دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- رغم نجاحها في مسيرتها المهنية، وجدت رائدة الأعمال، جوانا غريفيث، نفسها تكافح خلف الأبواب المغلقة، عندما أصبحت أماً للمرة الأولى.
وفي عام 2019، وفي اليوم ذاته الذي فازت فيه علامتها التجارية للملابس الداخلية "Knix"، ومقرها مدينة تورونتو في كندا، بجائزة تسويقية، كانت تسعى للحصول على مشورة بشأن الرضاعة الطبيعية من استشاري الرضاعة.
وبعد محاولتها الفاشلة لضخ الحليب لمدة ثلاث ساعات، نشرت صورة سيلفي على موقع "إنستغرام"، وبدت مرهقة وهي تمسك أكياس الثلج بإحكام على صدرها.
وكتبت: "أردت فقط أن أقدّر جميع الأمهات لأن حصول هذه الأشياء بعد الولادة هو أمر صعب".
واستذكرت قائلة: "كنت أعاني بشدة بسبب الرضاعة الطبيعية"، مضيفة أنها عانت أيضًا من اكتئاب ما بعد الولادة.
وتلقت غريفيث دعمًا كبيرًا، خاصة من قبل النساء اللواتي شاركن تحدياتهن الخاصة مع الأمومة، بدءًا من مرحلة الرضاعة الطبيعية إلى وصف تجاربهن ما بعد الولادة بأنها "ليست مزحة".
وقامت أخريات بتشجيعها على عدم الشعور بالسوء.
وقالت غريفيث: "اتضح أنني لم أكن وحدي.. في عالم صور السيلفي المثالية، وصور الأطفال عبر إنستغرام وهم يرتدون ملابس حيوانات صغيرة، قمنا بإخفاء تجربة ما بعد الولادة الحقيقية.. ننسى بسرعة أنه في تلك اللحظات القليلة الثمينة بعد الولادة، تكون تعرفت على شخص آخر جديد تمامًا.. وهو ليس طفلك.. إنه أنت".
وبسبب إدراكها أن هناك أمهات أخريات يعشن تجاربًا مماثلة، أطلقت غريفيث ودومينو كيركي بادجلي، وهي معلمة عن الأمومة والطفولة، موقعًا عبر الإنترنت يُعرف باسم "الحياة ما بعد الولادة".
ومن خلال هذا الموقع، تستطيع النساء مشاركة صورهن الحميمة وقصصهن ما بعد الولادة، والتي تم عرض مجموعة مختارة منها في مدينة نيويورك الأمريكية.
وفي الوقت الحالي، تم تحويل المشروع إلى كتاب يحمل الاسم ذاته.
وتم تقسيم الكتاب إلى عدة فصول، مثل الساعات الـ 24 الأولى، والأسابيع، والأشهر، والسنة الأولى.
ويهدف الكتاب إلى مشاركة القصص التي "تحتفل وتُكرّم تجارب ما بعد الولادة". كما عُرضت قصصًا لعدد من المشاهير، منهم الممثلة الكوميدية إيمي شومر، والممثلتين كريستين بيل وأمريكا فيريرا.
وبينما ترصد بعض الصور أمهات تلعبن مع أطفالهن الصغار، تروي أخريات حكايات حزينة، مثل باسكال هانت، التي تستذكر الشعور بالوحدة أثناء الولادة خلال فترة الوباء.
وتروي أم أخرى أنها تعرضت للإجهاض في الثلث الثاني من الحمل.
وفي أحد المقالات، كتبت مصورة الولادة، ودولا هيذر وايت، التي وثقت حوالي 200 ولادة، بعد فقدان طفلها: "هكذا أكرّم ابني".
وتأمل كيرك بادجلي أن تكون "الحياة ما بعد الولادة" بمثابة دعوة للأمهات الأخريات للبدء بمشاركة قصصهن.
وقالت: "أعتقد أننا نشعر بالشفاء عند سماع قصص بعضنا البعض، في حالة الضعف".
وأضافت: "لا توجد تقنية نحاول تعليمك إياها.. نحن فقط نغير السرد من خلال التحدث مع بعضنا البعض في النهاية.. لا أحد ينجب الأطفال بالطريقة ذاتها أو يختبر فترة ما بعد الولادة ذاتها، لكننا جميعًا بحاجة إلى دعم".