دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- وصلت إيل فانينغ إلى حفل Met Gala ليلة الإثنين، متأنّقة بفستان شفاف بالكامل لعلامة الأزياء التجارية بالمان (Balmain).
بدت الممثلة مشرقة ومتلألئة، وفستانها متناهي في الرقة كأنه على بعد خطوة من التمزّق. وبحسب بالمان، تمت تغطية قماش الأورغانزا الخاص بالفستان يدوياً بأربع طبقات من الراتنج للوصول إلى أثر الطلة الزجاجية.
استحضر الثوب صور "الزهور البلورية" الثمينة المستخدمة لعكس عقارب الساعة في القصة القصيرة التي كتبها جي جاي بالارد (JG Ballard) عام 1962، بعنوان "حديقة الزمن" (موضوع Met Gala لهذا العام).
لكنّ فانينغ لم تكن الشخصية المشهورة الوحيدة التي تبنّت مظهراً شفافًا بالكامل. فإميلي راتاجكوفسكي، وكيم كارداشيان، ودوجا كات، وفيبي ديفينور، وغريتا لي، وحتى إيدي ريدماين، ارتدوا جميعهم ملابس شفافة على السجادة الحمراء، غالبًا من دون أي شيء سوى التطريز الموضوع بشكل استراتيجي أو الزينة الكريستالية.
أصبحت التصاميم التي تشيرإلى عري مرتديها، بعضها يتمتع بمهارة أكثر، هي الدعامة الأساسية على السجاد الأحمر وممرات عرض المشاهير. فقد ارتدى كل من دجى كات و مايلي سيروس فساتين شبه عارية في حفل توزيع جوائز غرامي في فبراير/ شباط. بينما في حفل توزيع جوائز الأوسكار في مارس/ آذار، ذكّرتنا جينيفر لورانس، وفانيسا هادجنز، وفلورنس بوغ، وكيندال جينر، وآيس سبايس، وتشارلي إكس سي إكس، وتشارليز ثيرون، وإيريس لو، بالتنوع الكبير في الفساتين العارية، من الدانتيل الشفاف إلى الشبكة الكريستالية. وفي عروض أزياء ربيع وصيف 2024 أيضًا، شوهدت التنانير الشفافة في كل عرض تقريبًا، من برادا إلى إيرديم، ومن استوديوهات أكني إلى ديور.
لكن هذا الانشغال بالإثارة ليس بالأمر الجديد. ففي عام 1962، تم تصوير ممثلة هوليوود كارول بيكر مرتديًة أحد الفساتين العارية الأولى التي صمّمها بالمان أيضًا.
تم تغطية ثديي بيكر (في الغالب) بقطعتي حلوى مزخرفتين ومخيطتين على قماشة الصدر الشفافة، في حين قلصت الخرز المطرز والترتر الأكمام وخط العنق وغطت التنورة بأكملها. لقد كان فستانًا صمّمه بيار بالمان خصيًصا لبايكر في مشغله الباريسي. وكتبت مجلة ELLE حينها، في عام 1964: "(بيكر) تحب بشكل خاص فساتين الموسلين التي تلمع في النقاط الحرجة. لديها منها سبعة. وصمّم لها بالمان للتو القطعة الثامنة.
وفرة الأثواب العارية اليوم يمكن أن تجعل السجادة الحمراء تبدو أشبه بصورة لسبنسر تونيك. ولكن في الأيام الأولى لهذه الملابس الخاطفة، كان مرتدها يستخدمون بعض الريش. خصوصًا في حالة بيكر، عندما وصلت مساء أحد أيام أكتوبر/ تشرين الاول إلى سينما بلازا في لندن لحضور العرض الأول لفيلمها الأخير «The Carpetbaggers» (1964). لفت فستانها الشفاف من ماركة بالمان الأنظار، وتصدر عناوين الأخبار.
وكتبت صحيفة ديلي ميرور البريطانية: "تذهب كارول إلى العرض وهي شبه عارية الصدر. إنه أقرب ما يمكنك الحصول عليه من فستان عاري الصدر من دون أن يكون كذلك حقيقة". كانت فساتين بالمان :"الشفافة"، كما أسمتها، من أولى الفساتين العارية في أحدث صيحات الموضة التي حظيت باهتمام واسع النطاق (لم يقم إيف سان لوران بإبداع أول مظهر شفاف له حتى عام 1966).
في ستينيات القرن العشرين، كانت الموضة النسائية في أمريكا وأوروبا تتغير بوتيرة سريعة، ويعود الفضل بذلك جزئيًا إلى حركة التحرر الجنسي، والإدخال التدريجي لحبوب منع الحمل. ابتكرت ماري كوانت التنورة القصيرة الفاضحة، في حين رفضت إيدي سيدغويك الجزء الأسفل من الملابس بالمطلق، مفضلة ارتداء مجموعة الملابس الداخلية والجوارب الطويلة التي ما زال يُشار إليها حتى اليوم.
رغم أن فستان بيكر كان ربما أكثر من مجرد علامة على العصر. في عام 1964، قبل بضعة أشهر فقط من ظهورها "عارية الصدر" في سينما بلازا بلندن، وصفت صحيفة نيويورك تايمز بيكر بأنها "النجمة الأكثر إثارة للجدل في هوليوود"، وذلك بسبب ارتياحها الملحوظ للعري الذي يظهر على الشاشة.
تم فرض رقابة صارمة على العري في الأفلام الأمريكية من قبل إدارة قانون الإنتاج، وهي هيئة مستقلة تعتمد على الموزعين للمساعدة في تطبيق المعايير. بعد مراسيم باراماونت في عام 1948، وهو حكم تاريخي أجبر شركات مثل باراماونت، وفوكس، وإم جي إم، ووارنر براذرز على سحب استثماراتها من المسارح، تحررت دور السينما فجأة من سيطرة الاستوديوهات القوية. بحلول ستينيات القرن الماضي، كان انتهاك العري الذي أثارته إدارة قانون الإنتاج يعني أقل بكثير مما كان عليه قبل 20 عامًا، حيث كان لدور السينما القرار النهائي بشأن عرض الفيلم أم لا.
لقد أصبحت بيكر، بحسب صحيفة نيويورك تايمز، "هدفًا رئيسيًا للنقاشات الساخنة حول العري في الأفلام الأمريكية". وأجابت الممثل بلا مبالاة وبشكل شبه تنبؤي: "أعتقد أنه في السنوات العشر المقبلة سيتم قبول العري في الأفلام.. لا أعتقد أن العري في الأفلام سيضر بالشخصية الوطنية". لذلك،فيما كانت الصحافة والعالم الأوسع يترقبون المشهد الذي ستخلع بيكر فيه ملابسها على الشاشة، قررت أن تفعل شيئًا أفضل، وتعطيهم لمحة عن الواقع الحقيقي.
في حين أن مظهر فانينغ كان أقل إثارة للجدل بشكل ملحوظ من مظهر بيكر، إلا أنه أثبت أنه حتى بعد ستة عقود، لا يزال الفستان العاري يحتل أهمية.