دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- على مدى عقود طويلة، لطالما كانت السينما المصرية القديمة محبوبة من قبل غالبية الناس، خاصة عندما تجمع بين عناصر الدراما والكوميديا والرومانسية.
وبالطبع، لا يشاهد الأشخاص سوى ما يحدث أمام عدسات تصوير هذه الأفلام المصرية. ولكن، يعرض مركز "عكاسة" للتصوير الفوتوغرافي بجامعة نيويورك أبوظبي، مجموعة صور للكاتب والناقد السينمائي المصري، فريد سمير، وهي بمثابة فرصة للكشف عما يجري وراء الكواليس أيضاً.
وتعد هذه مجموعة من الصور السالبة، التي تم إنتاجها خلال القرن العشرين، حيث تعكس صور الممثلين أثناء تواجدهم في مواقع التصوير. وهناك أيضاً العديد من الصور التي تقدم لمحات من خلف الكواليس عند إنتاج الأفلام المصرية.
وأوضح جوناثان بور، وهو مساعد أرشيفي بمركز "عكاسة"، أن هذه الصور توثق الاستوديوهات والمواقع التي تم فيها تصوير الأفلام، وتكشف الكثير عن الأساليب والمعدات المستخدمة في الإنتاج.
ورغم أن الأفلام، التي تظهر بالمجموعة الفوتوغرافية، هي من ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، إلا أن الصور المرقمة حالياً على موقع "عكاسة"، تتراوح بين عامي 1943 و1960.
وتملك "عكاسة" حالياً مجموعة الصور الفوتوغرافية كاملة، حيث اُشتُريت مباشرة من سمير فريد في عام 2015. ويعود تاريخ أقدم الصور في المجموعة إلى العام 1937، وهي من فيلم يعرف باسم "ليلى بنت الصحراء".
ويذكر أن فريد قد قام بتأليف وترجمة أكثر من 60 كتاباً منذ عام 1966 عن السينما المصرية والعربية والعالمية. وتوفي في العام 2017، تاركاً خلفه "إرثاً مهيباً" من العمل المرتبط بالسينما المصرية.
ويقول بور خلال حديثه مع موقع CNN بالعربية: "تسنح صور هذه المجموعة للمشاهد الفرصة لتقدير التفاصيل والعناية التي ظهرت في الأزياء، والتصميم، والمنتجات التجميلية، والعروض بالسينما المصرية".
وأضاف: "بذلنا قصارى جهدنا في استخدام الأساليب الرقمية الحديثة لتقديم الصور بأفضل حالة ممكنة قدر الإمكان". وهناك حوالي 3300 صورة سالبة في مجموعة سمير فريد، 615 منها متاحة على الإنترنت، عبر موقع مركز "عكاسة".
وأشار بور إلى أن رقمنة العديد من الصور السالبة يتطلب قدراً كبيراً من العناية حتى لا تتضرر. ولسوء الحظ، يتأذى بعضها بحيث لا يمكن رقمنتها دون تدميرها.
ولكن، يقول المساعد الأرشيفي بمركز "عكاسة": "نحن محظوظون لأن غالبيتها سيتم الحفاظ عليها رقمياً بأمان مع مرور الوقت".