دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- لم تخطط ريم قسيس، المولودة في القدس، أن تكون مؤلفة أو حتّى طاهية، فقد بذلت مجهوداً للابتعاد عن المطبخ قدر الإمكان لتثبت نفسها خارج إطار الأدوار النمطية للنساء. إذاً، كيف انتهى بها المطاف مؤلفة لكتاب طبخ؟
أرادت ريم قسيس المساهمة في الحفاظ على تراثها الفلسطيني من أجل بناتها، وتمثلت البداية في جمع الوصفات والقصص من النساء في عائلتها، وسرعان ما أصبحت لديها مواد تكفي لصياغة مُقترح لكتابها.
ثم دخلت إلى متاجر الكتب لتصل إلى أسماء ناشرين من بين صفحات كتب طبخ حائزة على جوائز، لترسل إليهم مقترح كتابها عبر البريد الإلكتروني.
وفي غضون أقل من عام من نشر كتابها، "المائدة الفلسطينية"، وجدت قسيس نفسها كاتبة مرشّحة لجائزة جيمس بيرد، وحازت على توصيات من مختلف قوائم الكتب الأكثر مبيعاً والشيف العالمي الراحل أنتوني بوردين.
واستذكرت قسيس رحلتها مع كتابها وهي التي كانت تبحث "لا شعورياً عن أي عذر للتخلي عنه".
وما بدأ كمجهود لأجلها وبناتها سرعان ما تحول إلى سرد جديد للقصة الفلسطينية، فعبرت قسيس لـCNN Travel عن شعورها بعد تجميع كتابها قائلة: "أدركت أنه رغم أنه يحتوي على تاريخ عائلتي، إلا أنه أيضاً تاريخ كل عائلة فلسطينية، وكان ذلك قصة أردت مشاركتها مع العالم".
وأدركت قسيس تأثير الطعام، فبالإضافة إلى كونه طريقة لمشاركة ثقافتها وقصصها مع العالم، فهي تعتبر الطعام أيضاً "طريقة للحفاظ على التاريخ وبناء التفاهم".
وتأمل قسيس أن تُعرّف تراثها إلى بناتها، فقالت موضحةً: "أريد من بناتي أن يعرفن تراثهن الفلسطيني وأن يفتخرن به، ولكن أريد أيضاً أن أشعرهن أن بإمكانهن لعب دور في تشكيل مستقبله، فصحيحٌ أننا نُعرف بصراعنا، ولكن لا يجب أن يكون ذلك الإرث الوحيد الذي نتركه للعالم".
وترغب قسيس من الأشخاص أن يعلموا أن إبراز الجوانب المختلفة من الثقافة الفلسطينية لا يقلل بالضرورة من محنتهم، فشرحت قائلةً: "إن التعرف على الفلسطينيين كأشخاص يحبون الحياة، ويرغبون في العيش، وإعطاء أطفالهم طفولة لائقة ومستقبل أكثر إشراقاً.. إن ذلك يساعد العالم على فهم كفاحنا على مستوى أكثر شمولية".
وترى قسيس أن العديد من الأشخاص في الولايات المتحدة يظنون أن الأطباق الفلسطينية هي إسرائيلية، وقالت في شأن ذلك: "لا يمكن إنكار أن أصول الأطعمة التي يستمتعون بها هي فلسطينيّة وشاميّة تم تبنيها من السكان المحليين".
وتؤكد قسيس أن كتابها لا يحمل أي هدف سياسي، بل وضّحت أنه يسمح لطعامها، وقصصها، وتاريخها الفلسطيني بالحديث عن أنفسهم.
وتراوحت ردود الفعل تجاه كتابها من عرب تعرفوا إلى المزيد من تاريخ فلسطين لم يفهموه من قبل، إلى إسرائيليين من جيلها ساعدهم كتابها على الاعتراف بجزء من التاريخ الفلسطيني لم يرغبوا في التفكير به.
وتُرجم كتابها إلى اللغة الفرنسية، وهو الآن يترجم إلى الألمانية.
استكشف بعض المأكولات الفلسطينية في معرض الصور أعلاه: