دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يحب ستيفان أنتوني، مؤسس شركة "SAOTA" للهندسة المعمارية في جنوب أفريقيا، أن يروي قصة عملية بناء مكتب الشركة في مدينة كيب تاون بأفريقيا قيد الإنشاء.
وعندما جاء وقت تركيب السقف في مكانه، أدرك أنتوني أنه سيحجب جزءًا من منظر جبل تيبل، والذي يشكل علامة بارزة تطل على كيب تاون.
لذلك توقف العمل لحين إعادة تصميم السقف بالكامل، بحيث يبقى مشهد الجبل الشهير في المدينة ظاهرًا.
وتبرز هذه القصة أسلوب أنتوني في البناء، وشغفه بإبراز الطبيعة.
وصممت الشركة العديد من المباني التي يمكن أن تجعلك تشعر وكأنك تمتلك جبلًا كاملاً، أو امتدادًا للمحيط، أو مدينة بأكملها من خلال الاستخدام الذكي للمساحة والتأطير.
ولدى الشركة عملاء في جنوب أفريقيا والولايات المتحدة، وكذلك في روسيا، وإندونيسيا، ونيجيريا.
ونجحت منازل "McMansions" من تصميم "SAOTA" في التعبير عن أسلوب الشركة في البناء وتقدير الطبيعة المحيطة بالمباني.
وقد بيع أحد هذه المنازل الواقعة في خليج بانتري بكيب تاون مقابل 290 مليون راند في عام 2016، أي ما يعادل 20.2 مليون دولار في ذلك الوقت، ليصبح أغلى منزل خاص بيع في أفريقيا.
وقال أنتوني: "نحاول أن نقول لعملائنا أن التصميم الجيد يتمتع بقيمة كبيرة".
والآن، بعد أكثر من 30 عامًا في المجال، أنتجت الشركة كتابها الأول، "الضوء، الفضاء، الحياة"، والذي يعرض بعضًا من أكثر التصميمات التي لا تُنسى.
ولكن، إلى أين يمكن أن تتجه الشركة الجنوب أفريقية من هنا؟
وبدأ أنتوني بممارسة عمله في منتصف الثمانينيات، عندما كان الفصل العنصري والمقاطعة الثقافية تعني أن جنوب أفريقيا كانت معزولة إلى حد كبير عن العالم.
ولفت إلى أن شركته ركبت موجة "النهضة الصغيرة" في طفرة إبداعية ما بعد الفصل العنصري، لكن كيب تاون ظلت من نواح كثيرة على هامش الهندسة المعمارية، "في أحد أطراف العالم، في قاع أفريقيا تنظر إلى أعلى".
وأوضح أنتوني: "أنت تدرك تمامًا أنك لست محور الكون، وإذا كنت تريد إحداث أي نوع من التأثير، فعليك أن تفعل شيئًا جيدًا بشكل استثنائي".
وكانت كيب تاون، بتضاريسها الخاصة، المحاصرة بين الجبل والبحر، وتواجهها رياح موسمية مختلفة، بمثابة حاضنة لجماليات شركة "SAOTA".
ومن جانبها، ذكرت الدكتورة فيليبا توموبويني، وهي أكاديمية في كلية الهندسة المعمارية والتخطيط والجيوماتكس بجامعة كيب تاون، أن شركة "SAOTA" جلبت نهجًا مبتكرًا للهندسة المعمارية في البلاد.
وكان الساحل الأطلسي المنحدر في كيب تاون، حيث نشأت العديد من مشاريع "SAOTA"، بمثابة واجهة لجذب العملاء.
وعندما انهارت الأسواق العالمية في عام 2008، تباطأ العمل في جنوب أفريقيا، فقط لكي تبدأ "SAOTA" بجمع التفويضات في جميع أنحاء العالم.
وبحلول عام 2012، كانت قد صممت أول منزل في ميامي بفلوريدا، ليبدو وكأنه سطح يخت فاخر، حسبما ذكره مارك بوليفانت، المهندس الرئيسي لدى "SAOTA".
تصميم واحد في المئة
واليوم، لدى الشركة 300 موظف، يعملون بالتعاون مع المهندسين المعماريين في جميع أنحاء العالم لتحقيق مشاريعها.
وتعتقد توموبويني أن تركيز شركة "SAOTA" على المراحل الأولى من تطوير المفهوم وتطوير التصميم، بدلاً من عملية البناء، كان السبب الرئيسي وراء نجاحها.
وقد عزز سوق العقارات في الولايات المتحدة ملف شركة "SAOTA" بشكل أكبر، إذ بيع مشروع "Pine Tree" المصمم من قبل "SAOTA" في مدينة ميامي الأمريكية في مقابل 22.5 مليون دولار في عام 2017، وفقًا للشركة.
وفي ميامي بوقت سابق من هذا العام، تم إدراج عقار في منطقة ستار أيلاند يضم منزلين، أكبرهما من تصميم "SAOTA"، مقابل 90 مليون دولار.
وبالعودة إلى كيب تاون، المدينة ذات التناقضات الاقتصادية الصارخة والظروف المعيشية المتباينة، قالت توموبويني إن مشاريع "SAOTA" الفائقة الجودة لم تخل من الانتقادات.
وأوضحت: "على الرغم من أن النقد صحيح - وأنا أتفق مع هذا النقد - في مرحلة ما، خاصة مع الممارسة المعمارية، يجب أن يكون هناك مساحة لدفع الناس بالممارسة إلى ما هو أبعد من ذلك".
وأصر أنتوني على أنه مهتم أكثر بالقيمة التي يضعها الملاك لمنازلهم المصممة من قبل الشركة أكثر من قيمتها المالية، مؤكدًا أن "المنزل ليس مجرد مساحة معيشية عملية، بل يجب أن يتمتع بجودة عاطفية ... يجب أن يكون مكانًا يمكنك فيه تحقيق كل أحلامك وكل تطلعاتك".