أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية --(CNN) لطالما كانت جزيرة سردينيا الإيطالية الخلابة وجهة سياحية مرغوبة للسيّاح من حول العالم، وذلك بفضل شواطئها الرملية الكثيرة ناصعة البياض.
إن زرت الجزيرة ووقعت في غرامها، قد ترغب بالاحتفاظ بشيء معنوي وتذكاري منها، تأخذه معك إلى بلدك ليُذكرك بجمال سردينيا الأخاذ.. إلّا أنك إذا كنت تفكر بجمع الصدف من شواطئها، أو تعبئة بعض الرمال في زجاجة ما – كما اعتدت خلال رحلاتك الماضية – فننصحك بالتفكير في الأمر مجدداً.
وقد غُرم هذا الأسبوع سائح إيطالي مقيم في المملكة المتحدة، أكثر من 1000 دولار بعدما اكتشفت السلطات الإيطالية أنه سرق رمالاً من شاطئ قرب مدينة أولبيا الشمالية، بحسب ما ذكرته صحيفة "ليونوني ساردا" المحلية.
وفي قانون جديد في البلاد، يمكن تغريم "لصوص الرمال" ابتداء من 500 يورو، أي حوالي 580 دولارا، إلى 3000 يورو أي حوالي 4882 دولارا، إذا ما قُبض عليهم وبحوزتهم رمال أو حصى أو أصداف مأخوذة من شواطئ سردينيا.
ورغم أن غالبية السيّاح قد لا يدركون مدى خطورة جريمتهم بتعبئة زجاجة تذكارية برمال أو أصداف من شاطئ أعجبهم، إلّا أن السلطات في سردينيا، اتخذت في السنوات الأخيرة الماضية إجراءات صارمة ضد حالات سرقة الرمال، مؤكدة أن لذلك عواقب كبيرة.
وكانت قد نشرت السفارة الألمانية في روما تحذيراً على حسابها في فيسبوك، للسياح الذين يفكرون بسرقة الرمال، موضحة أن ذلك قد يسبب "أضراراً كبيرة". كما أن شواطئ الجزيرة تمتلئ بلافتات واضحة تحذر أن الجرائم من هذا النوع لن تُحتمل أبداً.
وغالباً ما يُرصد "لصوص الرمال" في المطارات، حيث يُسمح لمسؤولي الجمارك البحث في الحقائب، فضلاً عن اكتشاف ماسحات المطار وجود عبوات رمل أو صدف داخل الحقائب.
وتقوم صفحة محلية على موقع فيسبوك، أنشأتها مجموعة مفتشين أمنيين في مطارات سردينيا تحت عنوان "Sardegna Rubata e Depredata"، أي "سردينيا تُسرق وتُنهب"، بنشر حملات تدعو ضد سرقة شواطئ سردينيا.
ويقول أحد القائمين على الصفحة في مقابلة مع CNN إن هدف الصفحة هو زيادة الوعي العام حول هذه المشكلة، مضيفاً: "على مدى الـ20 سنة الماضية، استولينا على عشرات الأطنان من المواد... وكل عام نحرص على إعادة كل شيء إلى منشئه في نهاية موسم الصيف".
كما أعرب المسؤول عن الصفحة أيضاً عن مخاوفه من الآثار المترتبة على السياحة في الجزيرة، قائلاً: "يمكن لسردينيا أن تعيش بسهولة على السياحة فقط، ولكن للأسف، السياسيون المحليون ليسوا قادرين على حماية وتعزيز الموارد الطبيعية فيها، ولا حتى قليلاً. لذا، إذا أتيتم في عطلة إلى سردينيا، تذكروا أن تلتقطوا العديد من الصور، وأن تراقبوا الطبيعة الجميلة، وتستمعوا إلى الأصوات، وتستنشقوا الروائح.. ثم حافظوا على الذكريات في أذهانكم، ولكن، لا تأخذوا شيئاً من مكانه لأنه ليس ملككم، بل ملك الجميع".