دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- هل هبطت غيوم زاهية من السماء؟ أم هل انتهى المطاف بكتل من حلوى غزل البنات الملونة على الشاطئ؟
ويهتم الفنان، توماس جاكسون، من خلال أعماله بتسليط الضوء على علاقة البشر مع الطبيعة، كما أنه يحب إرباك من ينظرون لأعماله.
غيوم زاهية
ويُعيد جاكسون تشكيل المواد المصنوعة من قبل الإنسان لتتخذ أشكالاً عضوية تُظهر أنه "رغم اعتقادنا أننا نتخذ مسافة من الطبيعة، إلا أننا لا نزال جزءاً منها"، وفقاً لما قاله الفنان في مقابلة مع موقع CNN بالعربية.
ويتجسد ذلك في سلسلة من صوره التي تُظهر تركيبات فنية متنوعة مصنوعة من قماش التول الرقيق الذي تتلاعب به الرياح.
وللوهلة الأولى، قد تعتقد أنك تنظر إلى غيوم زاهية من عالم آخر، أو حلوى غزل البنات.
ومع بدء جائحة "كوفيد-19"، أصبحت حركة الفنان مقيدة، كما أنه شعر بضرورة الاقتصاد عند استخدام مواده، ما جعله يركز على إنشاء تركيبات من هذا القماش.
ويتميز التول بشفافيته، وبكونه متعدد الاستخدامات بشكل لا يصدق.
وأكّد الفنان: "العمل مع التول يشبه العمل مع الطلاء تقريباً"، إذ يؤدي وضع قماشين بلونين مختلفين أمام بعضهما البعض إلى ظهور لون جديد.
وثبّت الفنان الأقمشة على أعواد معدنية نشرها في مناطق مختلفة على طول ساحل كاليفورنيا خلال يوم عاصف، كما أنه علق بعضاً منها في الهواء باستخدام خيوط الصيد الرفيعة.
ويعتبر الفنان هذه التركيبات كإنجاز له.
ولصنع أعماله السابقة، كان الفنان مضطراً إلى تعليقها بالأشجار، أو بهيكل ما خارج إطار الكاميرا.
وشكل ذلك تحدياً له، إذ قال جاكسون: "لم أستطع صنع الأشياء بالمقياس الذي أردته".
وأدرك الفنان أنه بحاجة لابتكار عملية جديدة في حال رغب بجعل أعماله كبيرة، بحيث تغطي جانب تلة على سبيل المثال.
وبفضل التصوير بتقنية التعرض الطويل، اختفت الأعواد المعدنية، بينما بقيت الأقمشة الزاهية تظهر في الصور.
التعاون مع الرياح
وفي الماضي، كان جاكسون يدمج أعماله مع الطبيعة عن طريق جعلها تحاكي الأشكال الموجودة فيها بالفعل.
ويأخذ الفنان هذا المشروع إلى مستوى آخر عن طريق التعاون مع الرياح، وقال: "بدون الريح، لأصبحت الصور مملة جداً".
وجعلت الرياح كل شيء ينبض بالحياة، وتحولت الأقمشة إلى أشكال تشبه الدخان، والنيران، والضباب، بحسب تعبير جاكسون.
وعمل الفنان على هذه التركيبات في العام الماضي، وعند سؤاله عمّا إذا كان لا يزال بعضها موجوداً، أكّد جاكسون أنه يحرص على عدم ترك أي أثر خلفه.
واستغرق تركيب بعض الأعمال 3 ساعات، بينما احتاج بعضها إلى 10 ساعات.
ومع اختفاء ضوء النهار، يقوم الفنان بإزالة كل شيء، ويضعه في حقيبته، ويغادر.
وعند رؤية هذه المشاهد، يظن بعض الأشخاص أنها مزيفة، وأنها أُنتجت باستخدام الحاسوب، أو أنه جرى تعديلها بشكل كبير، بينما يظن البعض أنها جميلة.
ويشجع المصور وجود هذه الآراء المختلفة، إذ يسعى إلى جعل الأشخاص يرتبكون عند النظر لأعماله، فـ"الارتباك مُحفّز"، بحسب تعبيره.