دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- طفل حافي القدمين بوضعية الوقوف، يبدو كأنّه يلعب بكيس يغطي به رأسه.. امرأة عجوز تُخرج لسانها خلال خضوعها لفحص طبي.. عائلة تجلس في غرفة فارغة بمهرجان "هولي" للألوان وتحدّق في الكاميرا.. فتاة معلّقة رأسًا على عقب على شجرة، ورأسها بين يدي فتاة أخرى.
وفازت المصورة الهندية جوري جيل بهذه الصور وغيرها المأخوذة في ريف راجاستان بجائزة Prix Pictet المرموقة، وهي جائزة عالمية للتصوير الفوتوغرافي والاستدامة.
خلال زياراتها إلى ولاية راجاستان الغربية منذ 24 عامًا، أفادت جيل في بيان أنها "شهدت على واقع معقد" كانت تجهله سابقًا لكونها "من سكان المدينة"، جرّاء احتكاكها الوثيق بالمجتمعات المهمّشة التي تعيش هناك.
وأضافت أنّ "العيش بفقر ومن دون أرض في الصحراء يُحتّم الاعتماد على الذات، والآخرين، والطبيعة". وتابعت: "هذه الأجزاء من التجربة المشتركة ضمّنتها أرشيف صور كبير أسميته مذكرات من الصحراء".
وأطلقت جائزة بيكتت (Prix Pictet) للتصوير الفوتوغرافي لأول مرة عام 2008. ويتمثّل الهدف منها التقاط وتسليط الضوء على قضايا العمل المتعلّقة بالمواضيع المتّصلة بالاستدامة. وقد ركّزت كل نسخة من نسخها العشر على جانب مختلف من جوانب الاستدامة، وكان موضوع مسابقة هذا العام "الإنسان".
وصل أحد عشر ملفًا من الأعمال المشاركة إلى القائمة القصيرة للجائزة. وشملت الأعمال سلسلة صور لراغنار أكسلسون الذي يصوّر صيادي الإنويت وصيادي الرنة من النينيت، الذين أصبحت أساليب حياتهم مهددة بسبب أزمة المناخ، وصورت المصورة البريطانية سيان ديفي زوار حديقتها الخلفية، في أوضاع مختلفة بين الزهور البرية.
ولفت أليساندرو سينك، المصور البيروفي، في بيان، إلى أنّ اختيار ملفه للقائمة القصيرة مرده إلى صوره "التي تؤرخ التعايش الصعب بين شعب الكيشوا الأصليين في بيرو وأرضهم، وصناعة التعدين".
وأوضحت إيزابيل فون ريبنتروب، المديرة التنفيذية لجائزة "بيكتت"، ببيان صحفي، أنه من خلال التركيز على موضوع "الإنسان" من قبل منظمي الجائزة، فإن هؤلاء هدفوا إلى "تعزيز فهم أعمق لإنسانيتنا المشتركة وإلهام محادثات هادفة حول القضايا التي تؤثر علينا جميعا".
وتُعرض صور المشاركين المختارة للقائمة القصيرة بمتحف فيكتوريا وألبرت في لندن حتى 22 أكتوبر/ تشرين الأول، قبل عرضها في متاحف عديدة بجميع أنحاء العالم، بينها إسطنبول، ودبلن، وبانكوك، وستوكهولم.