دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عند زيارة إيطاليا، يتهافت السياح عادةً إلى برج بيزا المائل والمدرج الروماني وغيرها من البقع التاريخية. ولكن على الزوار إفساح مجالٍ خلال عطلتهم القادمة لزيارة مدينة "ماتيرا" المنحوتة في الصخور! ولكن لماذا اعتبرت هذه المدينة "وصمة عار" سابقاً؟
تعتبر "ماتيرا" اليوم من إحدى أكثر الأماكن إثارةً للدهشة في إيطاليا، وهي عبارةٌ عن مدينة منحوتة على جانب تلٍ وعر.
ولكنها وصفت سابقاً كوصمة عار وطنية، والسبب؟
كانت للمدينة سمعةٌ سيئة بسبب قذارتها، إذ صنع السكان منازلهم داخل مناطق مظلمة استخدمت، في بعض الحالات، من قبل أجدادهم منذ 9 آلاف عام.
وبمشاركتها مع حيوانات الحظائر أيضاً، كانت هذه الكهوف منبعاً للأمراض، ما أدى إلى معدل وفيات مرتفعة إلى أن بدأت الحكومة في نقل السكان قسراً في خمسينيات القرن العشرين.
وفي السنوات الأخيرة، تغيرت المدينة جذرياً، حيث تم تجديد العديد من الكهوف، وهي الآن بقعةٌ جذابة تزدخر بالعديد من المقاهي والمطاعم.
واتخذ المصور الفوتوغرافي المقيم في روما، فيديريكو سكارشيلي، جدران المدينة الباهتة كتركيز أحدث مشروع له، حيث قال لـCNN: "إنني أحاول استكشاف هذه الحجارة كعنصر. ووجدت أمراً ملهماً حقاً في ماتيرا".
وفي عام 1993، صنفت يونيسكو المدينة كمركز للتراث العالمي، فضلاً عن تعيينها عاصمة الثقافة الأوروبية لعام 2019.
وفُتن سكارشيلي بتاريخ ماتيرا التي تعتبر من إحدى أقدم المدن الإيطالية، فهي تعود إلى العصر الحجري القديم إلى العصور الوسطى، وهي "مليئةٌ بالفن، وخصوصاً داخل الكنائس الحجرية،" إذ تزينها لوحاتٌ جدارية تصور مشاهد توراتية.
ويوصي المصور بتفقد المشهد البانورامي للمدينة من التلة المقابلة للوادي الذي تقف عليه، مورجيا.
ويعتبر سكارشيلي، الذي درس في المعهد الأوروبي للتصميم في روما، التصوير كوسيلة لاستكشاف العالم، فقال معبراً: "يجبلني التصوير بشكلٍ أقرب بكثير إلى كل ما أريد استكشافه".
ولمشروعه القادم، يرغب المصور في توثيق الأماكن الدينية في جميع أنحاء إيطاليا.
كما يأمل سكارشيلي العودة إلى ماتيرا واستكشاف الأجزاء التي لم يرها خلال آخر زيارةٍ له، فعبر عن إعجابه بالمدينة قائلاً: "إنها مدينةٌ رائعة حقاً إن كنت تحب التاريخ وإن كنت تحب ما هو مختلف، لأنني أعتقد أن ماتيرا هي فريدةٌ حقاً".
استكشف جمال مدينة ماتيرا الإيطالية في معرض الصور أعلاه: