ظفار، سلطنة عُمان ( CNN) -- تستعد سلطنة عمان خلال أكتوبر/تشرين الأول المقبل، لاستقبال موسم السياحة الشتوية الموجهة خصيصاً للسوق الأوروبية، بعد انتهاء موسم السياحة الخريفية الذي شهد نمواً إيجابياً، رغم الخسائر التي سببها إعصار مكونو الاستوائي للسلطنة.
وترتكز سياسة السياحة في سلطنة عمان، على مبدأ التدرج في فتح سوق السياحة الأوروبية ، حيث لا يزال نقص عدد الغرف الفندقية في محافظة ظفار الجنوبية، الوجهة السياحية الأولى في البلاد، يواجه تحديات كبيرة لزيادتها.
وقال مرهون بن سعيد العامري مدير سياحة ظفار في مقابلة أجراها معه موقع CNN بالعربية خلال جولة نظمتها جمعية الصحفيين العمانية في المحافظة، إن السلطنة ستستقبل في موسم السياحة الشتوي الذي يستمر حتى أيار/ مايو من العام المقبل، سياحاً من روسيا للمرة الأولى.
وبحسب العامري، فإن 3 ملايين سائح من مختلف أنحاء العالم يزورون السلطنة سنوياً (دون السياحة الداخلية)، من بينهم نحو 55 ألف سائح أجنبي يتوافدون عبر الموانئ البحرية بالسفن، فيما أوضح أن هناك تصنيفات للسياح من دول الخليج المقيمين، حيث بينهم مواطني دول مجلس التعاون وكذلك المقيمين من الجاليات الأخرى، وخاصة الهندية، الذين يتوافدون في مواسم الأعياد .
وتعتبر الهند في أول قوائم الدول المستهدفة للترويج السياحي للسلطنة، كوجهة سياحية أساسية ، خاصة سياحة المؤتمرات وحفلات الزفاف الهندية وللرحالة، وأظهرت إحصاءات وزارة السياحة العمانية، استقبال أكثر من 320 ألف زائر من الهند خلال العام 2017.
ويتوافد السياح إلى ظفار، والسلطنة في رحلات جوية مباشرة من ألمانيا، والتشيك، وبولندا، وإيطاليا، وفرنسا، فيما قال العامري، إن هناك قوائم انتظار طويلة لسياح جدد، إضافة إلى السياح الروس.
ويرى العامري أن هناك حاجة لرفع عدد الغرف الفندقية على مدار السنوات المقبلة في السلطنة، خاصة في محافظة ظفار التي تضم 3700 غرفة فندقية، و تتركز في ولاية صلالة لوحدها نسبة 99 في المائة منها.
وقال رئيس المركز العربي للإعلام السياحي الدكتور سلطان اليحيائي، إن سلطنة عمان تسعى لاستقطاب السائح الاجنبي من خلال استراتيجيات ومنصات جديدة وأن المرحلة الترويجية للسلطنة في السنوات المقبلة، تتجه نحو السياحة الاوروبية.
ويلفت اليحيائي في لقاء أجراه معه موقع CNN بالعربية في صلالة، إلى أن السياسة المتبعة لدى السلطنة في هذا الجانب، هي "سياسة التدرج" وليس الاندفاع نحو الاسواق العالمية والاوروبية، وقال: "الترويج كان في البداية لأساسيات السياحة في السلطنة على ضوء الإمكانيات الخدمية، على مستوى عدد الغرف الفندقية وعلى مستوى سياسة الاستثمار وعلى مستوى الخدمات، لو تم الترويج بانفتاح كبير في ظل الاستقرار الأمني الذي تتمع به والمناخات المتعددة، لكانت الأعداد لايمكن استيعابها".
وبيّن أن رؤية وضعتها وزارة السياحة العمانية لزيادة أعداد السياح خلال 2020-2040 ، وفقاً لـ"سياسة متأنية" دون أن يمنع ذلك تسريع الآلية، بحسبه، قائلا إن متطلبات الترويج للسياحة في عُمان، استقطاب السائح الذي لديه قوة شرائية ووعي ثقافي وسياحي معاً.
ويرى رجل الأعمال العماني زكريا الغساني، ورئيس مجلس إدارة مجموعة سميراميس للمهرجانات الدولية، أن أبرز متطلبات تطوير قطاع السياحة في عمان، هي تسهيل إجراءات الاستثمار وتطوير البنية التحية للمرافق السياحية.
وقال لموقع CNN بالعربية، إن السياح العرب ينفقون ما يزيد عن 28 مليار دولار في الخارج، ما يعني أن هناك حاجة ماسة لإقرار حوافز للاستثمار لتعزيز السياحة الداخلية والسياحة العربية، بما في ذلك داخل السلطنة.