دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في آخر مشروع له، نظر المصور النيجيري، أوي ديران، إلى صور عائلته القديمة من أجل بعض الإلهام.
وبشكل خاص انجذب المصور للملابس الأنيقة التي اعتاد والده على ارتداءها، بما في ذلك، الزي النيجيري الكلاسيكي التي اعتادت والدته على ارتدائه، والذي يبرز موضة "iro"و "buba"، أي التنورة الملفوفة والقميص المخيط والذي غالباً ما يقترن بـ"جيلي"، أي ربطة الرأس المصنوعة من القماش.
وكتب ديران عبر البريد الإلكتروني من محل إقامته بنيويورك: "لقد تأثرت بمدى جاذبية هذه الملابس التي ذكرتني بمدى ارتياح أهلي وأصدقائهم عندما كنت صغيراً".
وأشار ديران إلى أن أهمية "iro" و "buba" لا تتبدد مع مرور الوقت، لذلك توصل إلى هذه القصة لتسليط الضوء على جمال تراث بلده ومشاركته مع العالم".
وشرع ديران في البحث عن المزيد من الصور من نيجيريا خلال فترة الستينيات إلى الثمانينيات، قبل إعادة الحياة إلى الإحساس القديم لمشروع "A Ti De" الذي يترجم إلى "لقد وصلنا"، ويضم صوراً لـ3 نساء يرقصن ويقضين وقتاً ممتعاً.
وأوضح ديران أن شعب اليوروبا، وهم ثاني أكبر جماعة عرقية في نيجيريا، يعرف بإغتنام أي فرصة للتزين والاحتفال، مضيفاً أن حفلات الزفاف التقليدية، على سبيل المثال، تعد فرصة لارتداء أرقى ملابس "iro" و "buba"، بالإضافة إلى الإكسسوارات.
ومن التفاؤل الذي أعقب الاستقلال عن بريطانيا في عام 1960، من خلال حرب أهلية مدمرة وانقلابات عسكرية لاحقة، تعد تلك الفترة التي يستمد منها هذا المشروع بمثابة فترة تكوينية لنيجيريا. وقد انعكس هذا على المشهد الثقافي والأفكار حول الملابس في البلاد.
وفي حين حرض العازف النيجيري فيلا كوتي على التمرد ووعظ بالوحدة الإفريقية، مزج سكان مدينة لاغوس بين الموضة المحلية مع الصور الظلية الغربية، وهذا ما يلهم صانعي الصور النيجيريين اليوم، الذين يعتمدون على الماضي للتعليق على الاستعمار الجديد وإعادة تعريف الجمال الأسود.
ويتردد صدى أرشيف المصور النيجيري المحترف أوجيكيري، الذي وثق تسريحات الشعر المعقدة وربطات الرأس للنساء النيجيريات، في مشروع "A Ti De"، وفي سلسلة أخرى مستمرة لديران، وتحمل عنوان "جيلي"، والتي تلتقط الآباء والأمهات الملكيين في بيئات فاخرة مع ربطات رأس مربوطة بشكل متقن وكأنها بمثابة تيجان.
وعن سلسلة "جيلي"، أوضح ديران أنه بدأ العمل عليها في عام 2017 كوسيلة "لتفسير المعنى الرمزي والتعبير عن جمال النساء الأفريقيات".
وهذا العام، حصلت لقطة ديران التي تحمل عنوان "Maktub"، أي "مكتوب" باللغة العربية، التي تبرز وجه امرأة بشكل دقيق ويديها باللون الباستيل اللامتناهي، على جائزة "LensCulture Exposure"، وأوضح أن الصورة تعبر عن فكرة أن مصائرنا مكتوبة سلفاً ولكن لا يزال يتعين علينا ملاحقتها".
ومنذ ظهوره لأول مرة في شهر مارس/آذار على منصة إعلامية أفريقية عالمية، تلقى ديران الكثير من ردود الأفعال حول مشروع "A Ti De" وجاذبيته للحنين إلى الماضي.
وقال ديران :"كانت ردود الأفعال إيجابية للغاية من النيجيريين داخل نيجيريا وفي أنحاء العالم".
كما أشار ديران إلى أن هناك من عبّروا عن شعورهم بالفخر والإلهام والتمكين الذي منحهم إياه هذا المشروع، ويرتبط هذا بشعور المصور بواجبه في إنشاء صور تتحدث عن منظور أفريقي بإيجابية.