الفائزون بـ"جائزة محمود كحيل" في نسختها الثامنة.. من الأردن ومصر ولبنان

ستايل
نشر
9 دقائق قراءة
تقرير ألين موراني
whatsapp-image-2023-04-28-at-3.44.25-pm-1.jpeg
"غراب" رسام الكاريكاتور محمود كحيل استلهم منه تصميم الجائزة.

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أُعلن الخميس، من المكتبة الوطنية في العاصمة اللبنانية بيروت، جائزة محمود كحيل السنوية في نسختها الثامنة، التي ينظّمها مركز رادا ومعتز الصواف لدراسات الشرائط المصوّرة العربية بالشراكة مع الجامعة الأمريكية في بيروت. وحضر هذا الحدث وزير الثقافة اللبناني القاضي محمد وسام المرتضى، ورئيس الجامعة الأمريكية في بيروت البروفسور فضلو خوري، إلى حشد من الفنانين والمثقفين.

من هو محمود كحيل الذي تحمل الجائزة اسمه؟

هو رسام كاريكاتور لبناني، عمل في العديد من الصحف اللبنانية والعربية والأجنبية. هو ابن مدينة طرابلس التي عشقها ورسم لها ولأهلها. غادرها إلى بيروت عام 1957، ومنها إلى لندن عام 1979، وفق ما قالت ابنته، مخرجة الأفلام الوثائقية دانه محمود كحيل لـCNN بالعربية. وفي مناسبة مرور عشرين عامًا على رحيله تأتي هذه الجائزة لتكرّس إرثه الثقافي كرسام كاريكاتور عكس حقبة تاريخية في الحياة اللبنانية بالذاكرة الجماعية.

جائزة محمود كحيل بنسختها الثامنة

عاش معظم حياته في لندن لكن "لبنان لم يتركه"، بحسب ابنته التي انتقلت للعيش معه في لندن عام 1998، وشهدت على يومياته مع رسم الكاريكاتور، وقالت له إنه "يفترض تحويل هذه الرسوم إلى رقمية، لكنه توفي عام 2003. فقطَعَتُ وعدًا على نفسي بإعادة إحياء إرث وتاريخ والدي الفني من خلال هذا الأرشيف الكبير الذي أملك".

عام 2012 تلقت اتصالا هاتفيًا من المعماري معتز الصواف الذي كان معجبًا جدًا بأعمال والدها، وعرض عليها إعادة إحيائه. فقالت له "تملك العائلة آلاف الرسوم الكاريكاتورية، فأجابني: عليك إنجاز كتاب عنه، وأنا أنشئ جائزة تحمل اسمه هدفها تعزيز الكاريكاتور في العالم العربي". فكان كتاب "هكذا رسم كحيل"، الذي صدر مع إطلاق الجائزة عام 2014.

وكانت المبادرة أصدرت طابعًا بريديًا للراحل محمود كحيل عام 2018، وافتتحت "مركز رادا ومعتز صواف لدراسات الشرائط المصورة" في الجامعة الأمريكية في بيروت الجمعة، بالتزامن مع افتتاح معرضين عن الشرائط المصورة العربية.. ليتحقّق بذلك حلم الإبنة "بتعريف الأجيال التالية على والدي".

وفي هذا الحدث كافأت الجائزة فناني الكاريكاتور العرب الذين سجلوا أعلى مشاركة لهذا العام من مصر، ولبنان، وسوريا، وفلسطين، والسودان، وليبيا، واليمن.

حجّاج: "المساحات تضيق بالسخرية"

جائزة محمود كحيل بنسختها الثامنة
جائزة "إنجازات العمر" الفخرية لرسام الكاريكاتور الأردني عماد حجاج.

وكُرّم رسام الكاريكاتور الأردني عماد حجّاح بجائزة "إنجازات العمر الفخرية"، وذلك "تقديرًا لمن أمضى أكثر من ربع قرن في خدمة فنون الشرائط المصوّرة، والرسوم التصويرية، والكاريكاتور في المنطقة".

