كان يا مكان.. "تسو" الموقع الاجتماعي الذي وعد مستخدميه بالأرباح المالية

اقتصاد
نشر
3 دقائق قراءة
كان يا مكان.. "تسو" الموقع الاجتماعي الذي وعد مستخدميه بالأرباح المالية
Credit: tsu

إسماعيل عزام، الرباط (CNN)—خلال المنتصف الثاني من عام 2014، انتشر موقع يعلن منافسة فيسبوك، اسمه تسو، بشكل واسع، (يعود تأسيسه إلى عام 2013)، واشتهر هذا الموقع بإعلانه مبالغ مادية للمستخدمين وفق نشاطهم داخله، بمعنى أنه كلما كان نشاط المستخدم كثيفا، كلما مكنه الموقع من أرباح مادية.

وزاد من شهرة الموقع تطبيق فيسبوك لسياسة خصوصية جديدة، جرى النظر إليها على كونها تنتهك خصوصية الأفراد، ممّا خلق تصورا بإمكانية هجرة مستخدمي فيسبوك نحو تسو.

غير أن تسو، الذي انتشر بشكل واسع في المغرب لدرجة أن هذا البلد أضحى سوقه الثاني خلال فترة من الفترات، بعد قيام مجموعة من نشطاء الانترنت المغاربة بالدعاية له، تراجع بشكل مهول في الأشهر الموالية، ولم يعد أحد تقريبا يتحدث عنه أو عن تطبيقه، إلى أن وصل الموقع إلى الطريق المسدود وأعلن شهر غشت/أغسطس الماضي نهايته.

فقد نشر الموقع خلال تلك الفترة رسالة موقعة من طرف مؤسسه سيباستيان، موجهة إلى المستخدمين، جاء فيها أن المؤسسة قررت إغلاق تسو بسبب المصاريف التي يحتاجها وعدم القدرة على إيجاد تمويل مستمر، وأكد المؤسس أن فكرة الربح المالي لم تنجح، وأن شركته ستعمل على تقديم تطبيقات أخرى في المستقبل لمستخدمي منصتها الاجتماعية.

هذه الرسالة لم تعد موجودة حاليا على الموقع، إذ نجد رسالة أخرى كلها شكر لمن استخدموا تطبيق الموقع، ويتحدث صاحبه عن وصول التطبيق إلى مليوني تحميل من كل دول العالم، بينما وصل عدد الحسابات المفتوحة إلى خمسة مليون، بيدَ أن الرسالة لا تحمل أي إشارة إلى استمرار خدمات تسو.

واختفى تطبيق تسو من منصة أندرويد (هناك تطبيق مزور يحمل الاسم ذاته)، كما لم يعد ممكنا بالنسبة للمستخدم أن يلج إلى حسابه القديم، وتقهقر ترتيبه في أليسكا إلى ما بعد 120 ألف.. باختصار، تسو الذي وعد الشباب بتحقيق مداخيل مادية من خلال ما يقومون به يوميا كالنقر على الإعجاب وكتابة المنشورات ومشاركة الصور، غادر العالم الافتراضي، ويظهر أنه لن يعود.

ومن أكبر الانتقادات التي وُجهت لتسو، تشابه خصائصه مع فيسبوك، إذ يظهر كما لو أنه نسخة معدلة من الموقع الأزرق، زيادة على غموض طريقة تمكينه المستخدمين من المال بما أن تشجيعه لهم على النشاط المفرط سيجعله مليئا بالمحتوى المنسوخ والمسروق، كما تبين أن قصة إرسال الأموال للمستخدمين، مشكوك فيها، بما أن هناك قلة قليلة للغاية من أكدت توصلها بأموال من هذه الشبكة.