ما هي أشهر 5 عمليات سطو فنية على متاحف في التاريخ الحديث؟

ستايل
نشر
7 دقائق قراءة
230824152229-03-top-5-biggest-art-heists-isabella-stewart-gardner-museum-restricted.jpg
إطار فارغ عُلقت فيه لوحة رامبرانت "العاصفة على بحر الجليل" (1633) في متحف إيزابيلا ستيوارت غاردنر في بوسطن. سُرقت عام 1990.Credit: David L Ryan/The Boston Globe/Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أكدت شرطة العاصمة لندن الأسبوع الماضي، فتح تحقيق بشأن الكنوز "المفقودة أو المسروقة أو التالفة" على مدى سنوات. وتشمل الأحجار شبه الكريمة، والمجوهرات الذهبية التي يعود تاريخها إلى ما بين القرنين الخامس عشر قبل الميلاد والتاسع عشر ميلاديًا.

وجاء في البيان الصادر عن المتحف البريطاني أيضًا أنه تم فصل أحد الموظفين، مع انتظار اتخاذ "الإجراءات القانونية" المناسبة".

وفي حين قال هارتويغ فيشر، مدير المتحف المنتهية ولايته، إنّ الحادث كان "غير مألوف للغاية" وأنّ المتحف "شدّد بالفعل ترتيباته الأمنية"، فإن مثل هذه الجرائم ليست بجديدة. وفي ما يلي خمس عمليات سطو أخرى شهيرة تصدّرت عناوين الأخبار.

سرقة "الموناليزا" (1911)

أكبر خمس سرقات فنية في التاريخ الحديث
أعيدت لوحة الموناليزا إلى باريس في الرابع من يناير/ كانون الثاني 1914.Credit: Paul Thompson/FPG/Archive Photos/Getty Images

أما أحد أشهر لصوص الأعمال الفنية في العالم فكان فينشينزو بيرّوجيا، الرجل الذي سرق "الموناليزا". وكان مركّب الزجاج الإيطالي يعمل في متحف اللوفر في العاصمة الفرنسية باريس حيث تعرض تحفة ليوناردو دافنشي التي تعود إلى القرن السادس عشر. ومن غير المعروف إذا اختبأ طوال الليل داخل المتحف أو تسلّل إليه في صباح يوم السرقة، لكن، بتاريخ 21 أغسطس/ آب 1911، فيما كان المتحف مغلقًا للصيانة، تمكن بيروجيا من التهرب من الأمن، وإزالة الصورة من إطار العرض خاصتها فيما كانت الصالة حيث تعرض فارغة، ويُقال إنه أخفاها تحت ثوبه قبل الخروج من المتحف.

ومن ثم قام بيروجيا بإخفائها في شقته بباريس حتى عام 1913، عندما انتقل إلى فندق بإيطاليا، وحاول بيعها لتاجر التحف ألفريدو جيري، الذي نبّه السلطات التي قامت بإلقاء القبض على بيروجيا. وأعلن البعض بيروجيا بطلًا لأنّه أعاد "الموناليزا" إلى موطنها الأصلي، ولو لوقت قصير، بعد قضاء ثمانية أشهر بالسجن فقط. وفي عام 1914، أعيدت الصورة إلى متحف اللوفر حيث يزورها حوالي 30 ألف زائر يوميًا لرؤية الابتسامة الغامضة للصورة.

"سكايلايت كابر" (1972)

أكبر خمس سرقات فنية في التاريخ الحديث
بيل بانتي، مدير العلاقات العامة بمتحف مونتريال للفنون الجميلة، يظهر صورًا للّوحات الـ18 المسروقة في عام 1972.Credit: Bettmann/Bettmann/Getty Images

وقعت أكبر عملية سرقة فنية بكندا في متحف مونتريال للفنون الجميلة في الساعات الأولى من يوم 4 سبتمبر/ أيلول 1972. في مشهد كأنه مقتبس من فيلم أكشن، حيث تمكّن ثلاثة لصوص ملثّمين من الوصول إلى سطح المبنى قبل استخدام حبل للنزول إلى المتحف عبر كوة.

وما أن دخلوا حتى هدّدوا ثلاثة من حراس الأمن بالأسلحة النارية وقيدوهم قبل السرقة. حينها، وصف بيل بانتي، المتحدث باسم المتحف في حديث لإذاعة "سي بي سي" الكندية، الجناة بأنهم "لصوص لديهم فكرة جيدة إلى حد ما عما كانوا يبحثون عنه".

وتضمنت المسروقات 18 لوحة، بينها لوحة "المناظر الطبيعية مع الأكواخ" لرامبرانت، بالإضافة إلى أكثر من 30 قطعة من المجوهرات يعود تاريخها إلى القرن السابع عشر. وكان يمكن أن يكون الأمر كارثيًا أكثر، لكن انطلق جرس الإنذار عندما حاول اللصوص المغادرة عبر باب أمني، ما اضطرهم إلى ترك عدد من اللوحات. وحتى يومنا هذا، لم يُتهم أي شخص بالسرقة. وتم العثور على قطعتين فقط، قلادة ولوحة منسوبة إلى جان بروغيل الأكبر.

