العام القمري الجديد.. العلامات التجارية الفاخرة تراهن على حظ "الأرنب" لعودة التسوّق بالصين

ستايل
نشر
6 دقائق قراءة
العام القمري الجديد
Credit: Max Siedentopf

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- طبقًا للرواية الشعبية "السباق العظيم"، التي تكشف ترتيب حيوانات الأبراج في الصين، كان للأرنب النصيب الأوفر من الحظ غير المتوقّع.

ومن خلال تشبّثه بجزع شجرة يطفو في نهر سريع التدفق، تلقى الكائن العاجز مساعدة من تنين، استخدم عاصفة قوية من أنفاسه لدفع الأرنب نحو خط النهاية.

ومع بداية العام القمري الجديد هذا الأحد، تأمل دور الأزياء الغربية الكبرى أن تستفيد أيضًا من الحظ غير المتوقع خلال موسم الاحتفالات، من خلال الأرانب التي وضعتها لتزيين حقائب اليد، والأحذية، والملابس احتفاءً بهذه المناسبة.

العام القمري الجديد
تتميز مجموعة علامة Mulberry للعام القمري الجديد برسم لشخصية كرتونية هولندية، الأرنبة "ميفيCredit: Mercis bv

أما التنين في الرواية، فيجسّد المستهلكين الصينيين، الذين أنفقوا 821 مليار يوان، أي 121 مليار دولار أمريكي، عام 2021، على الطعام والتسوّق خلال فترة العطلات.

ومع خروج البلاد من ثلاث سنوات من الإجراءات الصارمة لمكافحة انتشار فيروس كورونا، التي شملت الفحوص، وعمليات الإغلاق المفاجئ، وقيود السفر، التي انتهت من دون سابق إنذار، في ديسمبر/ كانون الأول، تأمل علامات الأزياء باستئناف الإنفاق بعد عام من الركود.

وتعافى قطاع الرفاهية في البلاد بسرعة من تفشي فيروس "كوفيد-19" الأولي. وأفادت شركة الاستشارات Bain & Company، أنّ المبيعات المحلية للسلع الشخصية الفاخرة تضاعفت تقريبًا خلال عامين من عام 2020.

مع ذلك، شهد العام الماضي العديد من التحديات.

العام القمري الجديد
دمى عرض الأزياء تظهر بعصابات رأس على شكل أذني أرنب بمتجر "لوي"، بأحد شوارع لندن، المملكة المتحدةCredit: Jose Sarmento Matos/Bloomberg/Getty Images

وأثرت عمليات الإغلاق الكلي أو الجزئي في مدن مثل شنغهاي وشنتشن على المبيعات، وتراجع الإنفاق التقديري (أو غير الضروري) على أساس سنوي بنسبة 3.1% بين شهري يناير/ كانون الثاني ونوفمبر/ تشرين الثاني، وفقًا لأحدث الأرقام الصادرة عن شركة الاستشارات الإدارية، "أوليفر وايمان".

قد ينذر عام الأرنب بانقلاب الحظ، إذ تشمل التقاليد الاحتفالية القديمة شراء ملابس جديدة، غالبًا باللون الأحمر، لضمان بداية جديدة ومبشّرة لهذا العام.

وعلى مدار العقد الماضي، ظهرت أيضًا الملابس الرياضية ذات الطابع الحيواني في الأبراج كاتجاه، واتبعته علامات الأزياء مع أسعار باهظة، من قبعة بربري على شكل أرنب بسعر 1290 دولارًا، إلى سترة "غوتشي" المصنوعة من قماش الجاكار، بسعر 2،850 دولارًا.

وتعتمد العلامات التجارية الراقية الأخرى هذا الطقس السنوي أيضًا، سواء كانت ساعات ومجوهرات، أو سيجار دافيدوف محدود الإصدار الذي يحمل طابع الأرانب، والذي بيع بالكامل قبل بدء موسم الاحتفال.

كما ارتفع الاهتمام بالسفر في الصين، مع ارتفاع حجوزات الرحلات خلال العطلات بنسبة 540% عن العام الماضي، وفقًا لبيانات من موقع Trip.com الصيني. في المقابل، شهدت وجهات التسوق الإقليمية مثل سنغافورة وماكاو وهونغ كونغ واجهات متاجر مليئة بزخارف على شكل الأرانب في انتظار وصول المتسوقين من الصين القارية.

ويشير تقرير "أوليفر وايمان" الأخير، إلى أنّه رغم الارتفاع الطفيف، لا يزال نسبة 19% فقط من الصينيين يعتزمون السفر خلال فترة الأعياد. وبين هؤلاء، حوالي 88% سيفعلون ذلك داخليًا وحوالي النصف يسافرون بهدف زيارة العائلة، وليس بغرض الترفيه.

قد تؤدي العودة التدريجية للسفر أيضًا إلى الإضرار بالدخل المتاح للأزياء.

العام القمري الجديد
تجنبت العلامة التجارية "ميو ميو" هذا العام اعتماد اللون الأحمر التقليدي، وهو اللون الذي سيطر سابقًا على حملات العلامات التجارية الفاخرة للعام القمري الجديد. Credit: Miu Miu

ومع ذلك، فإن السؤال المهم ليس بالضرورة إذا كان المستهلكون الصينيون سيعاودون التسوق، بل أين سيفعلون ذلك.

قبل الجائحة، كان حوالي 70% من الإنفاق على الرفاهية داخل البلاد يأتي من الخارج، وكان السفر وسيلة لتفادي الأسعار المحلية المذهلة الناتجة عن ضرائب الاستيراد الباهظة في الصين.

ومع خفض التعريفات الجمركية خلال عامي 2018 و2019، خفّف ذلك من الحافز على التسوّق في الخارج، وفقًا لوكالة "رويترز"، التي أفادت بأن حقائب اليد أصبحت الآن أغلى بنسبة تتراوح بين 10 و20% في الصين مقارنة مع الخارج.

وتبحث العلامات التجارية أيضًا عن طرق جديدة للتفاعل مع العملاء واستضافة عروض الأزياء في البلاد.

وفي أغسطس/ آب عام 2020، أقامت العلامة التجارية الفرنسية "لوي فويتون" عرضًا مرصعًا بالنجوم على ضفاف نهر هوانغبو في شنغهاي. كما استضافت أمثال "ديور" و"برادا" عروضًا رئيسية في البلاد منذ بداية الجائحة.

التفاهم الثقافي

العام القمري الجديد
تركز حملة علامة "بوتيغا فينيتا" الإيطالية على موضوع العودة للوطن.Credit: Bottega Veneta

وتنعكس الفروق الدقيقة المتزايدة في العلامات التي تلبي احتياجات الجماهير الصينية في مجموعات هذا العام، وفقًا لبوهان تشيو، الذي يعمل من خلال وكالته الإبداعية Boh Project، ومقرها شنغهاي، مع العلامات التجارية للأزياء، للتعامل مع المستهلكين في البر الرئيسي.

وقال تشيو لـCNN: "لسنوات عديدة، ظهرت جميع العلامات التجارية برسوم حيوانات الأبراج باللون الأحمر".

وتابع: "الأمر ليس سيئًا، لكنني أشعر أنّّه لم يعد معاصرًا للغاية بعد الآن. ولا أعرف أي شخص، بمن فيهم نفسي، يرغب بشراء حيوانات الأبراج كزي فاخر لهذا العام".

تحولت العديد من العلامات التجارية إلى تصاميم الأرانب الكرتونية، حيث اختارت علامة "موسكينو" الإيطالية، شخصية الأرنب الشهير "باغز باني".

مع ذلك، اتخذت علامات أخرى نهجًا مختلفًا يخلو من الأرانب، حيث كانوا يتطلعون إلى تصميم أزياء تقليدية أو التعاون مع مبدعين صينيين.

وأكد تشيو أن تصاميم الأزياء الخالدة نسبيًا لا تتمتع بفرصة أكبر لتجاوز دورة الموضة السنوية فحسب، بل إنها تُظهر أيضًا فهمًا أفضل لما يبحث عنه متسوقو المنتجات الفاخرة اليوم.