز" للمصممين رشا وأحمد جرار، وتقوم على صناعة ألعاب مسطحة من مواد معاد تدويرها، ويمكن تخزينها بسهولة.
وتقول المصممة جرار لموقع CNN بالعربية، إن التصاميم هي ألعاب صديقة للبيئة ويمكن فكها وتركيبها وتخزينها، فيما اعتبرت أن المشاركة في المعرض تفتح أفقاً للاطلاع على أعمال وأفكار متنوعة في عالم التصميم.