عمان، الأردن (CNN)-- تسعى وزارة السياحة والآثار الأردنية إلى تعويض تراجع أعداد السياح للمملكة لموسم الصيف الحالي، بعد تجاوز موسم سياحي بلغ مرحلة "مخيفة" عام 2015، بحسب ما أكد وزير السياحة الأردني نايف حميدي الفايز، الثلاثاء، خلال مؤتمر صحفي لإطلاق يوم أردني للسياحة تحت عنوان " السياحة مرايتنا خليها بعيونك".
وكشف الفايز في حديثه على هامش المؤتمر المخصص للترويج لبرنامج سياحة أردني، عن ثبات بعض المؤشرات لمرتادي المملكة من السياحة منذ بداية العام مقابل انخفاض بعضها الآخر، معتبرا أن الموسم السياحي لا يزال في بدايته وأن الحكومة تسعى إلى رفع تلك المؤشرات.
وقال الفايز ردا على تساؤل لموقع CNN بالعربية حول التقديرات الأولية للسياح في الربع الأول من العام الجاري: "المؤشرات الأولية تدلل على أن السياحة مع المبيت سجلت ثباتا تقريبا لكن إجمالي الزوار للمملكة خلال الأشهر الأربعة الأولى سجل انخفاضا بنحو 5 في المائة.. أيضا هناك تزايد في أعداد المجموعات السياحية من خلال المكاتب بمعدل 5 في المائة من بداية العام، نقول إن الموسم في بدايته لم نقل إن التحدي ليس أردنيا لكن للمنطقة".
وألمح الوزير الأردني في حديثه إلى ما تعانيه المنطقة العربية من "تصرفات تنظيم داعش الإرهابي"، واصفا إياهم "بالخوارج"، الذين أساؤوا إلى السياحة العربية ككل والسياحة الأردنية، قائلا "هناك مغالطات كبيرة قد تكون غير مقصودة تتداولها وسائل إعلام غربية عن المنطقة العربية عند وقوع حوادث، تحت مسمى منطقة الشرق الأوسط دون مراعاة خصوصيات كل دولة عربية".
وقال: "بشرح بسيط ما أعنيه عندما تكون هناك إحدى الحوادث التي تقع في موقع عربي يسمى الشرق الأوسط مباشرة وفي وكالات الإعلام يستخدم الشرق الأوسط كوحدة واحدة وننسى أن هناك 22 دولة لها خصائصها التي تختلف عن الأخرى، فيما يتم التركيز على في أي موقع في العالم بشكل خاص".
ولفت الفايز إلى أن الوزارة بدأت تعيد مؤشرات قطاع السياحة من الخارج إلى وضعها الصحيح، بعدما مرت في مرحلة "مخيفة" العام 2015، وعكست الحكومة تلك المؤشرات، مشيرا الى استعادة عافيتها بالتدريج.
وقال: "العام كان الوضع مخيفا وصعبا أقولها بكل صدق بدأنا الآن نعالج التحدي وكان التراجع في تسارع، لكن الإجراءات الحكومية عكست المؤشرات وبدأت تتجه إلى الطريق الصحيح".
وبين الفايز أن أعداد السياح الأوروبيين لا يزال في تراجع، فيما أكد أن هناك تزايدا في أعداد السياح من الجنسية الأمريكية وكذلك من دول آسيا.
ويأتي إطلاق وزارة السياحة الأردنية ليوم السياحة الأردني الذي يدشن، غدا الخميس، من نهاية الأسبوع الجاري في منطقة جبل القلعة وسط العاصمة عمّان، بعيد أيام من إطلاق حملة "في الأردن أكيد" في دول الخليج العربي وانطلقت في الإمارات العربية المتحدة، لاستقطاب السياح العرب والأجانب المقيمين في دول الخليج.
وتنطلق فعاليات يوم السياحة الأردني كبوابة للسياحة الخارجية، حيث تم تخصيص 27 مجموعة للترويج عبر وسائل التواصل الاجتماعي وإطلاق وسم #يوم_السياحة_الأردني"، وباستخدام 8 لغات.
وتسعى الحكومة الأردنية أيضا إلى استثمار فرصة استضافة بطولة كأس العالم للناشئات تحت سن 17 التي تقام في البلاد نهاية أيلول سبتمبر المقبل، وحتى 21 تشرين الأول التي فاز الأردن بتنظيمها متفوقا على جنوب إفريقيا وإيرلندا.
وعن ذلك قال الفايز: "استثمار فرصة إقامة بطولة كأس العالم للناشئات تحت سن 17 عاما هي رسالة في غاية الأهمية، وسيكون إعلان للقرعة من عمّان الشهر الحالي وتم تحضير فيلم للاستفادة من المواقع الأثرية من خلال كل المحطات، ليس فقط الفعالية بحد ذاتها هامة بل إن تنظيمها هو دليل على قدرات وكفاءة الأردن في تنظيمها والمسألة الثانية أن البطولة للسيدات الناشئات وهذا دليل على الأمن في البلاد، بدأنا في استثمار هذه الفرصة."
من جانبه، استبشر مدير عام هيئة تنشيط السياحة عبد الرزاق عربيات بالموسم السياحي للبلاد الصيف الجاري، قائلا إن هناك عدة احتفالات تتزامن مع موسم الصيف منها احتفالات مئوية الثورة العربية الكبرى.
وقال عربيات إن هناك شراكات بدأت تتبلور لتسويق الأردن سياحيا في الصين وماليزيا وإندونيسيا وشرق أوروبا ودول أمريكا اللاتينية، فيما أشار إلى حزمة تقارير ترويجية بدأت تبث عبر قنوات عربية فضائية عن السياحة العلاجية في الأردن.
وبحسب تصريحات سابقة للوزير الفايز ليومية "الغد" الأردنية، فقد أظهرت الإحصاءات تراجعا في إجمالي عدد السياح القادمين إلى المملكة خلال الأشهر التسعة الأولى من العام 2015 بنسبة 9 %، مقارنة بالفترة نفسها من العام 2014.
وانخفض إجمالي السياح خلال الشهور التسعة الأولى من 2015 ذاتها إلى 3.7 مليون سائح، مقارنة بـ4.1 مليون سائح خلال الفترة نفسها من العام 2014.