دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تسبب تفشي فيروس كورونا المستجد من حول العالم بعرقلة المشهدين الثقافي والفني في البلاد. وأُلغيت بسبب الجائحة سلسلة متتالية من الحفلات الموسيقية، والمهرجانات، وعروض المسارح في جميع أنحاء العالم للحد من انتشار الوباء العالمي.
وكان من المقرر، أن تنضم النسخة 14 من مهرجان "آرت دبي"، المعرض الفني الرائد للإمارة والذي يستقطب عشرات الآلاف من الزوار، إلى قائمة العروض المتأثرة، عندما أعلن المنظمون أنه سيتم تأجيله.
ولكن بعد مزيد من المداولات، تقرر أن العرض سيمضي قدماً، أو على الأقل نسخة منه.
عرض رقمي
وأطلق مهرجان "آرت دبي" إصداراً رقمياً فقط بتاريخ 23 مارس/آذار، ويضم معرضاً عبر الإنترنت لأكثر من 500 عمل، ومقاطع فيديو لفناني الأداء ، بالإضافة إلى "Newshour Special" التي تعرض أعمال رائدة في عالم الفن تناقش الوباء العالمي وآثاره.
وقال مديري "آرت دبي"، كلوي فايتسو وبابلو ديل فال، لـ CNN، في بيان مشترك إن "التكيف مع برنامج رقمي يمكّننا من تعزيز مهمتنا لدعم صالات العرض، وتعزيز النظام البيئي للفنون في دبي، حتى خلال هذه الظروف الصعبة".
وألغيت العديد من العروض والأحداث المجدولة الخاصة بالمهرجان، ومع ذلك يتيح تنظيم المهرجان عبر الإنترنت فرصة لجمهور محتمل أكبر، ويخدم الانتقال إلى الرقمية كحالة اختبار يمكن أن تكون مفيدة في الأحداث المستقبلية.
ويشير البيان المشترك إلى أن "الأشخاص لا يزالون يميلون إلى تفضيل استهلاك الفنون الجسدية".
ويضيف البيان أنه "إذا أثبتت مبادرات مثل الكتالوجات والمنصات على الإنترنت جدارتها، فقد توضح كيف يمكن أن تصبح المشاريع الرقمية عبر الإنترنت إضافة متزايدة لكيفية نقل برامج المعارض الفنية في المستقبل".
التكيف مع الأزمة
وسيكون برنامج فن الأداء متاحاً للبث من خلال موقع "آرت دبي" ، وسيحمل شعار "الشفاء".
وسيوفر الإصدار الرقمي للمعرض أعمال أبرز الفنانين، مثل بهار نوريزاده الذي يتخذ من بيروت مقراً له، والذي يقدم عرض أداء حول العلاقات العاصفة بين الولايات المتحدة وإيران، والبرازيلي تياغو سانتانا حول الموروثات الاستعمارية في وطنه.
وتقول القيمة على المعرض، مارينا فوكيديس، إن جزءاً كبيراً من العرض تم التخطيط له بالفعل لمواجهة التهديدات للبشرية سواء كانت عسكرية، أو بيئية، أو اقتصادية.
وتشير فوكيديس إلى أن الفنانين يتحملون مسؤولية التكيف وإيجاد الحلول التي تسمح للمجالات الإبداعية بالاستمرار في عصر التباعد الاجتماعي.
وتضيف فوكيديس أنه "في هذه اللحظة يجب أن نكون على دراية بما نفتقده ونجد طرقاً لخلق لحظات من العمل الجماعي".
ويمكن أن يصبح نهج "آرت دبي" طبيعياً خلال الأشهر المقبلة، إذ أعلنت حكومة دبي أن متاحفها الرئيسية ستكون متاحة للجولات الافتراضية.
كما تجري تجارب مماثلة من حول العالم. وعلى سبيل المثال، يتيح معرض هونغ كونغ "آرت بازل" فرصة الوصول إليه من خلال "غرف المشاهدة" عبر الإنترنت، بينما يقوم المتحف البريطاني بالترويج للتجارب الرقمية بنجاح.
ولا يمكن لأحد أن يتنبأ بالوقت الذي سيكون فيه الجمهور قادراً على حضور الأحداث الثقافية بشكل جسدي مرة أخرى. ومع ذلك يبدو أن المجالات الإبداعية مصممة على إبقاء الشعلة حية حتى ذلك الحين.