دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- حقّقت طبعة أولى أصلية ونادرة جدًا من الدستور الأمريكي، الخميس، 43.2 مليون دولار لتصبح أغلى وثيقة تاريخية بيعت في مزاد علني على الإطلاق.
وتخطت قيمة هذه الطبعة الاستثنائية الرقم القياسي الذي حقّقه بيع كتاب، أو مخطوطة أو نص مطبوع، بحسب دار "سوزبي"، التي كانت توقّعت أن تُباع بـ20 مليون دولار.
وهذا المستند هو أحد النسخ الـ11 الصامدة من الطبعة الأولى للنسخة النهائية للوثيقة الدستورية، والأخيرة التي يملكها أفراد. وقد طُبعت لتوزيعها على المشاركين في الاجتماع الدستوري والكونغرس القاري، في 1787.
وكُتبت مسودة الدستور الأمريكي في اجتماعات سرّية عُقدت في مدينة فيلادلفيا الأمريكية، التي أرست "أسس الديمقراطية الأمريكية وضمان الحقوق الأساسية للمواطنين".
وذكرت "سوزبي" أنه بعد طبع مسودّتين للدستور سابقًا، طَبعت مطابع الاجتماع الدستوري الرسمية 500 نسخة من الطبعة الرسمية النهائية التي وزّعت على المجتمعين.
وجاء في بيان صحفي صادر عن دار "سوزبي" للمزادات أنّ طرفين شاركا "في مزايدة استمرّت زهاء 8 دقائق"، أحدهما مجموعة استثمارية في العملات المشفّرة الرقميّة اسمها "Constitution DAO" كانت أعلنت مسبقًا عن رغبتها في شراء هذه الطبعة الاستثنائية، وجمعت لهذا الهدف تبرّعات بلغت 40 مليون دولار، لكنّها أعلنت عبر تغريدة في ما بعد أنها لم تفز بالمزاد. ولم تكشف "سوزبي" عن هوية الشاري.
وتعود ملكيّة هذا المستند النادر الذي سيُطرح في المزاد، إلى هاوية الجمع الأمريكية دوروثي تابر غولدمان، التي حصلت عليه من زوجها الراحل هوارد.
وقالت غولدمان في بيانن إنّ "هذه النسخة عزيزة جدًا على قلبي"، مُضيفة: "عندما حصلت على هذه الطبعة، شعرت بمسؤولية كبيرة، وأنه يتوجّب عليّ الاعتناء بها، ومشاركتها، والترويج للمبادئ الدستورية لأمّتنا".
ووصفت دار "سوزبي" في بيان صحفي للإعلان عن طرح هذا المستند النادر للبيع في مزاد، في سبتمبر/ أيلول، أنّه "أكثر ندرة من وثيقة "إعلان الإستقلال والدستور وقانون الحقوق للولايات المتحدة الأمريكية".
وأكد سيلبي كيفر، وهو كبير المؤرخين الاختصاصيين في المخطوطات والكتب القديمة لدى "سوزبي"، أنها "إحدى النسخ الأكثر ندرة والمرغوب فيها بين المستندات التاريخية"، التي ستُطرح قريبًا في مزاد.
وكان كيفر أشرف أيضًا على شراء الثنائي غولدمان لهذه الوثيقة في 1988، لقاء 165 ألف دولار، من جامع خاص في فيلادلفيا الأمريكية. وعُرضت بعدها داخل مؤسسات عدّة، بينها جمعية نيويورك التاريخية، والمحكمة العليا للولايات المتحدة، ومراكز أخرى.
وقالت "سوزبي" إن النسخ العشر المتبقية من الطبعة الأولى محفوظة الآن ضمن مجموعات دستورية.
وهذه الوثيقة جزء من أكبر عملية بيع لوثائق أمريكية تاريخية من مجموعة غولدمان التي ستعرض عند اختتام المزاد يوم الثلاثاء.
كما تم تضمين المزاد نسخًا نادرة أخرى من دستور الولايات المتحدة، بينها الطبعات التي وقعها الرئيسان ميلارد فيلمور وفرانكلين بيرس. وسيعرض المزاد الأسبوع المقبل أيضًا مجموعة من دساتير الولايات، مع طرح واحد من كل ولاية أمريكية بالحد الأدنى للبيع.
أما عائدات هذا المزاد فتذهب لمؤسسة دوروثي تابر غولدمان، وهي منظمة تهدف إلى "تعزيز فهم ديمقراطيتنا وكيف يمكن أن تحدث أفعال جميع المواطنين فرقًا"، بحسب بيان صحفي.