دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- عندما التقط ديفيد يارو واحدة من أكثر الصور الرياضية شهرةً على الإطلاق، كان المصور "مجرّد مُعجب مع الكاميرا"، وفقًا لما اعترف به.
وحدث الموقف في المباراة النهائية لكأس العالم "فيفا" لعام 1986 في المكسيك، وفي سن العشرين، كان يارو جالسًا بجانب الملعب.
وكان يارو، الذي جنى الملايين من أعماله منذ ذلك الحين، قد بدأ فقط في التقاط الصور لمباريات كرة القدم في اسكتلندا لمجلة محلية في العام السابق أثناء دراسته في الجامعة.
وعند سفره إلى كأس العالم كموظّف مستقل، حصل يارو بشكل غير متوقع على اعتماد من الاتحاد الاسكتلندي لكرة القدم بعد وصوله.
ولكن بفضل قاعدة تسمح لكل دولة بأن يكون لها مصور فوتوغرافي مُعتمد في الميدان، وحقيقة أنه كان المصور الاسكتلندي الوحيد الذي بقي بعد التغلّب على بلاده، وجد يارو نفسه في موقف محظوظ.
وبعد تغلب الأرجنتين على ألمانيا الغربية للفوز باللقب مباشرةً، احتشد المشجعون في الملعب، ورفع الفريق الفائز قائده، دييغو أرماندو مارادونا.
واندفع يارو إلى مكان الحدث والتقط صورته الشهيرة الآن لمارادونا وهو في الهواء، ورفعه على ذراعيه وهو مبتسم.
وانتشرت الصورة، وظهرت في المنشورات حول العالم.
وقال يارو في مقابلةٍ عبر الهاتف: "إنها صورة خاصة"، ثم أضاف: "كنت محظوظًا. ولم تكن عدستي ذات الزاوية العريضة رائعة، ولكنه نظر إلي مباشرة. وأظهر ذلك أهمية الاقتراب".
والأمر المثير للدهشة هو أن ذلك لم يُطلق مهنة يارو كمصور على الفور.
وفي عام 1988 تولى يارو وظيفة في أحد المصارف، وعندما اشتعلت الأزمة المالية في عام 2008، انهار عالمه.
وكان يارو دائم التفكير بالتصوير الفوتوغرافي، وبدأ في التخطيط لامتهان هذه الهواية.
وقال يارو: "أمضيت أربعة أعوام في العمل وصولًا إلى اليوم الذي علمت فيه أنني أستطيع كسب دخل كافٍ كمصور فوتوغرافي، وأنه يمكنني تحمل المجازفة".
حياة عبر الصور
وكانت نقطة التحول في عام 2015 عندما التقط يارو صورة رائعة بعنوان "البشرية" (Mankind) تُظهر رعاة الدينكا في مخيم للماشية في جنوب السودان.
وأكّد يارو: "كنت أعلم أنني أستطيع بيعها مقابل مليون دولار"، مضيفًا أنها "تتمتع بالعمق، والعاطفة، وهي خامة، وعميقة، ولا تزال على الأرجح واحدة من أكثر صوري المرغوبة".
ومن هناك، واصل يارو صنع اسم لنفسه في مجال التصوير الفوتوغرافي من خلال التقاط الصور للمزيد من نجوم الرياضة، وعارضات الأزياء، والمناظر الطبيعية، والحياة البرية، وأصبح من دُعاة الحفاظ على البيئة.
أما كتابه الجديد "كيف أصنع الصور" (How I make photographs)، فهو عبارة عن دليل عملي للغاية بحجم الجيب يحتضن أفضل نصائحه لنجاح الفرد كمصور فوتوغرافي.
وتُعتبر هذه الصورة من أكثر أعماله شهرة في مجال الحياة البرية، إذ أشار إلى أهمية التخطيط لنجاح الصورة الفوتوغرافية.
وأوضح يارو: "كان أنسل آدمز هو الذي علّم العالم على وجود نوعينن مختلفين من المصورين، وهم الأشخاص الذين يلتقطون الصور، والأشخاص الذين يصنعونها، وهو كان صانع الصور".
ولفت المصور أيضًا إلى أهمية الاقتراب من ما تصوره، مثل صورة مارادونا التاريخية، بالإضافة إلى العديد من صوره المذهلة للحيوانات، من بينها الفهود، والجواميس، والدببة القطبية.
وذكر المصور أن التواصل البصري يساوي العاطفة.
ويغطّي الكتاب كل شيء من المعدات إلى المطبوعات، مع وجود الكثير من الأمثلة العملية، وخلاصة وافية لأعماله، وغالبيتها بالأبيض والأسود.
ونُشر كتاب "David Yarrow: How I make photographs" من قبل دار نشر لورنس كينج.