دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يجلس عبدالله جرغون في غزة، بينما تسافر فيه أفكاره إلى النمسا حيث تحاول مجموعة من أقاربه اللاجئين التمسك بذكريات الوطن ومذاق أطعمته وإيجاد لقمة العيش في بلاد الاغتراب.
تعيد هذه الأفكار إيقاظ ذكريات المعاناة التي عاشها جرغون كلاجئ، ولذلك يقرر الشاب إيجاد حل لواحدة من مشاكل اللاجئين العديدة، من خلال تصميم تطبيق يربط بين الأشخاص الذين يتمكنون من طبخ الأكلات الشعبية، والأشخاص الذين يودون شراء هذه الأطعمة.
وبدأ جرغون بتاريخ 28 فبراير/ شباط 2018 برفقة فريقه المؤلف من تسعة أشخاص بتصميم تطبيق "مغترب فوود" لتوفير فرصة عمل للأسر المنتجة في بلاد الاغتراب، وتذكير الشباب العرب بمذاق الأكلات الشعبية في بلدانهم.
وبعد مرور شهرين من العمل الدؤوب لمدة "19 ساعة يومياً" من مكتب صغير في القطاع، أطلقت المجموعة المشروع في كل من: النمسا، وألمانيا، وهولندا، وبلجيكا.
وفي مقابلة مع موقع CNN بالعربية، أشار جرغون إلى أن التطبيق "يفيد الدولة المستضيفة للاجئين من خلال تأمين الوظائف لهم، ويساعد الأسر المنتجة على فتح مطابخها الخاصة دون دفع تكاليف طائلة لفتح مطعم، ومساعدة المغتربين بشكل عام على اختيار الوجبات التي يحبونها من قائمة المطابخ القريبة منهم".
ورغم أن المشروع تحدى حصار القطاع واستطاع كسر أسوار الواقع، إلا أنه مازال يواجه تحديات عديدة من الناحية المالية، حيث قال جرغون إن "التمويل الأسري أوشك على النفاذ مما سيؤثر على الخطط التسويقية"، مضيفاً: "لا توجد منظمات أو مؤسسات داخل أو خارج القطاع لتبني التطبيق".
وعن المصاعب التقنية التي تواجهها المجموعة، أوضح جرغون أن انقطاع الكهرباء المستمر في غزة يؤثر على تقدم المشروع، ما "دفعهم إلى شراء مولد كهربائي، الأمر الذي تسبب بزيادة العبء عليهم".
ورغم أن مشوار "مغترب فوود" مليء بالتحديات، إلا أن ذلك لم يقف في طريق استمرارية المشروع وتقدمه، بل دفع الفريق المسؤول إلى رسم الخطط المستقبلية لمواجهة الحصار. وفي هذا السياق، قال جرغون إن "الألم والتجويع والحصار جعلنا نشعر بمعاناة اللاجئين، وكوننا وصلنا إلى تلك الدول الأربع فنحن كسرنا الحصار، ونسعى إلى التوسع لضم بلدان أوروبية أخرى".
وحول التعليقات وردود الفعل من الفريق، أشار مؤسس التطبيق إلى أن "العديد من التعليقات تصل يومياً من الأشخاص الذين يستخدمون التطبيق وغيرهم الذين يطلبون توفير البرنامج في بلادهم".