دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تتمتع شركات وادي السيليكون "سيليكون فالي" بالقدرة على جذب خيرة الكوادر المهنية، عن طريق توفير أفضل أجواء العمل المريحة، كالطعام المجاني، وخدمات غسيل الملابس في مكان العمل، ومناطق الاستراحة والتدليك، وغيرها.
ورغم أن هذه الأجواء المسلية في مكان العمل تُعتبر من اختصاص شركات مثل "غوغل" و"فيسبوك" و"تويتر،" إلا أن هذا ليس الحال مع شركة "أوبر،" التي وصلت قيمتها إلى 68 مليار دولار مع بلوغ عامها السادس.
وتُعرف شركة "أوبر" في أوساط وادي السيليكون بأن أوضاع العمل فيها هي من بين الأكثر قسوة، لعدم قدرة الكثير من الموظفين على الموازنة بين الحياة العملية والشخصية نظراً لساعات العمل الطويلة.
ورغم هذا، تمكنت الشركة من جذب الكثير من الكوادر عالية الكفاءة حتى من الشركات المنافسة.
قد يهمك أيضاً: كيف تعاقب "أوبر" سائقيها "الأشقياء"؟
ويعمل لدى "أوبر" 10 آلاف موظف ومشغل في أكثر من 500 مدينة، بالإضافة إلى سائقي سيارات الأجرة، وبحسب رئيس تحليل الموظفين في الشركة، نيل نارياني، يقدم غالبية الموظفين غير القادرين على تحمل ضغط العمل في الشركة استقالتهم خلال العام الأول. وفي المقابل، تنهال على "أوبر" آلاف طلبات التوظيف، بحسب نارياني.
فما هو سر نجاح الشركة في استقطاب تلك المهارات؟
تحقيق التوازن بين الحياة والعمل
في أيام "أوبر" الأولى، كان غالبية الموظفين من جيل الألفية الجديدة، ممن لم تثقلهم مسؤوليات العائلة أو الأطفال بعد. لكن، تغيّر هذا مع عمر الشركة وزيادة عدد كادرها.
ويقضي مدير التكنولوجيا التنفيذي لدى "أوبر" توان فام خمس ساعات من يومه على طريق الذهاب والعودة من العمل، ما لا يتيح له رؤية ابنته سوى مرة في الصباح ومرة قبل خلودها للنوم، هذا وقد يعود للعمل في الليل بعد العودة للمنزل أيضاً.
وتقارن جانيل سالينيف، وهي رئيسة عمليات الدعم في أمريكا الشمالية لدى "أوبر،" مرور السنوات في الشركة بـ "المركبة الفضائية" وخصوصاً أن ما يحدث في سنة واحدة في "أوبر"يوازي ما يحدث في سنوات عدة في شركات أخرى.
قد يهمك أيضاً: شركات ناشئة تجاوزت المليار دولار بينها أوبر وسوق دوت كوم
وتحاول سالينيف الوصول إلى توازن ما بين حياتها الشخصية وعملها عبر التركيز على العمل خلال ساعات العمل، وعدم "نقل العمل إلى المنزل،" إذ تقول: "أوبر" مكان دافئ ومُحبب ورائع. وليس عبارة عن كهف قاسي، كما يُوصفه الناس، الأشخاص هنا أذكياء ويجعلونك ترغب بأن تصبح أكثر ذكاء."
لكن، بحسب موظف سابق في "أوبر،" والذي اشترط عدم الكشف عن اسمه: تمر الشركة بمصاعب كبيرة فيما يرتبط بنموها، بينما تحاول الشركة التحوّل من شركة غير مركزية قادرة على الانتقال إلى أسواق جديدة، إلى شركة أكثر نضجاً ومركزية تدعم موظفيها بشكل أفضل."
إيجاد ما يناسبك
وتسعى"أوبر" إلى توظيف رواد أعمال سابقين، ولديها حتى الآن 200 رائد أعمال، أحدهم إد بيكر، والذي أسس موقعين للمواعدة وباع أحدهما لموقع "فيسبوك" في العام 2011 مقابل مبلغ لم يفصح عنه.
وبعد بيع الموقع، قضى بيكر سنتين وهو يعمل لدى "فيسبوك،" حيث ركّز على الأسواق المنافسة. ويقول بيكر: "لم أنوي ترك "فيسبوك،" لكن جذبني "أوبر" لأنه مكان يستطيع فيه رواد الأعمال أن يبقوا رواداً." ويضيف: ""أوبر" اليوم يشبه "فيسبوك" منذ سنوات. هو صغير وفوضوي لأننا نكبر بسرعة."
وبعكس الشركات الأخرى، التي قد يدفع فيها المدراء موظفيهم لأعطاء أفضل ما لديهم عن طريق تقديم حوافز، فإن الموظفين في "أوبر" يتعاملون مع مشاكل في الواقع ترتبط بأشخاص حقيقيين، وهي مشاكل يجب أن تُحل بأفضل شكل.
النظر إلى الأمر بشكل شخصي
ورغم نجاح "أوبر" عالمياً، إلا أن الشركة تتعرض عادة لاتهامات مثيرة للجدل. وبحسب مايا تشوكسي، وهي مديرة إنتاج أولى، واجهت الشركة الكثير من المشاكل مع الإعلام في الأعوام الأخيرة.
قد يهمك أيضاً: بعد مطالبات بمقاطعة الشركة.. مدير "أوبر" التنفيذي ينسحب من مجلس ترامب الاقتصادي
وتقول تشوكسي: "أصعب اللحظات بالنسبة لي هي تعاطي الإعلام السلبي مع الشركة، لأنه لا يعكس ما يحصل في مكتبنا أو ما نحاول القيام به. يمكن أن تُفهم النوايا بشكل سيء."
ونأخذكم في جولة حول مكاتب "أوبر" من خلال الضغط على الصور في المعرض أعلاه: