عمّان، الأردن (CNN) -- على مدار 4 أشهر متواصلة، سعت مديرة مركز "روح الشرق" في الأردن، فلسطين عوض، على تدريب 32 طالبًا وطالبة من ذوي الإحتياجات الخاصة لتقديم عرض أزياء استثنائي، كواحد من الأنشطة غير التقليدية التي يعتمدها المركز لإدماجهم وتمكينهم مجتمعيًا.
وانتهجت عوض التي أسست المركز في عام 2006 مع شريكها سامي نصر، مسارًا مهنيًا وحرفيًا في البرامج التي تقدمها للأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة بين سن 12و23 عامًا من الذكور والإناث، ليكتسبوا مهارات عملية، وحرفا، وفنونا منتجة، مثل النّجارة، والغناء، وصناعة الإكسسوارات، وممارسة اليوغا، وحتى فن الفسيفساء، والتطريز، والخياطة، والزراعة.
وتفاعل الجمهور بشكل كبير مع عرض الأزياء الاستثنائي الذي نُظم في العاصمة الأردنية عمّان خلال يونيو/حزيران الحالي، حيث تنوعت الأزياء التي عُرضت بين الفساتين، والسترات الملونة، بلمسة شرقية أشرفت عليها مصممة الأزياء الألمانية هايكة فيبر التي أقامت في العاصمة السورية دمشق لعقود من الزمن، مع إضافة لمسات أساسية من الطلاب، مثل التطريز، وتركيب الأقمشة، والرسم عليها، وغيرها.
وقالت عوض في حديث لموقع CNN بالعربية: "قدمنا عرضا في عام 2021 ولكن بسبب الجائحة لم يلق رواجا كبيرا"، مضيفة أن "في هذا العرض ازدحمت القاعة بأكثر من 300 شخص، وتلقى المشاركون تشجيعا لافتا، كما أنهم قدموا عرضا متميزا ومحترفا".
ورغم أنه لم يكن من السهل تدريب الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة على المشي المتوازن، وتركيز النظر، والمحافظة على الانتباه، واستخدام الكرسي المتحرّك، إلا أن عوض وهي خبيرة في تنمية المجتمع المحلي، تسعى من خلال مركزها، إلى مأسسة برامج التعلّم الحرفي للأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، كنوع من الإدماج والتمكين في وقت لا تتوفر فيه هذه الخدمة على نطاق واسع بالبلاد.
وأوضحت عوض أن المركز بدأ بتعليم الخياطة للأشخاص الذين يعانون من حالات التوحّد، والشلل الدماغي، ومتلازمة داون، وصعوبات التعلّم، والتأّخر العقلي، والإعاقات الحركية، وتحول اليوم إلى مركز متكامل يضم برامج عديدة، ويعلّم نحو 14 حرفة، ويركز على اكتساب المهارات الحياتية اليومية.
وينخرط الطلاب بالمركز في برامج طويلة الأمد، قد تصل إلى 8 سنوات، لاعتبارات تتعلق بالتمكين على المدى الطويل الذي قد ينتهي بالحصول على فرصة عمل، تتناسب مع قدرات كل طالب.
وأسس المركز الذي زارته ملكة الأردن رانيا العبدالله في عام 2015، فرقة "روح الشرق" الموسيقية" التي تشارك في مناسبات ومهرجانات عامة، ضمن برامج التمكين وتعزيز الاستقلالية لتحسين طبيعة حياة الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، وضمان مستقبل أفضل لهم.