دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بعد تأجيله لعام جرّاء جائحة كورونا، وإقامة نسخة مصغرة منه عام 2021، عاد معرض التصميم الدولي "Salone del Mobile"، الذي ينظّم سنويًا في مدينة ميلانو الإيطالية منذ عام 1961، بكامل زخمه الشهر الماضي.
وتوزعت على صالات العرض عروض وتجهيزات اقترحت أفكارًا جديدة لما قد تبدو عليه منازل المستقبل.
ومن التركيز على الحرف اليدوية والإستدامة، إلى التصاميم التي تتخطى حدود المألوف، إليكم بعض النقاط البارزة في هذا الحدث.
التصاميم الخارجية نُقِلت إلى الداخل
واستجابةً للوقت الذي قضيناه في الداخل خلال العامين الماضيين، فقد رافقت الطبيعة والمواد العضوية العديد من الأعمال الأكثر إثارة للاهتمام في أسبوع التصميم بميلانو.
وفي منطقة بريرا بميلانو، تعاونت شركة "Calico Wallpaper" ومقرها منطقة بروكلين الأمريكية، مع استوديو التصميم الداخلي الدولي "AB Concept" لعرض ورق جدران مستوحى من جبال الألب اليابانية.
وتعاونت العلامة التجارية "SolidNature" للحجر الطبيعي مع المصمم الهولندي سابين مارسيليس، واستوديو "OMA"، لإعادة التفكير بأثاث المنزل كألواح متجانسة من العقيق والرخام، نتج عنها حمام ضخم، وخزانة دوارة متعدّدة الوظائف، وسرير مهيب (رغم أنه قد لا يكون مريحًا للغاية).
واستخدم استوديو "DWA Design" في ميلانو المواد الخام بالتصميم الداخلي من خلال إنشاء طاولة مصنوعة من التربة والزهور البرية، بينما اعتمد طلاب التصميم الصناعي في جامعة Muthesius الهواء كمادة لتصميم عشرة منتجات قابلة للنفخ.
واستلهم المصمّم ماكسيميليان مارشيساني الإضاءة أيضًا من الطبيعة، من خلال تصميم أغصان أشجار معلقة، أضاف إليها إنارة LED أشبه بأعواد ضوئية من الفرو ملفوفة بالحرير، وموصلة على نحو طبيعي بالكهرباء.
وكانت الإستدامة موضوعًا مهمًا خلال أسبوع التصميم.
واستخدمت شركة الصوتيات الإيطالية "Slalom" القوارير البلاستيكية المعاد تدويرها لبناء غرفة عازلة للصوت ذات ألوان زاهية يمكن أن تكون بمثابة مساحة خالية من الضوضاء. كما كشفت شركة "Prowl Studio" ومقرها ولاية كاليفورنيا الأمريكية، النقاب عن أثاث صالة استخدمت مواد صديقة للبيئة ومواد تنجيد أنشئت بواسطة الحاسوب.
وفي الوقت ذاته، عرض نحو 600 مشارك أعمالهم حول موضوع "التصميم لأنفسنا في المستقبل"، مع التركيز على الممارسات المستدامة.
وقد برزت مواد تصميم غير تقليدية أيضًا، إذ جربت علامة تصميم الإضاءة "ServoMuto" مادة الليكرا لإنشاء مجموعة مصابيح.
إلى ذلك، نظمت الكثير من أنشطة إعادة التدوير، حيث عرض المصمم الإيطالي مارتينو غامبر المقيم في العاصمة البريطانية لندن سلسلة من الأثاث العتيق المعاد تدويره بأسلوب معاصر في معرض نيلوفار ديبوت.
من الموضة إلى الأثاث
ولم تتردّد علامات الأزياء أبدًا باللعب في التصاميم الداخلية. ورغم ذلك، فقد أثبت هذا العام أن هذا الاتجاه مهيّأ للنمو.
وإلى العلامات التجارية المعروفة مثل "لوي فيتون"، و"إيرميس"، و"رالف لورين"، التي قدمت جميعها تجهيزات جميلة بهدف عرض مجموعاتها من المفروشات، إذ دخلت مجموعة من العلامات التجارية البارزة عالم تصميم الأثاث وممارساته.
وطرحت شركة "Paul Smith" البريطانية للتصميم لأول مرة مجموعة أثاث تتألف من أرائك ملونة، وكراسٍ بذراعين، وطاولات القهوة وغيرها، بالتعاون مع شركة "DePadova".
وخَطَت علامة "برادا"، التي سبق ودخلت عالم الأثاث، خطوة إلى الأمام مع عقدها ندوة متعدّدة الاختصاصات لمدة يومين برعاية استوديو "Formafantasma"، القائم على الأبحاث، لدراسة العلاقة بين البيئة الطبيعية والتصميم.
الأجسام السائلة والأشكال القابلة للتكيف
وكان أسبوع التصميم حافلًا بالمنتجات المعيارية والإكسسوارات المنزلية القابلة للتكديس، ربما كإشارة إلى الطلب المتزايد على مساحات العمل المرنة من المنزل.
وأطلقت العلامة التجارية "Loose Parts"، التي تتخذ من مدينة لوس أنجلوس الأمريكية مقراً لها، عرضاً رائعاً للأثاث المعياري الذي يمكن تجميعه وتفكيكه وإعادة تجميعه، المصمم في جزء منه لتقليل نفايات مكبات الأثاث وتشجيع إعادة الاستخدام، مع الإشارة إلى فكرة الاحتمالات الجديدة داخل التصاميم الداخلية ذاتها.
وعرضت المصممة ماريا كوجيتش ومقرها عاصمة صربيا بلغراد، تجهيز معياري للأطفال قد يكون بمثابة هيكل لعب ومساحة عمل دائرية، بينما ابتكر المصمم الياباني ريوسوكي فوكوسادا مجموعة من الإنارة مع خيارات تصميم لا حصر لها في المعرض الرئيسي.
وفي مكان آخر، قدّم المصمم البريطاني مارك وود أيضًا مجموعتين من الإنارة، التي يمكن استخدامها كمعلقات فردية، أو مكدّسة لتشكيل مجموعة من الأنماط الزخرفية والأشكال الإبداعية.
قواعد الحرفية
وقد يكون مستقبل تصميم المنزل عبارة عن حرفة عريقة. إذ ركز المعرض بشكل بارز على التقنيات التقليدية، وسلط الضوء على الإبداعات الحرفية من قبل صانعي العالم.
ومن المصابيح المصنوعة بتقنية النسيج الغانية، وزجاجات بلاستيك البولي إيثيلين تيرفثالات المعاد تدويرها، إلى كرسي الصالة المطرّز بدقة بزخارف جلدية نباتية، احتضنت القطع في المعرض مهارات تراثية من مختلف الثقافات، ما يسلط الضوء على مقاربة أبطأ للتصميم.