دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عشية تغطية أسبوع الموضة في الواقع الافتراضي، شعرت مراسلة CNN، ليا دولان، بأن الأمر أشبه بالتحضير لأي حدث في مجال الموضة، لكن بدلاً من استئجار الملابس والتخطيط لوسائل السفر، كانت تقوم بتنزيل ملحقات برنامج "غوغل كروم" وتفكر في كيفية إنشاء الصورة الرمزية الرقمية الخاصة بها، أو ما يعرف بـ"أفاتار".
كانت دولان تستعد لحضور حدث عرض أزياء افتراضي لمدة أسبوع على منصة "ميتافيرس"، وهي شبكة من العوالم الرقمية الفريدة التي جذبت انتباه عالم الموضة.
وتوقعت شركة The Business of Fashion أنها ستكون "منجم الذهب التالي"، حيث يواصل المستهلكون الشباب التعمق أكثر في الواقع الافتراضي.
وفيما نُظّمت بالفعل عروض الأزياء في عالم "ميتافيرس"، حيث عرضت علامات مثل Mimi Wade وMowalola وCollina Strada مجموعات فردية على المنصة الافتراضية IMVU، استضافت منصة Decentraland الحدث، الذي بدأ في 24 مارس/ آذار، وشمل عروض أزياء من أمثال دار "دولتشي أند غابانا"، مع محادثات جانبية مع تومي هيلفيغر نفسه، وشهد حفلًا افتراضيًا أحيته المغنية الكندية غرايمس، ما جعل منه تجربة حدثية شاملة.
وأشار سام هاملتون، المدير الإبداعي لمؤسسة Decentraland، إلى أنه يرجح أن يصبح تقليدًا سنويًا.
وقال هاملتون لـCNN قبل افتتاح الحدث: "لا يزال هناك الكثير من الأجزاء المتحركة، التي أعتقد أنها تقليدية نوعًا ما، لكنني أشعر بالثقة".
وأضاف: "خلف الكواليس، إنها نسخة افتراضية من أسبوع الموضة الحقيقي. ولا يزال هناك أشخاص يقومون بخياطة الملابس، عبر برامج ثلاثية البعد".
لكن تجربة دولان النهائية كانت بعيدة كل البعد عن السلاسة، فقد أدت الصعوبات التقنية إلى تعتيم خيال هذا المشهد اللامحدود بالمبدأ.
فمن أجل دخول عالم "ميتافيرس"، هناك الخيار، الوحيد بالنسبة لي كوني أستخدم كمبيوترًا قديمًا، التعريف عن نفسك، من خلال ربط محفظتك للعملات المشفرة على هاتفك المحمول.
يتم تخصيص 30 قطعة ملابس على الأقل لكل صورة رمزية (أفاتار) يمكن ارتداؤها مجانًا، إضافة إلى بعض الملحقات الغريبة مثل النظارات الشمسية أو التيجان. بدت بعض القمصان الرقمية وكأنها أكثر من مجرد تعبير إبداعي كافٍ لشيء غير ملموس مثل ميتافيرس.
وكان الحدث الأول الذي سجلت دولان الدخول إليه هو عرض أزياء "دولتشي أند غابانا"، حيث عرضت العلامة الإيطالية لأول مرة 20 زيًا يمكن ارتداؤها داخل مكان هو أشبه بمزيج بين ملعب كرة قدم وملهى ليلي.
وبينما أضاءت أرضية الرقص ذات اللونين الأرجواني والأسود، بدا عدد الحضور الافتراضي قليلًا فلم يتخط 25 شخصًا.
وحضر البعض في وقت متأخر، فبدوا على هيئة وميض من الضوء الأزرق، ففاتهم العرض تمامًا، في حين أن شخصيات الأفاتار الأخرى، كانت تحدق إلى الأمام بهدوء.
وفي الزاوية اليسرى السفلية من شاشة دولان، كان هناك خاصية للدردشة قيد التشغيل تشير إلى أن بعض الضيوف ما زالوا يتصارعون مع التكنولوجيا للتعامل مع هذا العالم.
وقبل بدء الحدث، أضفى التدفق المستمر للتعليقات الساخرة جوًا تهكميًا، إذ علق أحد المستخدمين "كيف لي أن أستمتع هنا"؟
وبدلاً من استخدام الصور الرمزية البشرية لعارضي أزياء، جسدت "دولتشي أند غابانا" مفهوم منصة القطط حرفياً، من خلال إرسال شخصيات قطط عملاقة ذات قدمين على مدرج العرض الدائري.
وتشير دولان إلى أن الملابس التي اختارتها لصورتها الرمزية كانت باهتة مقارنةً بالأزياء المبتكرة لشخصيات الحضور الرمزية.
ومن أجنحة الصقر المتوهجة وملابس النيون والنظارات الشمسية cyclops المطلية باللون الذهبي إلى السراويل الضيقة السوداء مع الألواح الزرقاء الكهربائية؛ كانت قواعد الملابس الخاصة بعالم ميتافيرس عبارة عن فوضى مستقبلية.
