ُدبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يُتوقّع أن يفوق مبيع أحد أقدم الكتب الموجودة في العالم ما قيمته 2.6 مليون دولار، عندما يُطرح بالمزاد في وقت لاحق من هذا العام.
وتُعد مخطوطة كروسبي شوين التي كُتبت باللغة القبطية على ورق البردي في مصر، أقدم كتاب لطقوس الديانة المسيحية، بحسب ما ذكرته دار المزادات العالمية كريستيز، التي ستعقد المزاد في لندن بتاريخ 11 يونيو/ حزيران.
ويُقال إنّ ناسخًا واحدًا كتب المخطوطة التي تتكونّ من 52 ورقة، أو 104 صفحات، على مدى 40 عامًا في أحد الأديرة الواقعة بصعيد مصر.
يشير التأريخ بالكربون إلى أنّ الكتاب يعود إلى وقت ما بين منتصف القرنين الثالث والرابع. تُعد هذه المخطوطة إحدى أقدم الشهود على انتشار الديانة المسيحية، وتحتوي على رسالة بطرس الأولى وكتاب يونان.
وضعت الصفحات خلف زجاج شبكي، وحٌفظت في صندوقين خشبيين قابلين للقفل. وقدّرت دار كريستي سعر بيعها بما قيمته بين 2.6 مليون دولار و3.8 مليون دولار.
تُعد المخطوطة جزءًا من أوراق بردى بودمر، التي اكتُشفت في خمسينيات القرن الماضي، وتضم نصوصًا توراتية، وكتابات مسيحية، ونصوصًا أدبية وثنية.
استحوذت عليها جامعة ميسيسيبي في نهاية المطاف حيث بقيت حتى عام 1981. وتمّ تبادلها مرات عدّة في ثمانينيات القرن الماضي، قبل أن يشتريها جامع المخطوطات النرويجي مارتن شوين في عام 1988. وعلى هذا النحو، فإن المخطوطة تُعتبر أقدم كتاب معروف في أيدي القطاع الخاص.
وقال أوجينيو دونادوني، كبير الاختصاصيين بالكتب والمخطوطات لدى دار كريستيز في لندن، لـCNN، إنها ستتمتّع "بإقبال واسع من قبل المؤسسات والأفراد على حد سواء".
وأوضح دونادوني أنّ "كتاب كروسبي شوين يُعتبر أحد الشهود الأوائل على التطور في النقل الثقافي والنصي، وفي تاريخ الكتاب الذي لا يمكن منافسته من حيث الأهمية، حتى بروز مطبعة غوتنبرج وثورة القرن العشرين في النشر الإلكتروني والاتصالات".
وتابع أنه "أحد أقدم الأمثلة على الكتاب بالشكل الذي لا زلنا نعرفه حتى اليوم، وباعتباره أقدم كتاب لدى القطاع الخاص، فمن غير المرجح أن يتم عرض أي شيء مثل هذا في المزاد مجددًا".
وأضاف دونادوني أنه "ذات أهمية كبيرة كشاهد على أول انتشار للمسيحية حول منطقة البحر الأبيض المتوسط: كان الرهبان الأوائل في صعيد مصر يعيشون في أقدم دير مسيحي، ويستخدمون هذا الكتاب لإحياء أقدم احتفالات عيد الفصح، قبل بضع مئات من السنين فقط"، بعد المسيح وبعد مائة سنة فقط أو نحو ذلك من كتابة الإنجيل الأخير.
وأوضح أنّه "يحتوي على أقدم نصّين كاملين لسِفرين من الكتاب المقدس، بطرس الأول ويونان، وكلاهما يُستخدم في خدمات عيد الفصح".
تعود حالة المخطوطة المحفوظة جيدًا إلى حد كبير لـ"الظروف المناخية المواتية" في مصر حيث تم اكتشاف المخطوطة، وفقًا لتفاصيل الكتالوج الذي نشرته دار كريستيز.
وأدرجت المخطوطة كجزء من مجموعة أوسع من "روائع المخطوطات" ضمن مجموعة شوين، والتي تصفها كريستي بأنها "واحدة من أكبر مجموعات المخطوطات وأكثرها شمولاً التي تمّ تجميعها على الإطلاق".
وجاء على موقع الدار الإلكتروني ما يلي: "أهمية المواد الموجودة في هذه المجموعة تتجاوز نطاق المجموعة الخاصة، أو حتى المجموعة العامة الوطنية. يمتد المزاد على 1300 عام من التاريخ الثقافي، ويتضمّن مخطوطات التراث العالمي مثل مخطوطة كروسبي شوين، والكتاب المقدس العبري لهولخام، والكتاب المقدس جيراردسبيرجن، ولكن أيضًا الأدب اليوناني، وروائع إنسانية، وكتاب يملكه أحد القديسين، والقانون الإنجليزي المبكر، وسجل تاريخي اسكتلندي ذات أهمية تاريخية، وأقدم تجليد كتب معروف".
تُعرض المخطوطة حاليًا في صالة كريستي بنيويورك حيث ستبقى حتى 9 أبريل/ نيسان.