"ذا بوسطن هول" (1990) 

أكبر خمس سرقات فنية في التاريخ الحديث
كارين هاس، القائمة بأعمال أمين متحف إيزابيلا ستيوارت غاردنر في بوسطن، تتحدث خلال مؤتمر صحفي عقد خارج المتحف عام 1990، مسلطة الضوء على صور الأعمال الفنية المسروقة.Credit: Tom Herde/The Boston Globe/Getty Images

وأصبحت عملية سرقة 13 عملاً فنيًا من متحف إيزابيلا ستيوارت غاردنر بمدينة بوسطن الأمريكية في عام 1990، محور فيلم وثائقي على "نتفليكس" حمل عنوان "هذه سرقة: أكبر سرقة فنية في العالم" عام 2021.

وبدأت عملية السطو بعد الساعة الواحدة صباحًا بقليل يوم 18 مارس/ آذار، عندما أبلغ رجلان متنكران بزيّ ضباط شرطة الأمن في المتحف بأنهما يحقّقان في حدوث اضطراب. وبعد فترة وجيزة، قاموا بتقييد يدي اثنين من حراس الأمن في قبو المتحف قبل الانتقال من غرفة إلى أخرى، وإزالة الأعمال الفنية الثمينة. وبين الأعمال المسروقة لوحة رامبرانت البحرية الوحيدة، "المسيح في عاصفة بحر الجليل" ولوحة "الحفلة الموسيقية" لفيرمير.

وفي المجمل، يُعتقد أنّ قيمة الأعمال تبلغ حوالي 500 مليون دولار، لكن رغم عرض مكافأة قدرها 10 ملايين دولار في عام 2017 مقابل عودتها، إلا أنّ مكان وجودها ما برح لغزًا، وكذلك هوية اللصوص.

لص محترف يغزو أحد المتاحف في باريس (2010)

أكبر خمس سرقات فنية في التاريخ الحديث
ضباط الشرطة في باريس يبحثون عن أدلة في إطارات اللوحات المسروقة خارج متحف الفن الحديث، في 20 مايو/ أيار 2010.Credit: BERTRAND GUAY/AFP via Getty Images

أما أكبر سرقة فنية على الأراضي الفرنسية فقد سُجّلت بتاريخ 20 مايو/ أيار 2010، في متحف الفن الحديث بباريس. ودخل فييران توميتش وهو لص مقنّع ومحترف (وتطلق عليه الصحافة الدولية اسم سبايدرمان)، المتحف قرابة الساعة 3 صباحًا بعد إزالة نافذة بعناية. ولم يقتصر الأمر على أنّ دخوله لم يلاحظه حراس الأمن المناوبين فحسب، بل أنّ جهاز الإنذار الأمني ​​في المتحف لم يكن يعمل، وتعطّلت أجهزة كشف الحركة.

وسرق خمس لوحات لبراك، وليجيه، وماتيس، وموديلياني، وبيكاسو، تبلغ قيمتها الإجمالية أكثر من 100 مليون دولار. وبعد تلقي بلاغ، ألقي القبض على توميتش في عام 2011. وفي عام 2017، حُكم عليه بالسجن لمدة ثماني سنوات، بينما تلقى اثنان من شركائه أحكامًا بالسجن لمدة ستة وسبع سنوات لدورهما الفاعل في هذه العملية. كما تم تغريم الرجال الثلاثة بمبلغ 112 مليون دولار. لكن اللوحات المسروقة لم يتم العثور عليها قط.

سرقة "غرين فولت" (2019)

أكبر خمس سرقات فنية في التاريخ الحديث
Credit: Jens Schlueter/Getty Images

وتُعتبر عملية "Green Vault" شهيرة لأنها استهدفت سرقة المجوهرات فقط، وليس الأعمال الفنية. ووقعت بتاريخ 25 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، في متحف Grünes Gewölbe (Green Vault) الموجود داخل قلعة دريسدن في ألمانيا.

وقبل الفجر، تم إشعال حريق عمدًا بالقرب من المتحف لتعطيل التيار الكهربائي عن إنارة الشوارع المحيطة به. وبعد ذلك اقتحموا المتحف وقطعوا القضبان الحديدية وخزائن العرض الزجاجية، بينما كان حراس الأمن غير المسلحين، الملتزمين بقواعد تحظر عليهم بشدة مواجهة المتسلّلين، يراقبون ما يجري على كاميرات المراقبة.

حصلت العصابة على مجموعة من المجوهرات والتحف، ضمنًا الماس وياقوت ايبلغ مجموع قيمتها أكثر من 123 مليون دولار. وبعد تحقيق دام سنوات، اعترف خمسة رجال من عائلة شهيرة بارتكاب الأعمال الجرمية وأدينوا في مايو/ أيار 2023، وحكم عليهم بالسجن لمدة تتراوح بين أربع وست سنوات. ورغم أنّ الشرطة عثرت على العديد من المجوهرات، إلا أن القطع الأخرى، ضمنًا سيف مرصع بالألماس، لا تزال مفقودة.