دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عندما تبزغ أشعة الشمس، ينتقل القطار الرئاسي البرتغالي في رحلة فاخرة من قلب بلدة بورتو في البرتغال، باتجاه وادي دورو، وهي رحلة الذواقة لمدة تسع ساعات في إحدى أجمل مناطق النبيذ.
وجُمعت أقدم العربات في ورش العمل الباريسية قبل 127 عاماً، لنقل الملوك والملكات في البرتغال، برفاهية تامة حول المناطق.
وينقل القطار الملكي المسافرين برحلة فاخرة على بعد 200 كيلومتر عبر المناظر الخلابة من بورتو إلى أقصى الطرف الشرقي من بلدة دورو المشهورة بصنع النبيذ. وتبلغ كلفة التذكرة على متن القطار 560 دولاراً، فيما السعر الأساسي يشمل بعض الميزات الفاخرة مثل المطاعم الفخمة.
وتقدّم مجموعة من الطهاة الحائزين على نجمة ميشلان في البرتغال وخارجها وجبات طعام لذيذة للمسافرين على متن الرحلات.
وتبدأ الرحلة من محطة ساو بينتو في بورتو، حيث تُعتبر المحطة بمثابة معبد إلى العصر الذهبي للسكك الحديدية، وبُنيت في أوائل القرن العشرين مع واجهة غرانيت كبيرة تُظهر نمط الفنون الجميلة الفرنسية.
ويُشبه بهو المعبد الكاتدرائية، إذ يضم أكثر من 20 ألف قطعة من البلاط الملون، حيث تصوّر المحاربين البرتغاليين في العصور الوسطى خلال المعارك القتالية مع الإسبان أو المغاربة، فضلاً عن مشاهد أخرى من البطولات التاريخية.
ويتجه القطار مباشرة إلى نفق قيد التشغيل تحت المقاهي والمسارح في منطقة بورتو باتالها في بورتو.
ويقطع نهر دويرو عبر المدينة، ويمتد على طول سكة الحديد من جسر ماريا بيا الذي بُني في العام 1877، بإشراف المهندس الفرنسي المشهور غوستاف إيفل. ويمكن للمسافرين أن يشاهدوا البيوت التجارية المطلية على ضفاف النهر والمناظر التاريخية لدوالي العنب ومصانع النبيذ في الضفة الغربية.
وبعد ذلك، تتجه مسارات القطارات بعيدا عن النهر وتمر عبر ضواحي بورتو الشرقية، حيث يمكن للمسافرين الاستمتاع بالمشاهد الخلابة.
ولم يكن لدى الأسرة المالكة في البرتغال وقتا طويلاً للاستمتاع بعرباتها الفاخرة، إذ اُسقط النظام الملكي في ثورة العام 1910، ولكن ركب رؤساء جمهورية البرتغال القطار حتى سنوات السبعينيات.
ودُعيت الشخصيات البارزة للركوب على متن القطار، بينما استخدمت الملكة اليزابيث الثانية القطار لزيارة أقدم حليف لها في العام 1957.
وخلال العام 1970، حملت إحدى رحلات القطار الأخيرة جنازة الديكتاتور أنطونيو دي أوليفرا سالازار، من لشبونة إلى مسقط رأسه في سانتا كومبا داو.
في السنوات التي تلت، هُجر القطار حتى بدأت أعمال الترميم لتجديده في العام 2010، بعد آخر ورشة ترميمية له في العام 1930.
وتقدّم على متن القطار أشهر وأرقى أطباق الطعام البرتغالية، والتي ترتبط بشكل وثيق بمطبخ البحر الأبيض المتوسط. ويعود هذا التنوع إلى نفوذ البرتغال في المستعمرات السابقة وخصوصاً فيما يتعلق بمجموعة واسعة من التوابل المستخدمة. وتشمل هذه التوابل بيري بيري الصغيرة، والفلفل الحار، والفلفل الأسود، والقرفة، والزعفران، والفانيليا. ويُعتبر زيت الزيتون من بين أحد أسس المطبخ البرتغالي الذي يُستخدم لأغراض الطهي والمنكهات في وجبات الطعام. ويُستخدم الثوم أيضاً على نطاق واسع والأعشاب مثل الكزبرة والبقدونس.
أما الحلويات البرتغالية الأكثر شيوعاً والتي تُقدم على متن القطار فهي بودنغ الأرز، والكسترد، والكريم كاراميل، لكنها غالباً ما تتضمن أيضاً مجموعة متنوعة من الأجبان.