ويعتبرد تجهيز نفسك لدخول هذا العالم الافتراضي أمرًا مكلفًا.
تتراوح القبعات المطبوعة، بالإضافة إلى بدلة السهرة المجنحة المتوهجة من العلامة التجارية الشهيرة فيليب بلين، بين 1,670 إلى 2740 دولارًا للقطعة.
وبالإضافة إلى جدول عروض الأزياء، قامت منصة Decentraland أيضًا ببناء منطقة تسوق فاخرة، وتشمل واجهات المحلات الفخمة أسماء، مثل إيلي صعب وبيتر دونداس ودولتشي أند غابانا و"إيترو"، الموزعة على شارع أنيق تصطف على جانبيه الشجيرات.
وهنا، كان الاهتمام بالتفاصيل مثيرًا للإعجاب، بدءاً من الطوق الأحادي الذي يمتد من كل نافذة إلى عمارتها الفاخرة.
داخل متجر Peter Dundas، عرضت شاشة مدمجة بالجدار الخلفي الفيديو الدعائي المباشر للعلامة التجارية قبل خريف 2022.
كان من المفترض أن يكون المستخدمون قادرين على شراء القطع القابلة للارتداء للتجول حول منصة Decentraland، لكن نظرًا لعدم مقدرة دولان على تجربة هذه الملابس الأنيقة بعد محاولات عديدة، فقد بدا المشهد أكثر برودة من تجربة تسوق ثورية بالنسبة لها.
في مكان آخر من ميتافيرس، أنشأت علامات الأزياء "تومي هيلفيغر، دكني، سيلفريدجز" متاجر مماثلة.
وقام البعض، مثل "سيلفريدجز" ببناء هياكل ضخمة ما بعد الحداثة ذات طبقات متعددة، بينما بدت المتاجر الأخرى أشبه بواجهات أو صالات عرض مفتوحة، مغطاة بالشعارات وصور الدعايات.
وتم إقران كل دار أزياء مشاركة بفريق من مصممي برامج Decentraland ثلاثي البعد الذين قاموا ببناء قطع الملابس القابلة للارتداء المعروضة.
وبعد فترة من التسوق عبر النوافذ، توجهت دولان افتراضيًا إلى حفلة المصمم فيليب بلين، حيث قام بين 70 و90 شخصية "بأداء تعبيري"، أي قاموا بحركات مبرمجة مسبقًا مثل إرسال قبلة وإيماءات اليد الغاضبة، وحركات راقصة عدة على أنغام الدي جي التي كانت تبث مباشرة من غرفة المعيشة الخاصة بشخص ما.
وأقيم هذا الحفل الغريب في "Plein Plaza"، وهي مساحة رقمية متفرقة تتضمن ناطحة سحاب إلكترونية للمصمم فيليب بلين بلغت كلفتها 1.4 مليون دولار.
وعلى الجانب الآخر من ناطحة السحاب، يقع متحف بلين تحت الأرض تجد فيه أعمال الرموز غير القابلة للاستبدال الفنية، "M.O.N.A"، وأعمال لم يتم إصدارها، أنشأها بلين والفنان الرقمي أنتوني توديسكو الذي يتعاون معه .
مستقبل يستحق الاستكشاف
بينما استأجر المصممون الآخرون مساحات البيع بالتجزئة الخاصة بهم لهذا الحدث، واشترى بلين قطعة أرض رقمية منذ فبراير/ شباط.
ويحاكي قراره الآمال الكبيرة التي يعقدها الكثيرون على الموضة في عالم ميتافيرس.
لكن لا يزال أمام هذه التجربة طريق طويل لتقطعه إذا أصبحت وجهة تسوق، وليست وسيلة للتحايل.
ووصف حدث Decentraland بأنه أول أسبوع أزياء شامل، حيث يقدم مقعدًا في الصف الأمامي لأي شخص لديه محفظة عملات رقمية.
ورغم أن أسابيع الموضة الافتراضية يمكن أن تحد من السفر الجوي وبناء أماكن عرض مصيرها الهدر، إلا أن هناك أيضًا تكلفة بيئية للعوالم الافتراضية التي تعتمد بشكل كبير على أنظمة الحاسوب المتطورة.
وبغض النظر عن خلل حاسوبها، فإن دولان ترى أن التجربة قدمت بالفعل نافذة على مستقبل رائع يستحق الاستكشاف.
وكان الطموح وراء أسبوع الموضة الأول في Decentraland سببًا للاحتفال، وإذا كانت الموضة تدور حول الحداثة، فإن عالم "ميتافيرس" يعد المكان الأفضل.
ولكن ما لم ينضم إلى ميتافيرس من خلال جهاز كمبيوتر مخصص للألعاب، فقد يتعذر عليه الشعور أن أسبوع الموضة الافتراضي مماثل للحدث الحقيقي.