جائزة محمود كحيل بنسختها الثامنة
Credit: Emad Hajjaj

وأعرب حجاج في حديثه مع CNN بالعربية، عن سعادته بوجود مبادرات في الوطن العربي تحتفي بفن الكاريكاتور. وأشار إلى أنّ "الكاريكاتور يعيش أزمة في ظل تراجع الصحافة المقروءة، وفي ظل تحديات الإعلام الجديد، والملكية الفكرية، وتحديات المحتوى الساخر، والذكاء الصناعي".

جائزة محمود كحيل بنسختها الثامنة
Credit: Emad Hajjaj

وتابع "لكنّ التحدي الأكبر هو تحدي الوجود، لأنّ المساحات تضيق بالسخرية، والأنظمة العربية لا تقبل السخرية ولا تحب الساخرين".

جائزة محمود كحيل بنسختها الثامنة
Credit: Emad Hajjaj

فحجّاج، صاحب شخصية "أبو محجوب"، تلقّى نصيبه من التعبير بالكاريكاتور، بعدما فقد عمله ودخل السجن بسبب ذلك. واعتبر أنّ "وجود جائزة محمود كحيل بحد ذاتها تبهج فن الكاريكاتور والفنون الأخرى الناشئة ما بعد 2011، وثورات الربيع العربي. ربما المساحة المشرقة فيها بروز فنانين شباب أسّسوا لفنون جديدة لم تكن معروفة من قبل كالشرائط المصورة، والرسوم التعبيرية. ورأى أنّ هذه الفنون بحاجة إلى دعم معنوي كي تبقى".

جائزة محمود كحيل بنسختها الثامنة
Credit: Fanzeen

وخُصّصت "فنزين: مجلة الفضاء الخارجي" الأردنية بجائزة "راعي الشرائط المصوّرة" الفخرية أيضًا، التي تُقدم "لمن يدعمون الشرائط المصورة والرسوم الكاريكاتورية في العالم العربي". وأعرب مؤسساها مارك ديرداريان ولطفي زايد لدى استلامهما الجائزة عن فرحتهما، وقالا إنهما يتخيلان "عالمًا أفضل من خلال السخرية والإيحاء".

جائزة محمود كحيل بنسختها الثامنة
Credit: Fanzeen

ففن الكاريكاتور، وكل ما يتضمّنه من سخرية ومبالغة بغرض الانتصار لحرية التعبير، يتيح التعبير بالرسم عن القضايا السياسية برمزية، فيها من السخرية، والذكاء، والتلميح، والإيحاء، ما تعجز الكلمة عن إيصاله بسرعة، لعموم الناس، لا سيّما لمن لا يقرأون.

وفي حديث للمؤسسة المشاركة في مبادرة جائزة محمود كحيل، رادا صواف، مع CNN بالعربية، قالت إنها وزوجها المعماري، العاشق للشرائط المصوّرة والرسام التصويري، راودتهما فكرة إنشاء مركز بالشراكة مع الجامعة الأمريكية بعد إطلاقهما الجائزة عام 2014، "لتعزيز الشرائط والقصص المصورة، والكاريكاتير السياسي، والرسوم التعبيرية في العالم العربي، من خلال إبراز مواهب وإنجازات مبدعي هذه الفنون".

جائزة محمود كحيل بنسختها الثامنة
الفائزون، ورادا ومعتز صواف (اللذان أطلقا الجائزة)، ودانه محمود كحيل، ولجنة تحكيم "جائزة محمود كحيل" في نسختها الثامنة وممثلون عن الجامعة الأمريكية في بيروت.

ولفتت إلى أنّ "الفنانين العرب لديهم إبداع يوازي الفنانين في الدول الغربية وأنحاء العالم، وعلينا تسليط الضوء على قدراتهم. بالإضافة إلى رغبتنا بتعزيز هذا الفن الذي كان بدأ يشهد تراجعًا، والحفاظ على استمراريته في العالم العربي. ولقد نجحنا لأننا انطلقنا من مبادرة، واليوم بات هناك مركز أكاديمي في الجامعة الأمريكية في بيروت يحتضن أرشيفًا كبيرًا للرسوم التصويرية ويشكّل مرجعية في العالم العربي".

تلقف هذا الصرح الأكاديمي هذه المبادرة وقال رئيس الجامعة الأمريكية فضلو خوري إنّ "لا مكان آمنًا أكثر من الجامعات لرسامي الفن التصويري، وما من شيء أكثر إلهامًا من الشرائط المصورة، والجامعة هي المكان الأمثل للاكتشاف وإلهام العقول".

والبحث عن مكان آمن، ينطلق من تاريخ هذا الفن الذي أخاف السلطات في العالم العربي، وباتت هذه الرسوم التي تعكس الواقع السياسي والمجتمعي والإنساني مُهَدِّدة لأمان وحيوات الفنانين، الذين تعرضوا للاعتداء بالضرب والسجن والقتل.

أما الدكتورة لينا غيبية التي تضطلع بإدارة المركز في الجامعة الأمريكية فأكدت على أنّ فناني الفن التصويري لم يغيبوا عن كل الأحداث التي اختبرتها المنطقة، وكانوا يعكسون الواقع في أعمالهم، ويسلطون الضوء على اللاعدالة لا سيما في السنوات الأخيرة التي هيمنت عليها جائحة "كوفيد-19"، وكانوا يتخيلون مستقبلًا أفضل مع الاستعانة بكمّ رائع من السخرية والفكاهة.

وأضافت: "ما زلنا نحلم بعالم أفضل من خلال هذا المركز الذي يجمع الفنانين ليروي كل منهم قصته، ويعبرون عنّا".

الذكاء الاصطناعي.. والكاريكاتور

ولم يغب الذكاء الاصطناعي عن هذا الحدث، حيث استعان المنظمون بشركة "فابريكا" لاكتشافه كأداة محتملة للإلهام انطلاقًا من الفن التصويري. فأنشأ فريق "فابريكا" 5 شخصيات إحداها استعانت بـ"غراب" الراحل محمود كحيل لتكوين الرجل الغراب، يمكن التواصل معها، ولُقنت بمعلومات عن المكتبة الوطنية في بيروت وجائزة محمود كحيل. فيما عرضوا على الشاشة الكبيرة صور متحركة من خلال استخدام العديد من أدوات الذكاء الاجتماعي التي اختارت بعض الأعمال المشاركة هذه السنة، وانطلقت منها لإنشاء عالم مذهل يتأثر بالمعلومات الملقنة لاختبار المدى الأرحب للذكاء الاصطناعي.

جوائز محمود كحيل

وضمت لجنة التحكيم متخصصين عرب ودوليين هم: الرسام التصويري عثمان سلمي، والناقد الفني وفنان شرائط تصويري جورج خوري، والباحثة في فن الشرائط المصورة إستر ساب، والفنانة ورسامة الكاريكاتور والرسامة التصويرية باورباولا، والأستاذ الجامعي، والرسام رالف ضومط. وانتقوا الفائزين عن الفئات الخمس، الذين تسلّموا جائزة "غراب" محمود كحيل، رغم شعورهم بأنّ رغم كل ما ينهار حولهم، ثمة أمل. 

والفائزون هم: 

- "الكاريكاتور السياسي" - عمر عدنان العبداللات - الأردن

جائزة محمود كحيل بنسختها الثامنة
Credit: Omar Abdallat

- فئة الروايات التصويرية - جورج أبو مهيا - لبنان

جائزة محمود كحيل بنسختها الثامنة
"مدينة مجاورة للأرض" لجورج أبو مهياCredit: Jorj Abou Mhaya

- فئة "الشرائط المصوّرة" - جنزير - مصر

جائزة محمود كحيل بنسختها الثامنة
Credit: Ganzeer

- فئة "الرسوم التصويريّة والتعبيريّة" - ترايسي شهوان - لبنان

جائزة محمود كحيل بنسختها الثامنة
Credit: Tracy Chahwan

- فئة "رسوم كتب الأطفال" - حنان القاعي - لبنان

جائزة محمود كحيل بنسختها الثامنة
Credit: Hanane Kai

وصل مجمل المكافآت التي تقدمها جائزة محمود كحيل إلى 300 ألف دولار أمريكي منذ انطلاقها عام 2014 إلى اليوم. وبلغت قيمة جوائز هذه السنة 35 ألف دولار أمريكي.