دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- عندما أطلق المتحف البريطاني معرض "القرن المخفي للصين" الشهر الماضي، تلّقت الكاتبة والمترجمة، يلين وانغ، رسائل مربكة من زملائها.
وقال أحد الأصدقاء لوانغ إنّ المعرض، الذي يعرض أعمالًا صينية من القرن التاسع عشر تشمل أيضًا قصائد للنسوية والثورية كيو جين، لا يبدو أنه يتضمّن أي إشارات للمترجمين.
ومع ذلك، يبدو أن ترجمات كيو جين تنبع مباشرة من عمل وانغ الخاص.. فهل شاركت في المعرض؟
وأوضحت وانغ أنّ المتحف لم يتّصل بها مطلقًا، حيث استخدم عملها من دون إذن أو أجر.
وأصدر المتحف البريطاني بيانًا الخميس، اعترف فيه بأنّ التصاريح والإقرار بترجمات وانغ "قد تم حذفها من غير قصد".
وكتب: "كان خطأ بشريًا غير مقصود اعتذر عنه المتحف ليلين وانغ"، مضيفًا أنه أزال ترجماتها من المعرض.
وتم عرض مبلغ مادي مقابل المدة التي استُخدمت فيها هذه الترجمات، إلى جانب تلك التي لا تزال معروضة ضمن كتالوغ مطبوع.
لكنّ وانغ قالت لـCNN، الجمعة، إنّ هذه الإجراءات غير كافية.
وأوضحت أنّ البيان يتجاهل موضوع الأخلاق في الأوساط الأكاديمية، الأمر الذي تصفه بالمحو المتكرر للمترجمين، خصوصًا النساء والأشخاص الملونين.
العاصفة النارية
وقع جدل كبير عبر الإنترنت، الأسبوع الماضي، عندما نشرت وانغ عن استخدام ترجماتها غير القانوني عبر تويتر.
وكتبت: "يرجى ملاحظة أن هذا يعد انتهاكًا لحقوق الطبع والنشر.. أعتقد أنك مدين لي ببعض المال لطباعة ترجماتي وعرضها".
وأوضحت أن ترجماتها التي نُشرت سابقًا عبر موقعها الإلكتروني وفي المجلات الأدبية، قد ظهرت أيضًا في دليل المتحف على الإنترنت، وفي كتالوغ مطبوع حول الأعمال المعروضة.
ومنذ ذلك الحين، تم نشر تغريدتها على نطاق واسع عبر تويتر، وحصدت حوالي 53 ألف إعجاب و15 ألف إعادة تغريد حتى الآن.
وأفاد المتحف البريطاني في بيانه، الخميس، أنّه "يأخذ أذونات حقوق النشر على محمل الجد".
وأوضح: "نبذل قصارى جهدنا للاتصال بأصحاب الحقوق في النصوص، والصور، والوسائط المطبوعة والرقمية. كان هذا مشروعًا معقدًا على نحو خاص.. ونحن ندرك أننا ارتكبنا خطأً غير مقصود وفشلنا في تلبية معاييرنا المعتادة".
وأضاف أن "القرن المخفي للصين" قد شارك فيه أكثر من 400 شخص من 20 دولة.
ويذكر أنّ المعرض قد تم دعمه بمنحة بحثية قدرها 719,327 جنيهًا إسترلينيًا، أي 914,847 دولارًا أمريكيًا، من مجلس أبحاث الفنون والعلوم الإنسانية في المملكة المتحدة، بعنوان "الإبداع الثقافي في تشينغ الصين 1796-1912".
هاشتاغ NameTheTranslator#
وبالنسبة إلى وانغ والعديد من زملائها في عالم الترجمة والنشر، يُسلّط هذا الحادث الضوء على المشكلة الأوسع نطاقًا، والمتمثلة بعدم نسب أعمال المترجمين.
واكتسبت حملة وسائل التواصل الاجتماعي المعروفة باسم NameTheTranslator# زخمًا في السنوات الأخيرة، حيث شجعت الناشرين والمعلمين والمراجعين على تسمية المترجمين جنبًا إلى جنب مع المؤلفين الأصليين للأعمال الأدبية.
وقالت وانغ: "من دون مترجمين، لن تكون هذه الأنواع من الأعمال متاحة"، مضيفة أن الأعمال المترجمة لا تشكل سوى أقلية صغيرة من الكتب المنشورة في الولايات المتحدة.
وتابعت: "هذا أمر سيء بشكل خاص للمترجمات والشاعرات".