دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- لم تجد إيلا أسلوبًا يناسبها حتى دخلت فتاة تتبع صيحة وموضة "لوليتا" إلى مكان عملها، في منطقة خليج كاليفورنيا.
وانتشر هذا الأسلوب من الأزياء في اليابان في منتصف التسعينيات، وهو مستوحى من العصر الفيكتوري وحركة فن "الروكوكو" المزخرفة.
ويتميز أسلوب "لوليتا" بأنه أنثوي، يتألف من تنانير وفساتين ذات طبقات مكشكشة وإكسسوارات ناعمة.
اشترت إيلا أول قطعة من أزياء "لوليتا"، في عام 2015، من متجر "لوليتا" الإلكتروني الشهير "Angel Pretty".
وكانت "لوليتا وحيدة".
ولكن، بدأ أصدقاء إيلا بالانضمام إليها تدريجيًا.
ووجدت منذ ذلك الحين مجتمعًا من فتيات "لوليتا" اللواتي يرتدين ملابسهن ويقمن بتنظيم حفلات الشاي في الهواء الطلق.
ومع توسع ثقافة "لوليتا" الفرعية إلى ما هو أبعد من مشهد أزياء الشارع النابض بالحياة في اليابان، وجدت معجبين في جميع أنحاء العالم، عبر الشتات الآسيوي وخارجه.
واليوم، يعتبر مشهد "لوليتا" في الولايات المتحدة واحدًا من أبرز المشاهد في العالم، كما كتبت ميشيل ليو كاريغر، الأستاذة المساعدة بكلية المسرح والسينما والتلفزيون في جامعة كاليفورنيا، في مقال صحفي عن أسلوب لوليتا القوطي.
وجاء اسم "لوليتا" من رواية فلاديمير نابوكوف المثيرة للجدل في العام 1955. ولكن التشابه ينتهي عند هذا الحد.
وبسبب سمعة الرواية السيئة، يُقرأ مصطلح "لوليتا" على نطاق واسع كمرادف أو وصف لمراهقة ذي طابع جنسي.
وتواجه "اللوليتات" العديد من المضايقات والرقابة عبر المنصات الاجتماعية، وتحديدًا ممن هم خارج المجتمع الذين يسيئون فهم نواياهنّ.
وقال ماسافومي موندن، محاضر في جامعة سيدني بأستراليا، يُدرّس الثقافة والزي الياباني: "أسلوب لوليتا يتحدى الفكرة السائدة بأن النساء يرتدين الملابس في المقام الأول لجذب الرجال.. إنه بمثابة بيان واضح بأنهن يرتدين الملابس من أجل إرضاء أنفسهن والتعبير عن جماليتهن الفريدة".
وأوضح أن أسلوب "لوليتا" نشأ في في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، مع تأسيس المشاغل اليابانية مثل Milk، وPink House، وحتى Comme des Garçon.
وكان حي "هاراجوكو" في طوكيو مكانًا تجتمع فيه اللوليتات، حيث تُلهمن بعضهن البعض ويتم تصويرهن.
وتم بثّ إطلالات "لوليتا" في جميع أنحاء العالم، أي عبر الإنترنت وفي منشورات مثل "Fruits"، وهي مجلة أزياء رائدة قدّمت أسلوب الشارع الياباني إلى الجماهير الغربية.
أسلوب مختلف من "لوليتا"
وقالت إيلا إنه ليس هناك طريقة "واحدة" لارتداء ملابس "لوليتا"، رغم وجود بعض العناصر الأساسية التي تُشكل جميع أزيائها.
وتضيف التنانير حجمًا إلى التنانير الرقيقة، وغالبًا ما تكون مزينة بالدانتيل. كما يمكن أن ترتدي بعض اللوليتات سروالاً في إشارة أخرى إلى العصر الفيكتوري.
وأوضحت إيلا أن كل شيء يتعلق بمظهر "لوليتا" تم التفكير فيه بعناية، بدءًا من الجوارب المثالية لزوج من أحذية "ماري جين" الوردية ذات الكعب العالي، وحتى القبعة المصنوعة من القش، أو القلنسوة ذات الأشرطة الوردية التي ستبرز فستانها بشكل أفضل.
وأضافت أن أسلوبها الشخصي في "لوليتا" قوامه مزيجًا من الجمال والكلاسيكية، مع جرعة صحيّة من الرسوم والأنماط.