الوعل الجبلي في وادي رم : من مسيجات المحمية إلى منافسة مصيرية في الحياة البرية

سياحة
نشر
5 دقائق قراءة
تقرير هديل غبون
الوعل الجبلي في وادي رم : من مسيجات المحمية إلى منافسة مصيرية في الحياة البرية
cnn
4/4الوعل الجبلي في وادي رم : من مسيجات المحمية إلى منافسة مصيرية في الحياة البرية

وادي رم، الأردن (CNN)-- أن تجفل من ضجيج خبط حوافر قطيع من غزلان الوعل الجبلي المعروف "بحيوان البدن" لحظة إطلاق جماعي جاء بعد عام من الاحتضان في مسيجات مؤقتة تمهيدا لإدماجها في الحياة البرية، قد لا تكون هي اللحظة الأكثر تأثيرا عند مشاهدتها، إذا ما عرفت أن ما ينتظرها بين المنحدرات الجبلية في وادي رم الأردنية من تحديات التأقلم والهروب من فخاخ الصيادين، يهددها بالانقراض.

تلك اللحظة التي شهدتها منتصف ظهيرة يوم الخميس الماضي بحضور وسائل الإعلام، كان أبطالها 60 رأسا من الوعل الجبلي "البدن" المهددة بالانقراض ممن قدموا من موئلهم الأصلي في إمارة أبو ظبي، ضمن المرحلة الثانية من مشروع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي بدأ عام 2014 باحتضان 100 رأس (70 ذكرا و30 أنثى) في محمية رم الطبيعية جنوبي البلاد، تمهيدا لإكثارها.

ويقول مدير المشروع في المحمية عبد الرحمن الحساسين لموقع CNN  بالعربية، إن الغزلان المائة تكاثروا على مدار العام الماضي ليصبحوا 220 رأسا، تم إطلاق 60 منهم في هذه المرحلة إلى الحياة البرية خارج المسيجات من البالغين ذكورا وإناثا ليس من بينهم مواليد جدد، بينما ستطلق الدفعة المقبلة العام المقبل ضمن المرحلة الثالثة للمشروع.

يعيش الوعل الجبلي "البدن" في منحدرات وادي رم وفي الجبال المحاذية لمنطقة البحر الميت وفي منطقة الموجب جنوبا، ولم تكن تتجاوز أعداده في منطقة وادي رم التي أعلنت كمحمية طبيعية رسميا عام 1997 المائة والخمسين رأسا، بينما قدّر عددها عام 2010 بين 350 -400 خارج المسيجات.

وتسجل أعداد "البدن" اليوم أرقاما لا تزال تهددها بالانقراض في موئلها بمنطقة وادي رم، حيث تقدر بين 600 و700 رأس تعيش خارج حدود المحمية التي تبلغ مساحتها 720 كم مربع.

وبخلاف المها العربي الذي يصنف اليوم كحيوان منقرض، لا تمنح مواليد البدن الجديدة مسميات، أو بطاقات تعريفية تصنيفية، إلا أن هيئة البيئة في أبو ظبي أكدت خلال مؤتمر صحفي للمديرة التنفيذية لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري فيها شيخة الظاهري، أن تلك الحيوانات سيصار إلى ربطها بنظام مراقبة عبر الأقمار الصناعية، وأن مشروع الدعم الإماراتي سيستمر حتى نهاية 2016.

ويعتبر "البدن" وجبهة شهية ودسمة" لصيادي منطقة وادي رم الذين تواجد بعضهم خلال حفل الإطلاق في الميدان، وأبدوا اعتراضهم على اختيار منحدر جبلي لم يتجاوز ارتفاعه 200 متر، معتبرين أن هذا الارتفاع سيجعل منها صيدا ثمينا، فيما أكد مختصو المحمية أن الغزلان تستطيع القفز والوصول إلى مرتفعات أخرى.

ويعد تحقيق الزيادة الطبيعية في عمليات التكاثر هو الهدف الأول الذي يسعى من ورائه مشروع الإطلاق، إلا أن ذلك لا يعني أن مصيرا غامضا قد ينتظر بعض تلك الغزلان، التي غالبا ما تترك ذكورها عائلاتها عند عمر السنتين لتبحث عن غذائها، وهو ما يجعل منافساتها لأبناء فصيلتها في الحياة البرية تحديا قاسيا، رغم أن تسجيل أعداد مواليد جدد يعد مؤشرا رئيسا على نجاح التأقلم والاحتضان داخل المسيجات، بحسب الحساسين.

وتوفر المسيجات أنماطا شبه طبيعية لحياة البدن البرية، عدا عن أنظمة الحماية والتغذية والعناية الطبية.

ويشير عاملون في المحمية تحدثوا للموقع، إلى انخفاض معدلات نفوق "البدن" العام الماضي بسبب عمليات الصيد الجائر إلى نحو 60 في المائة عن العام الذي سبقه، بسبب نظام الحماية الذي تؤمنه داخل المسيجات، معربين عن أملهم باستمرار تسجيل هذه النسبة بعد عملية الإطلاق الجديدة.

وتنتشر مقاطع من الفيديو عبر موقع اليوتيوب وكذلك صفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي كالفيسبوك، لصيادين محليين أو من يسمون "بقناصي البدن" يوثقون فيها لحظات صيد بعض من حيوانات "البدن" في منطقة وادي رم وطبخها، وسط تغيب أرقام رسمية تكشف عن حقيقة معدلات صيدها.

ويشير مدير المشروع الحساسين ردا على سؤال للموقع حول حالات الاعتداء تلك، إلى أن   الاعتداءات خارج حدود المحمية التي لا تخضع للرقابة لا يمكن توثيقها، فيما كشف عن تسجيل بعض الاعتداءات داخل المحمية المسيجة بواقع اعتداء واحد في العام، بعضها لا يسفر عن إتمام عملية الصيد للبدن.

وتتبع محمية وادي رم إلى سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، فيما تقدر كلفة تمويل المشروع بنحو 2 مليون درهم إماراتي بحسب ما أعلن القائمون عليه، كما يأمل القائمون عليه تنمية المجتمع المحلي على المدى الطويل من خلال جذب أعداد أكبر من السياح.