دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- من "أرماني" إلى "فيرساتشي"، هذه ليست واجهات متاجر علامات أزياء فاخرة، بل هي عناوين سكنية في دبي.
وهذه المجمعات السكنية التابعة لعلامات تجارية فاخرة تتضمن التصميم وأسلوب الخدمة الخاص بالعلامة التجارية التي تحمل الاسم ذاته، وغالبًا ما تقع بجانب أو داخل فندق أو منتجع العلامة التجارية، وقد شهد سوق العقارات موجة في الحضور العقاري لبعض أبرز العلامات الفاخرة.
وارتفع عدد مخططات الإقامة ذات العلامات التجارية بنحو 160% في العقد الماضي وفقًا لما ذكرته شركة العقارات العالمية "Savills"، ومن المتوقع أن يتضاعف عالميًا بحلول عام 2030.
وتُعد دبي المدينة التي تقود هذا الاتجاه، إذ تضم عدداً من المساكن ذات العلامات التجارية الفاخرة أكثر من أي مكان آخر في العالم، ما أطاح بمنطقة جنوب فلوريدا في ولاية فلوريدا الأمريكية، التي كانت رائدة في هذا القطاع منذ فترة طويلة.
وفي حين أن عدد المشاريع في دبي آخذ في الارتفاع، مع اكتمال 51 مشروعًا، و48 قيد التنفيذ، وفقًا لما أوضحته شركة "Savills"، فإن الأسعار ترتفع أيضًا.
وعلى سبيل المثال، يضم مبنى "بولغاري لايتهاوس" 31 من شقق "البنتهاوس" المكونة من 4 إلى 5 غرف نوم فاخرة، موزعة على 27 طابقًا، وتعلوها "سكاي فيلا" المكونة من ثلاثة طوابق بمساحة 13 ألف قدم مربع، التي بيعت مقابل 112 مليون دولار في فبراير/ شباط الماضي، بعد شهر واحد فقط من كشف النقاب عنها، لتصبح أغلى شقة في المدينة حينذاك.
وخلال النصف الأول من عام 2023، بيعت 20 وحدة سكنية بإجمالي 2.15 مليار درهم (585.3 مليون دولار).
من جانبها، أوضحت باتريشيا فييل، وهي الرئيسة التنفيذية لشركة الهندسة المعمارية "ACPV" التي تقف وراء تصميم مبنى "بولغاري لايتهاوس"، أن العلامة التجارية تلعب دورًا حيويًا في جاذبية المشروع.
وقالت فييل إن "العقارات بهذه الشكل والمستوى، ليست مجرد مبنى جميل، إذ أن العلامة التجارية تضمن جودة الخدمة"، مشيرة إلى أن هذه المساكن لها متطلبات تشغيلية تشبه المنتجع أو الفندق أكثر من كونها مبنى سكني.
"الإحساس بالملكية"
وبدأت "ACPV" العمل مع "بولغاري" على مفاهيم الضيافة الخاصة بها في عام 2000، بدءًا من أول فندق للعلامة التجارية في مدينة ميلانو بإيطاليا في عام 2004 إلى مشروع "بولغاري لايتهاوس" في دبي.
ولفتت فييل إلى أن بولغاري اتبعت "نهجًا سكنيًا" في فنادقها، وتم تصميم الغرف والأجنحة مع "إحساس بالملكية". لذا فإن الانتقال إلى المساكن ذات العلامات التجارية كان أمرًا طبيعيًا.
وبالنسبة للعديد من المشترين النموذجيين لهذه العقارات ذات العلامات التجارية، فإن هذا ليس منزلهم الأول - أو حتى الثاني - ما يخلق علاقة مختلفة مع العقار حيث تكون الراحة هي الأساس، حسبما ذكرته فييل.
وأضافت: "عامل الخدمة يُعد مهما للغاية بالنسبة لشخص يمتلك 6 أو 7 منازل مختلفة من حول العالم".
وأصبحت جوانب مثل إدارة المباني والخدمات ذات أهمية متزايدة، وكذلك شراء عقار مفروش بالكامل.
تتمتع هذه المساكن، التي غالبًا ما تكون مجاورة لفندق أو منتجع ذي علامة تجارية، بإمكانية الوصول إلى جميع مرافق الضيافة الفاخرة، ولكن مع خصوصية كاملة في مساحة المعيشة الخاصة بها.
وبالنسبة لمنتجعات مثل "بولغاري دبي"، هناك مجموعة من عروض نمط الحياة تتجاوز صالة الألعاب الرياضية والمنتجعات الصحية النموذجية، مثل المطاعم الحائزة على نجمة ميشلان والحانات ذات المستوى العالمي، ما يحول المنتجع إلى وجهة للمجتمع المحلي والسياح.
من جانبه، قال فيصل دوراني، وهو رئيس الباحثين لدى شركة "نايت فرانك" في الشرق الأوسط، وهي شركة استشارات عقارية مستقلة إن "شراء الوصول الفوري إلى نمط الحياة في دبي يُعد حافزًا كبيرًا للعديد من الأفراد أصحاب الثروات الطائلة".
وتتقدم دبي على المواقع الرئيسية للمنازل الثانية مثل أسبن، وميامي، وجزر البهاما، وفقًا لمؤشر نايت فرانك برايم الدولي للسكن لعام 2023.
وبالنسبة للعلامات التجارية الفاخرة، فإن الانتقال إلى العقارات يساعدها على تنويع دخلها حيث أنها تجني الأموال من خلال رسوم الترخيص أو الإدارة، بينما بالنسبة للمطورين، فإن العلامة التجارية تعني ارتفاع أسعار العقارات.
وفي المتوسط، تحصل المساكن ذات العلامات التجارية على علاوة بنسبة 30% مقارنة بالعقارات ذات الجودة المماثلة في الموقع ذاته، لكن في دبي، هذه العلاوة أعلى بكثير حيث تبلغ 86%، وفقاً لنايت فرانك.
أما بالنسبة لشركة "أرادا"، فقد شرعت في تنفيذ أول مشروع سكني لها، وهو "أرماني بيتش ريزيدنسز" في جزيرة نخلة جميرا الشهيرة، الذي صممه المهندس المعماري الياباني الحائز على جوائز تاداو أندو.
وبحسب ما ذكرته "أرادا"، فإن أسعار "أرماني بيتش ريزيدنسز" أعلى بنسبة 63% في المتوسط، للقدم المربعة، مقارنة بالمساكن ذات العلامات التجارية الأخرى في نخلة جميرا، حيث تبدأ أسعار المساكن التي تتكونّ من غرفتي نوم من 5.9 مليون دولار. وتتوقع "أرادا" أن يكتمل المبنى بحلول نهاية عام 2026.
وأشار دوراني إلى أن نجاح سوق العقارات الفاخرة أدى إلى ارتفاع أسعار القطاع بأكمله. وبحلول سبتمبر/ أيلول 2023، ارتفع سوق العقارات في دبي بنسبة 19% على أساس سنوي، وفقًا لأحدث الأرقام المتاحة من "نايت فرانك".
وبينما تشكل المساكن التابعة لعلامات تجارية جزءًا صغيرًا من مخزون العقارات في دبي، إلا أن القطاع يتوسع بسرعة، مع وجود 3،700 وحدة قيد التنفيذ.