دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- ربما لم تسمع عن جزيرة بروسيدا الإيطالية، ولكن إن شاهدت الفيلم المرشح لجائزة أوسكار في عام 1999، السيد ريبلي الموهوب، من المؤكد أنك أخذت لمحة عن ممرّاتها الضّيقة والعتيقة التي تجعل التنقل في أرجائها تحدّياً إلى يومنا هذا.
تقبع بروسيدا في منتصف الطريق بين نابولي وجزيرة إسكيا، وهي لم تتأثر نسبياً بالتطور لمدّة قرون، إذ تصل العبّارات إلى ميناء هذه الجزيرة لتصادف قوارب صيد بدلاً من يخوت فاخرة.
إن الجزيرة ليست مهيئة للسيارات، ومن السهل استنتاج ذلك عند رؤيتك أن المرايا الجانبية للسيارات مطويّة. كما ستلاحظ أن أبوابها مغطّاة بخدوش ناتجة من ضيق الممرات.
وبسبب كون السيارات خياراً غير وجيه للتنقل، لا يُسمح لك بقيادتها إلّا إن كنت من القاطنين المحليين.
ولذلك، يبقى التنقل على عجلتين الخيار الأفضل.
ومع أن دراجات الـ"سكوتر" تحظى بشعبّية واسعة في أنحاء إيطاليا، إلا أن الجزيرة أصبحت رائدة في مجال الدراجات الكهربائية، أوe-bikes .
وأصبحت هذه الآلات الصامتة تمر بجانب المارّة بسرعة وسلاسة بين زوايا الجزيرة، محدثةً بذلك ثورةً كهربائية في جزيرة بروسيدا المنسيّة.
ويدير غيسيبيه دي كوميتو متجر Pit Lane المتخصص في بيع الدراجات الكهربائية والدراجات النارية.
وهو يعتقد أن هناك ما يصل إلى 3400 دراجة كهربائية على الجزيرة، التي يزيد عدد قاطنيها عن 10 آلاف شخص بقليل.
وقال دي كوميتو إن "سكان الجزيرة يستخدمونها كوسيلة نقل بديلة للذهاب إلى التسوّق، أو أخذ أطفالهم من المدرسة".
وتتراوح أعمار زبائن المتجر من أطفال في الـ9 أو الـ10 من العمر، إلى كبار السِّن، إذ يتذكر صاحب المحل أن أكبر زبون له كان يبلغ 74 عاماً.
وبالإضافة إلى شعبيّة الدراجات الكهربائية بين كبار السِّن، يقول دي كوميتو إنه "خلال الصيف، هنالك أيام لا يُسمح فيها بقيادة أي مركبة بمحرّك، ويشكّل ذلك حافزاً آخر لاستخدام واحدة من الدراجات بدلاً من السكوتر".
ولكن يُعبّر الصحفي المحلي، دومينيكو أمبروسينو، عن مخاوفه من ثورة الدراجات الكهربائية قائلاً: "لقد أصبحت مشكلة، فهي بمثابة دراجات نارية تشبه الدراجات الهوائية، ولكن لا يزال الأشخاص يستخدمونها كدراجة".
ويردّ دي كوميتو على ذلك مؤكداً وجود محدّدات سرعة لدى الدراجات الكهربائية.
كما يشعر أمبروسينو بالقلق أيضاً تجاه التأثير المحتمل لهذه الدراجات على جوهر الجزيرة المِلاحيّ، فرغم تطوّر السياحة ببطء، إلا أنه لا يوجد شيء لاحتواء وإدارة السُيّاح.
وقال أمبروسينو: "أريد نظام نقل فعّال لأن الناس بحاجة إلى التنقل، ولكننا بحاجة إلى تنظيم حركة المرور.. وذلك للحفاظ على أمننا، وهويّتنا".
استكشف جزيرة بروسيدا الإيطالية في معرض الصور أعلاه: