دبي الإمارات العربية المتحدة (CNN) — عادة ما تقرأ في الصحف والأخبار عن أطول أو أضخم جسر في العالم، ولكن هل سبق أن تعرفت على الجسور الطبيعية؟
تستطيع إيجاد جسور كهذه في الهند، إذ تصنع هذه الجسور من جذور الشجر وتمتد في بعض الأحيان إلى 50 مترا وباستطاعتها البقاء فعالة لمئات السنين.
ويشير العلماء إلى أن جسوراً كهذه بإمكانها مساعدة الدول في التأقلم مع حالة التغير المناخي، كما عبر فريديناند لودفيغ، بروفيسور التكنولوجيا الخضراء، عن تفاجئه بصلابة الجسور المصنوعة من النباتات، إذ قال إنها مثبتة بالأرض بشكل متين ولا تملك ضرراً على البيئة.
وتمتد هذه الجسور على الأنهار في قمم ميغالايا الجبلية في الهند، لتربط بين القرى وتفسح المجال لمزارعين بالتنقل بين أراضيهم، كما أنها تصنع من جذور شجرة المطاط الهندية ”فيكوس إلاستيكا“.
وقام البروفيسور برفقة أصدقائه بتحديد ٧٤ جسراً وكشفوا سر تصنيع هذه الجسور وطريقة الحفاظ عليها من خلال مقابلة سكان المنطقة
المحليين وأخذ الصور وصنع نماذج عنها.
وعلى عكس الجسور المبنية من الخشب والبامبو، لا يمن لهذه الجسور أن تختفي أو تتعفن، أي أنه بإمكانها مجابهة المشكلة العامة في المنطقة المعروفة بكونها ”الأكثر رطوبة في العالم“
وقال ليدويغ إن عملية نمو الجسر ”عملية مستمرة من النمو والتآكل والنمو مجدداً“، كما أنه اعتبرها ”مثالاً ملهماً“ للهندسة المعمارية التجديدية.
كيف تصنع الجسور:
تختلف طرق البناء بحسب الظروف المحلية والفترة المطلوبة لاكتمال الجسر، ولكن المقابلات مع السكان المحليين كشفت عن نمط متشابه في البناء، إذ يبدأ الأمر بزراعة البذور في كل جهة من الجسر وعندما تبدأ الجذور بالخروج من الأرض يتم لفها حول أجذع من البامبو والنخيل وتوجه نحو الطرف الآخر من اليابسة.
وبدوره قال توماس سبيك، بروفيسور علم النبات في جامعة فرايبورغ، بألمانيا، إن بإمكان الجسور الحية أن تعتبر من صنع الإنسان، ولكن عملية البناء تتطلب عشرات السنين من العمل. كما قال ليدويغ إن التقنيات المستخدمة في بنات الجسور الحية من الممكن استخدامها في المدن لتحويلها إلى أماكن خضراء.