دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يعود موسم حفلات الزفاف بكامل قوته بعد عامين من التأجيل والاكتفاء بالحفلات "الصغيرة"، وخروج الموضة الكلاسيكية من السباق، ودخول موضة ارتداء العرائس لما يُردن.
وبالنسبة لحفلات زفاف المشاهير الكبرى لهذا الموسم، شهدنا هذا التحوّل من خلال ارتداء نجمة برامج الواقع الأمريكية، كورتني كارداشيان، فستان زفاف قصير وضيق من توقيع علامة "دولتشي آند غابانا"، مع طرحة طويلة تذكر بالأيقونات الكاثوليكية.
وفي الأسبوع الماضي فقط، أضافت نجمة البوب الأمريكية بريتني سبيرز لمسة على فستان معد خصيصًا لها من توقيع علامة "فيرساتشي"، وزينته بسلسلة عنق بيضاء منمقة.
ويمكن وصف مجموعتي 2022 و2023 لفساتين الزفاف بأنها لا تتبع الاتجهات، بل تتميز بالتفاصيل، والألوان، والخامات المختلفة.
في أسبوع الموضة للعرائس في مدينة نيويورك الأمريكية الذي أقيم في أبريل/ نيسان الماضي، قدّم المصممون فساتين زفاف شاعرية بألوان مثل الأزرق والأحمر، والبدلات ذات الأكمام المفتوحة، وطبعات زهرية ملونة، إلى جانب إيماءات تعود لعقود مختلفة من الفساتين ذات الكورسيه خلال أواخر القرن التاسع عشر والفساتين القصيرة خلال فترة التسعينيات من القرن الماضي.
وقالت المصممة كاري غولدبرغ، المديرة السابقة لقسم أزياء الزفاف في مجلة "هاربر بازار"، في مكالمة هاتفية: "بسبب الجائحة التي جعلت الناس تقضي وقتًا أطول بكثير بمفردهم، ومع إدراك حقيقة أن حفلات زفاف تخصّهم في نهاية المطاف ... تم الاستغناء عن كل ما هو مفروض".
وعلى سبيل المثال، تقدم دار أزياء الزفاف العملاقة الأمريكية "David's Bridal" نماذج باللون الأسود من أنماط فساتين الزفاف الأكثر شهرة في عدد من متاجرها لأول مرة، بعد ارتفاع طلب على الفساتين الداكنة بدلاً من الفستان الأبيض التقليدي.
وتنسب "Pinterest"، وهي منصة أمريكية لنشر الصور، هذه الميول القوطية إلى "الجيل زد"، أي الجيل الذي يلي جيل الألفية، إذ ذكرت المنصة في تقرير لها حول اتجاهات الزفاف لعام 2022 أن عمليات البحث عن "أفكار فساتين الزفاف بألوان داكنة" زادت 59 مرة خلال فترة 12 شهرًا من عام 2021 إلى عام 2022 بين تلك الفئة العمرية.
ومن جانبها، أشارت ستيفاني وايت، التي تقود علامة "Odylyne the Ceremon" الحالمة لأزياء الزفاف، إلى أنها تعتقد أن العرائس ينجذبن نحو تصماميم "أقل تقليدية" تتضمن تفاصيل مرحة، مثل أكتاف كبيرة الحجم.
وعلى جانب آخر، بالنسبة لأولئك اللاتي يبحثن عن البساطة، مثل فستان منسدل من الحرير، فإنهن يخترن إضفاء الطابع الشخصي على إطلالتهن، من خلال إضافة القفازات أو إكسسوارات الرأس.
لكن الرغبة في المزيد من أنماط الزفاف غير التقليدية لا تعني بالضرورة وجود اتجاه نحو الأقل فخامة. وفي الواقع، ترى غولدبيرغ عكس ذلك تمامًا.
وقالت غولدبيرغ: "كنت أتوقع العودة إلى الصيحات الملكية والدرامية ... فقط لأننا بقينا في الداخل لفترة طويلة".
وأضافت: "أعتقد أن هذا يتحدث بوضوح عن كيفية اتخاذ حفلات الزفاف منعطفًا جديدًا نوعًا ما خلال العام ونصف العام الماضيين".
خيارات لا نهاية لها
وأوضحت غولدبرغ: "يوجد في السوق خيارات أكثر من أي وقت مضى. وأعتقد أن المصممين يتعاملون بشكل مباشر مع العميلات أكثر بكثير من السابق".
وتابعت: "أعتقد أن الأمر كان يدور في السابق حول المتاجر متعددة العلامات التجارية. والآن يتعلق الأمر أكثر بعلامات المصممين الرائدين، ولذلك فإن المصممين يسمعون العميلة بشكل مباشر".
لكن تحديد أسلوب الزفاف يمكن أن يشكل تحديًا مخيفًا، إذ أن المزيد من الخيارات يعني اتخاذ المزيد من القرارات، لا سيما عندما تتوفر مراجع خاصة بحفلات الزفاف يمكن أن ينجذب إليها الشخص على منصات التواصل الاجتماعي مثل "انستغرام".
لذلك، توصي غولدبرغ بإجراء المزيد من البحث الشخصي، بدلاً من التصفح اللامتناهي للإنترنت.
وقالت المصممة: "جربي ارتداء فستان واحد من كل تصميم وآخر من كل خامة، وقومي بالنظر إلى هذه الجوانب بشكل منفصل من أجل الوصول إلى الفستان المثالي"، موضحة: "يجب أولاً معرفة شكل خط العنق الذي تفضلينه، ثم الأكمام وما إلى ذلك. ثم يمكنك البدء في طلب هذا التصميم بطريقة أكثر تفصيلاً أثناء انتقالك من متجر إلى آخر".
وأشارت غولدبرغ إلى أنه في عصر الخيارات غير المحدودة، من المهم بشكل خاص أن تبقي وفية لذوقك الشخصي، مؤكدة أن "الاستماع إلى نفسك وشعورك الغريزي بدلاً من الأصوات من حولكـ أمر مهم".