"حمامات السباحة البحرية".. الملاذ الآمن لعشاق السباحة

ستايل
نشر
5 دقائق قراءة
شاهد مقاطع فيديو ذات صلة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- على طول سواحل العالم، تنتشر "حمامات السباحة البحرية"، وهي عبارة عن برك صناعية مصمّمة بغية توفير ملاذ آمن للسباحة في الهواء الطلق، بعيدًا من أمواج البحر العاتية وتياراته المتقلّبة.

ومن بركة "Avalon Rock" البالغ طولها 82 قدمًا في أستراليا إلى بركة "Mermaid's Pool" في كورنوال بالمملكة المتحدة، قد توفر "حمامات السباحة البحرية" هذه واحة هادئة مليئة بالمياه المالحة وسط أمواج البحر المتلاطمة.

بالنسبة للكاتب المقيم في لندن والمولع بالسباحة في الهواء الطلق، كريس رومر-لي، الذي يضم كتابه الجديد صورًا لأكثر من 60 حمام سباحة بحري مذهل، فإن سحرها ليس مقتصرًا على جماليتها فحسب، بل على الشعور بالأمان الذي توفّره.

حمامات السباحة البحرية
بركة Avalon Rock في ولاية نيو ساوث ويلز بأسترالياCredit: Tim Seaton

وقال في مقابلة مع CNN: "الصور المفضّلة لدي بشكل خاص هي تلك التي التقطت خلال الأيام العاصفة، حيث يمكنك فعليًا أن تشعر بأنك بين أحضان الطبيعة".

ويتضمّن كتابه، الذي يضم مقالات كتبها المصمّمون وعشاق السباحة في الهواء الطلق، مجموعة متنوعة من "حمامات السباحة البحرية" المنتشرة في جميع أنحاء العالم. كما يستكشف الكتاب أساليب العمارة والتاريخ الخاص بحمامات السباحة البحرية، منذ القرن التاسع عشر حتى الوقت الحاضر.

مشروع طموح

حمامات السباحة البحرية
تضم بركة Belmullet Tidal في مقاطعة مايو بأيرلندا مسبحًا للأطفال الصغار بجانب المسبح الرئيسي بطول 20 مترًا .Credit: Scott Dane

وبدأ اهتمام رومر-لي بحمامات السباحة البحرية خلال إجازة عائلية قضاها في سويسرا قبل عقد من الزمان.

واستلهم رومر-لي من تجربته في السباحة في بحيرة زيورخ، حيث صادف مركز Zürichsee Kreisel، وهي منشأة سباحة بنيت على طول البحيرة ونهر Limmat. وقام بتأسيس Thames Baths، وهي منظمة تقوم بحملة لبناء مسبح عائم على نهر التايمز في لندن.

لإجراء البحث المطلوب لكتابه، أمضى رومر-لي "ساعات طويلة" يتفقّد خرائط "غوغل" بحثًا عن السواحل في جميع أنحاء العالم بغية العثور على أفضل الأمثلة حول حمامات السباحة البحرية.

وقام رومر-لي بالتواصل مع مصوّرين سبق لهم أن وثّقوا هذه المواقع.

حمامات السباحة البحرية
بنيت بركة Pozo De Las Calcosas في جزر الكناري الإسبانية في القرن التاسع عشر، وتقع على حافة المياه ويمكن الوصول إليها عبر مسار متعرج مرصوف بالحصى.Credit: Turismo de Islas Canarias

وكان العديد منهم من السكان المحليين، وقال رومر-لي إنه يحب فكرة تسليط الضوء على المصورين الأقل شهرة أو المبتدئين.

وتكشف الصور عن مزيج مذهل من الأشكال، من بركة Belmullet Tidal الهادئة في أيرلندا التي وصفها رومر-لي في كتابه بأنها "أشبه بتركيب فني"، إلى بركة Piscinas Naturais de Porto Moniz الصخرية في البرتغال التي تكوّنت بفعل تبريد وتصلّب الحمم البركانية على أرخبيل ماديرا، على مدى آلاف السنين.

وغالبًا ما يضيف لون الصور وتكوينها إلى الإحساس بالرهبة، مثل صور بركة Pozo De Las Calcosas، في الواقعة جزر الكناري الإسبانية، وهي عبارة عن مسبح طبيعي بعيد عن الزحام، يمكن الوصول إليه عبر مسار بركاني مرصوف بالحصى، تتلألأ مياهه مقابل الخط الساحلي المتعرّج.

حمامات السباحة البحرية
تعد بركة Trinkie في بلدة ويك بالمملكة المتحدة، أطول من حمام سباحة أولمبي.Credit: Iain Masterton

ولفت رومر لي إلى أنّ "الألوان مذهلة، إذ لديك مياه المحيط الأطلسي الغاضبة التي رجفت هذا الخط الساحلي البركاني، ويبدو المسبح خارجًا من حقل الحمم البركانية، ولديك اللون المسطح والنظيف والمذهل من النوع الأخضر السماوي لحوض المد والجزر".

وفي الوقت ذاته، يبدو حوض المد والجزر في بركة Salt Rock tidal، الواقعة في مقاطعة كوازولو ناتال بجنوب إفريقيا، مصممة بدقة بفعل رغوة البحر البيضاء الناتجة عن الأمواج الشديدة التي تضرب الصخور المجاورة.

وقال رومر-لي: "إنها ساكنة تمامًا، لن تكون قادرًا على الدخول إلى البحر في ظل هذه الظروف، ولهذا السبب بالتحديد قاموا ببناء هذه البرك".

حمامات السباحة البحرية
في عام 1782، أمر النبيل الإنجليزي السير فرانسيس باسيت أحد عمال البناء ببناء سلسلة من حمامات السباحة - تُعرف الآن باسم حمامات الليدي باسيت - لزوجته وابنته في كورنوول بالمملكة المتحدة.Credit: Anastasia Benjafield

وتعد بركتي Trinkie وNorth Baths في اسكتلندا، إلى جانب بركة Lewinnick Cove House وبركة Lady Basset’s Baths في كورنوال، أيضًا بين الإدخالات المفضلة لدى رومر-لي في الكتاب.

والتقطت الصور لهذه البرك خلال شهر يناير/ كانون الثاني البارد، مع تساقط الثلوج لإضفاء أجواء مذهلة على إحدى الصور.

"الكنوز" الطبيعية

حمامات السباحة البحرية
يعود تاريخ بركة North Baths في بلدة ويك الاسكتلندية إلى أوائل القرن العشرين.Credit: Iain Masterton

وفي مكان آخر، يسلط الكتاب الضوء على العمارة الطموحة والتصاميم "الفاخرة والمفرطة بشكل رائع"، مثل بركة Wooley في كيب تاون بجنوب إفريقيا، بصخورها المطلية باللون الأبيض.

ويمنع طلاء الزنك الأبيض الصخور من أن تصبح زلقة، بينما يمنحها مظهرًا دراميًا مبهجًا من الناحية الجمالية.

لكن رومر-لي أعرب أيضًا عن قلقه من أن الطلاء قد يعيق تمسك الطحالب بالصخور، ما يؤثر على النظام البيئي، مشيرًا إلى أنّ "البركة الجيدة هي التي توازن باحتضانها بين الإنسان والحيوانات".