دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- اعتقدت الفنانة الكويتية فرح سالم أنها تعرف مدينة الكويت، بما أنها مسقط رأسها. ولكن، عندما قررت الفنانة استكشاف المدينة في عام 2010، اتضح لها أنها في الحقيقة لا زالت تجهل الكثير من الجوانب التي تتميز بها.
وتتمتع العاصمة الكويتية، مدينة الكويت، بخط أفق جذاب يتزين بناطحات السحاب التي تعانق السماء.
ولكن، إذا أردت استكشاف جوهر المدينة الحقيقي، فإنه يجب عليك التوجه إلى شوارعها الخلفية.
ويُبين كتاب "In-Between the Skyline of Kuwait City" للفنانة والمعالجة الفنية الكويتية، فرح سالم، أن الزوايا التي قد تفوتك في الوهلة الأولى في المدينة هي عبارة عن وجهات تستحق الزيارة.
قررت أن تكون غريبة في مدينتها
وبدأت سالم مشروع "In-Between the Skyline of Kuwait City" في عام 2010 عندما كانت لا تزال طالبة جامعية.
وكانت الكويتية تتوق إلى السفر والتعرف إلى أشخاص جدد، والاستماع لقصصهم.
وقالت الفنانة في مقابلة مع موقع CNN بالعربية: "لم أتمكن من القيام بذلك آنذاك، ولذلك، توجهت إلى مدينة الكويت ذات يوم، وكانت معي كاميرتي، وقررت أن أكون غريبة في مدينتي".
ومن أجل هذا المشروع، الذي استمر لـ5 أعوام، قامت الفنانة باستكشاف الشوارع الخلفية للمدينة، وهندستها المعمارية، والتمعن في جوهر المدينة، وذلك عن طريق ملاحظة تفاصيلها، و"الفوضى المنظمة" التي تحتضنها بشكل جميل، وفقاً لتعبيرها.
وأضافت سالم أنها قابلت أشخاصاً شاركوا قصصهم معها، وقاموا بدعوتها إلى متاجرهم لتراقب مختلف التفاصيل التي تتضمنها حرفهم.
ورغم أن الفنانة ترى أن ناطحات السحاب في العاصمة تتميز بالجمال، إلا أنها ترى أن جوهر المدينة الحقيقي وسحرها يكمنان في المتاجر الصغيرة والمطاعم الأصلية، والحرفيين، والصيادين الذي يجعلون المدينة تتحرك.
التفكير خارج الصندوق وتحويل المدينة إلى استوديو متحرك
وقبل العمل على مشروعها الفوتوغرافي، كانت سالم تلتقط الكثير من صور الـ"بورتريه" في مكان ثابت، ولكنها شعرت أن العمل في استوديو داخلي لم يكن كافياً، وشرحت قائلةً: "كنت أشعر بقدر أكبر من الفضول تجاه الأماكن غير المألوفة بالنسبة لي، وهو أمر مثير للسخرية لأن مدينة الكويت هي مسقط رأسي".
ولاحقاً، أدركت الكويتية أنها لا تعرف سوى الشوارع الرئيسية، أو الأبراج البارزة، ومراكز التسوق، والمباني العصرية التي كان من المقبول لها زيارتها كامرأة.
وإلى جانب ذلك، كانت سالم مفتونة بفكرة التجول حول المدينة مشياً على الأقدام بدلاً من ركوب السيارة، إذ أنها وجدت أن الأمر يُشعرها بالحرية.
وسألت سالم نفسها: "لماذا يجب أن يقتصر الاستوديو الخاص بي على مكان مغلق؟"، وشجعها ذلك على تحويل العالم الخارجي إلى الاستوديو المتحرك الخاص بها، بحسب ما قالته.
وأكدت المصورة قائلةً: "أردت إنشاء علاقة مع مسقط رأسي يمتد إلى ما وراء العلاقة الجامدة مع الشوارع، والأعراف، والتوقعات المرتبطة بدوري كفنانة".
وإلى جانب تعرفها على مدينتها بشكل أكبر، أشارت سالم إلى أن مشروع "In-Between the Skyline of Kuwait City" كان بمثابة نقطة انطلاق لدخولها عالم العلاج بالفن.
وساعدتها الكاميرا في كسر الحواجز والمعايير الثقافية التي غالباً ما تفصل بينها وبين الأشخاص من خلفيات مختلفة في مجتمعها.
وفي البحث الذي تقوم به حالياً في مجال الفن والعلاج بالفن، تدرس سالم ديناميكيات العلاقة بين المواد الفنية، وهويات الأفراد، وكيف تؤثر هذه العلاقة على أدوار الوصول، والوكالة، والسلطة.
وسمح لها ذلك ببناء جسر إبداعي تقوم خلاله بالوقوف وراء الكاميرا، ومصادفة أشخاص من خلفيات مختلفة، أو استكشاف بيئة المدينة ذاتها.