دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تعتبر الخطوط الشبكية السوداء المميزة والمربعات ذات الألوان الزاهية، بأنامل الفنان الهولندي بيت موندريان، من بين أكثر اللوحات إثارة في الفن التجريدي.
وراهنًا، تعرض إحدى أكثر لوحاته قيمة للبيع في مزاد، ومن المتوقع أنّ تحقّق أكثر من 50 مليون دولار، حسبما ذكرته دار "سوزبي" للمزادات.
وستطرح اللوحة بعنوان "التركيب رقم 2"، التي تتميز بسمات موندريان الفنية، في مزاد بدار "سوزبي"، بتاريخ 14 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وأفادت دار المزادات عن العمل الفني، الذي يضم مربعات بألوان الأزرق والأحمر والأبيض والأصفر، باعتباره "أحد أهم الأعمال الفنية وأكثرها قيمة على الإطلاق للفنان، عرضت للبيع".
من جهته، قال جوليان دوز، رئيس قسم الفن الانطباعي والحديث في الأمريكتين لدى دار "سوذبيز" في بيان، الخميس: "نادرًا ما تُعرض الأعمال الجوهرية لبيت موندريان في المزاد، حيث تُحتضن العديد منها من قبل أكثر مجموعات المتاحف شهرة في جميع أنحاء العالم".
وأضاف أنّ فرصة الحصول على لوحة بهذه الجودة هي "بالفعل حدث لا يتكرر إلا مرة واحدة في الجيل".
ووسبق وعرضت اللوحة، التي رسمها موندريان عام 1930، للبيع في مزاد علني عام 1983.
أشارت "سوزبي" إلى أن العمل الفني واحد من ثلاثة فقط يظهر عليها المربع الأحمر السائد في أعلى اليمين.
وتجسد اللوحة "التركيب رقم 2" كل ما يمكن أن تطلبه من أسلوب موندريان، فهي لوحة أساسية مهمة لتطوير الفن الحديث وتعتبر رمزًا للجاذبية الدائمة للجمالية الحديثة، وتتميز بإحساس هادئ بالتوازن التركيبي والنظام المكاني، وبمنشأ رائع، حسبما ذكر دوز.
وانتقل موندريان إلى باريس في وقت مبكر من عام 1912، بعد إعجابه بالعمل التكعيبي المبكر للفانانين بابلو بيكاسو وجورج براك.
وهناك، بدأ بتجربة الأسلوب المجرّد والمجزّأ لتمثيل الواقع، وقد استخدم بشكل متزايد الخطوط الرأسية والأفقية فقط.
وفي العام الذي نفّذ فيه لوحته الشهيرة، قام النحات الأمريكي ألكسندر كالدر بزيارة الاستوديو الخاص بموندريان في باريس، وذكّر أن الجدران كانت "مطلية باللون الأبيض، ومقسمة بخطوط سوداء، ومستطيلات ذات ألوان زاهية مثل لوحاته"، بحسب ما جاء في البيان الصحفي.
وفي البيان، قال أوليفر باركر، رئيس مقر دار "سوزبي" في أوروبا: "هناك عدد قليل من الفنانين الذين راهنوا بمثل هذا الادعاء الجريء في تاريخ الفن الحديث مثل بيت موندريان، الذي يعد أسلوبه الشبكي للرسم التجريدي إنجازًا فريدًا حقًا في تاريخ الرسم".
وأضاف أن "العمل مشحون بالكهرباء التي تعكس طاقة الرسم بأوروبا في ذاك الوقت، ويظل حيويًا كما كان عند رسمه قبل نحو 100 عام".
والجدير بالذكر أنّ أسلوب موندريان الهندسي الفريد والنهج الحديث سبق صعود الفن التجريدي خلال أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي.