دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- رغم أن بعض السياح سابقاً لم يضعوا المملكة العربية السعودية ضمن جدول عطلهم الخاص، إلا أن الحكومة السعودية تعمل جاهدة لتغيير ذلك.
وقد أعلنت المملكة المحافظة، عن خطط لإصدار تأشيرة دخول جديدة بدءاً من أول شهر نيسان/أبريل، حيث سيُسمح للمسافرين دخول البلاد مرة واحدة شهرياً.
ودُعي السياح في بداية العام 2018، إلى الانضمام لمهرجان الملك عبد العزيز للإبل، حيث سمح المهرجان للسياح بالتعرف إلى جزء من الثقافة السعودية.
ويشمل مهرجان الإبل، جمال شعرها، وفن الرمل، وسباق الجمال، وشاحنات الطعام الأفضل لتقديم شطيرة برغر مكونة من لحم الجمال.
وقال سلطان البقمي، المتحدث الرسمي باسم مهرجان الملك عبد العزيز للإبل: "نحن بحاجة إلى أشخاص من خارج المملكة العربية، ليتعرفوا إلى أسلوب حياتنا، وما تعنيه الإبل بالنسبة لنا،" مضيفاً: "هذا جزء من حياتنا، وجزء من حياة أهلنا..الذين يتناولون حليب الإبل، ولحمها. فالسعودية تتمتع بتاريخ طويل من الشراكة مع الإبل."
ويهدف المهرجان إلى تأصيل الموروث، وعكس العمق الحضاري للسعودية. وتُعدّ الإبل رمزًا أصيلاً لحياةِ الصحراء وإنسان الجزيرة العربية، ارتبطت بتاريخه وحياته على مر العصور.
لذا اتخذ الكثيرون ممن يرتبطون بالجزيرة العربية من الجمل رمزاً لحياتهم، وراحوا يستعيدون به ذاكرة المكان، ويحيون تفاصيله كافة، ليكون شريكاً تراثياً دائماً. إضافةً إلى ما يمدهم بمصدرٍ غذائيٍ مهم، من لحوم وحليب وجلود، ومورد اقتصادي متجدد.
ويتم التركيز على السياحة بشكل متزايد في وقت تطرأ فيه الكثير من التغيرات في المملكة، إذ تهدف المملكة إلى جذب 30 مليون زائر سنوياً بحلول العام 2030، مقارنة مع 18 مليون زائر في العام 2016.
وقال رئيس اللجنة السعودية للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان لـCNN، إن "الأهداف تتمثل بالأشخاص الذين يرغبون في تجربة هذا البلد وعظمته،" مضيفاً أن "السعودية تعتزم إطلاق التأشيرات السياحية في العام 2018،" وخصوصاً أن تأشيرات الدخول سابقاً كانت تقتصر على الوافدين بهدف العمل أو لزيارة أماكنها المقدسة.
وأوضح البقمي: "أتمنى لكثير من السياح من الدول الأجنبية أن يأتوا ليروا كيفية تغير عقلية الناس والانفتاح في المملكة."
وقد تطورت الكثير من القوانين في المملكة العربية السعودية، ما جعل المرأة السعودية تحقق جزءاً من الانجازات غير المسبوقة، مثل السماح لها بقيادة السيارة، وحضور مياريات كرة القدم داخل الملاعب الرياضية. كما تبوأت النساء العديد من المناصب القيادية في الإدارات العليا في المؤسسات الحكومية والمشاركة في الهيئات والمنظمات المحلية والدولية.
وتحقيقاً لهذه الغاية، أُعلن عن عدة مشاريع طموحة في الأشهر القليلة الماضية، إذ تخطط السعودية لبناء منتجعات على بعد 100 ميل من الساحل الرملي للبحر الأحمر، وتهدف إلى فتح متنزه سيكس فلاغس (سيكس) بحلول عام 2022. وقد جذبت مبادرة البحر الأحمر الملياردير ريتشارد برانسون أثناء جولته الأخيرة في المملكة، والتي تضمنت زيارة لمدائن صالح، والمدرجة ضمن قائمة اليونيسكو للتراث العالمي.
وكشف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي يقود الإصلاح
الاقتصادي، النقاب عن خطط لبناء مدينة بقيمة 500 مليار دولار تمتد عبر
حدود المملكة العربية السعودية إلى مصر والأردن.
وقال مدير الأبحاث في "يورومونيتور" نيكولا كوسوتيتش: "تتمتع المملكة
العربية السعودية بإمكانيات سياحية هائلة نظراً لدرجة الحرارة
المناسبة، والتراث التاريخي والثقافي، والجمال الطبيعي، والحياة
البحرية الغنية،" مضيفاً أن "السعودية محاطة ببلدان غير مستقرة
سياسياً، حيث يُسيطر الهاجس الأمني."
وتوجد في المملكة مواقع أثرية وتاريخية مهمة، ومن بينها مدائن صالح في
الشمال الغربي للبلاد، والتي بنيت في عهد حضارة
الأنباط، بالإضافة إلى مدينة الدرعية، وهي مدينة تاريخية صغيرة
تبعد نحو 20 كيلومتراً عن العاصمة السعودية، الرياض.
ويندرج الموقعان تحت قائمة "مواقع التراث العالمي" التابعة لمنظمة اليونسكو.