دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أخيرا صدرت النسخة الـ50 من تقويم "بيريلي" رفيع المستوى، بحلته الراقية ولمسته الآسرة المعتادة، ووجوه جديدة جاهزة لإطلالتهم الأولى.
وتتميز أحدث نسخة،يروّج لها منذ شهور عدة، بكوكبة مواهب من ذوي البشرة الداكنة، تضم ممثلين، ونجوم رياضيين، وكذلك أفراد من العائلة الحاكمة. وقد أشرف على المشروع الفنان البصري الغاني برنس جياسي، البالغ من العمر 28 عامًا، وهو أول إفريقي يتسلّم هذا التكليف الرفيع المستوى، في سابقة تُعد الأولى في تاريخ التقويم.
وبمشاركة نجوم على رأسهم إدريس إلبا، والحضور الملحوظ لأتومفو أوسي توتو الثاني، ملك شعب أشانتي في غانا، تمثّل هذه النسخة خروجًا جريئًا عن المألوف وملونًا للتقويم.
وقال جياسي، أحد أصغر المصورين الذين حصلوا على هذه الفرصة من بيريلي، في مقابلة حديثة مع CNN، إنه لا يزال يشعر كأنه طفل في القلب. ويمكن ملاحظة هذا المرح في صوره الفوتوغرافية.
يظهر إلبا محاصرًا بحقائب السفر على الرصيف، بينما يستعد لاعب كرة القدم السابق الفرنسي مارسيل ديسايلي للركض من خط البداية واضعًا جهاز راديو صحفي قديم، فيما تقوم الشاعرة أماندا غورمان والكاتبة مارغوت لي شيتيرلي بإعداد محاضرة حول القوة.
وقد تبدو ملامح وجوههم جادة، ولكن تكوينات المصور ليست كذلك.
ومع ذلك، أشار غياسي إلى أنه يكون جادًا في موقع التصوير قائلا: "أنا فنان يعرف ما يريده منذ البداية".
وأضاف أنه يقوم بالتخطيط للديكور وللأزياء ولمراحل التصوير لشهور، حتى يصل إلى الصورة الصحيحة.
أما عن الشخصيات في صوره، فشرح أنها تفعل ما يقوله.
ويمثل غياسي أيضًا جيلًا جديدًا من المصورين الذين بدأوا مسيرتهم باستخدام الهواتف المزودة بكاميرات.
وكان غياسي بدأ حرفة تصوير شخصيات من مدينته أكرا بواسطة جهاز أيفون، حين كان في الـ16 من عمره، وطوّر أسلوبًا يعتمد على ألوان الكتل شديدة التشبع.
وتعاون منذ ذلك الحين مع علامات تجارية مثل "بوما" و"أبل"، و"بالمان" ومجلات من بينها "فانيتي فير"و"جي كيو".
أما عن موضوع تقويم بيريلي الخاص به، "الزمن الخالد"، فيقوم بتجسيده حرفيًا في بعض الصور، وكذلك بطرق أخرى غير مباشرة.
وأوضح أن "أفضل تعريف لكلمة خالد هو العمل الذي يصمد أمام اختبار الزمن، ولا يزال يتمتع بالجودة".
وأضاف "بالنسبة لي، كان الهدف هو إنشاء عمل إذا نظرت إليه بعد 20 عامًا، سأظل أحبه.. ولا يخبو مع الزمن".
خلف كواليس تقويم بيريلي 2024
ويظهر الاستخدام المميز للألوان المشبعة، وهي ميزة مستوحاة من الحس المواكب لدى المصوّر، التي تجعله يربط الكلمات بالألوان، في جميع أنحاء تقويم بيريلي، من الخلفيات إلى الأزياء.
وقال جياسي سابقًا إنه يريد من جمهوره أن يتساءلوا عما إذا كانوا يرون لوحة أم صورة، وهو يبقي الأمور غريبة بشكل مناسب هنا.
وقال: "هناك خط رفيع بين السريالية والواقع".
وقد قطع جياسي شوطًا طويلاً بالفعل من خلال تصويره الفوتوغرافي الجريء وحيويته التي لا يمكن كبتها.
لكن بالنظر إلى موضوع التقويم وانعكاسه في الوقت المحدد، ما هي النصيحة التي قد يقدمها لنفسه عندما كان أصغر سنا وهو يمسك بجهاز آيفون في أكرا؟
يجيب المصور: "أود أن أقول لنفسي أن أتحلى بالصبر؛ أن أتنفّس".
ويضيف: "كفنان، في بعض الأحيان رغم أنّك صبور، تشعر أحيانًا بأنك تبالغ في التفكير بكل شيء. لذا كن صبورًا واستمر بالإيمان بنفسك".
