هل تُصبح مدينة الدقم العمانية أفضل مدينة على الإطلاق في العالم العربي؟

سياحة
نشر
4 دقائق قراءة
هل تُصبح مدينة الدقم العمانية أفضل مدينة على الإطلاق في العالم العربي؟
Credit: BF Glidoiard/creative commons

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- رغم أن مدينة الدقم العمانية تتميز بموقعها الهادئ على الساحل الشرقي لسلطنة عمان، وتقع على بعد 330 ميلاً تقريباً جنوب عاصمة البلاد، مسقط، حيث كانت موطناً للصيادين وعائلاتهم لأجيال، إلا أن الأمور تتغير بسرعة بحسب ما يبدو.

وقال المدير العام لمجمع فندق الدقم، أي أحد سلاسل الفنادق الثلاثة الجديدة التي تستقبل أعدادً كبيرة من رجال الأعمال فيجاي هاندا، إن "المدينة تنمو بشكل كبير، خاصة في العام الماضي،" مضيفاً: "في السنوات الأربع أو الخمس المقبلة، ستشهد المدينة المزيد من الناس القادمين إليها، مع المزيد من البناء والفرص أيضاَ."

وخصصت مدينة الدقم كموقع لميناء حاويات جديد كبير، ومصفاة، ومنطقة صناعية، ما يمكن أن يساعد في تنويع مصادر الاقتصاد في البلاد بعيداً عن النفط.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة إدارة المرافق العمانية رينيسانس سيرفيسز، والتي افتتحت مؤخرًا منشأة إسكان بقيمة 197 مليون دولار في المدينة قادرة على استيعاب 16،900 عامل، فإن الدقم ستُصبح "مدينة عظيمة".

وقال متحدث باسم سلطة منطقة الدقم الاقتصادية الخاصة (سيزاد) لـCNN  إن "230 شركة استثمرت في الدقم منذ عام 2012 مع خلق الآلاف من فرص العمل الجديدة."

وقد شهدت الدقم، عام 2011، استثمارات كبيرة على صعيد البنية الأساسية، أهمها تدشين مطار دولي جديد، وميناء لصيد الأسماك، ومنطقة سكنية بقدرة استيعاب 111 ألف شخص.

وأفاد المركز الوطني للاحصاء والمعلومات في عمان أن عدد السكان في مدينة الدقم تضاعف من حوالي 6 إلى 12 ألف بين عامي 2011 و2017.

ولا تعتبر عمان عادة واحدة من أبرز الدول العربية المنتجة للنفط. وتقدر وكالة معلومات الطاقة الأمريكية أنها تحتفظ باحتياطات متواضعة نسبيا تبلغ 5.4 مليارات برميل من الخام.

وبحسب كتاب حقائق العالم الذي أصدرته وكالة المخابرات الأمريكية، فإن قطاع النفط العماني يمثل 46 في المائة من الناتج المحلي في البلاد.

وتهدف البلاد إلى خفض هذا الرقم إلى 9 في المائة من الناتج المحلي بحلول العام 2020.

وتعتبر الصناعات التحويلية والخدمات اللوجستية والسياحة من بين القطاعات التي حددتها عمان على أنها مركزية لمستقبلها النفطي. وتم تخصيص أكثر من 30 ألف كيلومتر مربع، من الأراضي في جميع أنحاء البلاد كمحمية طبيعية وحياة برية للمساعدة في جذب السياح الصديقين للبيئة.

وتعد المدينة موقعاً مناسباً لطرق الشحن الرئيسية التي تربط الاقتصادات النامية في الهند وشرق إفريقيا.

ومع عمان المتاخمة للسعودية والإمارات إلى الغرب، يرى المخططون أيضا الدقم نقطة دخول وخروج بديلة للمنطقة ، إذا أصبحت الطرق البحرية في مضيق هرمز معرضة للخطر.

وقد تستغرق مدينة دقم بعضاً من الوقت لتحقيق مشاريعها الضخمة. فمن المتوقع أن تبدأ المرحلة الثانية من تطوير الميناء حيز التنفيذ بين عامي 2025 و2030.

وبسبب انهيار أسعار النفط عام 2014، واجهت المدينة تحديات عدة، مثل تأجيل الخطط الأولية لبناء خط سكة حديد تربط الدقم بالسعودية والإمارات.

وقال الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة غلف ستيت أناليتيكس للاستشارات ومقرها واشنطن، جورجيو كافييرو، إنه من المهم أخذ "المهارات التقنية" بعين الاعتبار، وهذا يعني المزيد من الاستثمار في التعليم وإعادة تدريب العديد من العمانيين.

وأضاف كافييرو أن "سمعة البلاد المستقرة والآمنة وعلاقاتها الجيدة مع جيرانها، تجعلها نقطة دخول جذابة لشبه الجزيرة العربية بالنسبة للتجار البحريين.