دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بعد إنهاء دراستهما الجامعية قرر عمر الجهني ومعتصم العولقي، خوض مغامرة بعيدة عن سكة العمل التقليدي والبحث عن وظائف كأي خريجين جدد، لذا خاض الشابان مغامرة السفر مع منظمات عالمية إلى بلدان مختلفة مثل كينيا ونيبال وتركيا بهدف تقديم يد العون والتطوع في المناطق التي يحتاج سكانها إلى المساعدة في شتى المجالات.
ولكن، بعد عدة مغامرات لاحظ عمر ومعتصم بأن المجتمع العربي كان يخلو من الأشخاص الذين يستطيعون تنسيق رحلات هادفة، لذا قررا أن يقوما بتأسيس مجموعة "نمو هب" ليستطيع الأشخاص خوض مغامرات السفر الشيقة ومساعدة الآخرين في الوقت ذاته.
يختلف المشروع التطوعي عن غيره من المشاريع، إذ ينحرف عن سكة المشاريع التقليدية بطريقة اختياره لموقع السفر، فيدمج بين المواقع التي تحتاج إلى المساعدة والتي تحمل ثقافة وجمالاً سياحياً في الآن ذاته، كما أنه يركز أيضاً على أهمية توفير معايير السلامة للمتطوعين.
ولا ينجرف "نمو هب" خلف قطاع تطوعي معين، بل يعمل على تشكيل مشاريع في شتى المجالات مثل أعمال البناء، والتعليم، ومشاريع الاستدامة، والصحة، بحسب متطلبات الوجهة، كما يستقبل المتطوعين من مختلف الأعمار والجنسيات، إذ ينبغي على المتطوع أن يكون فوق سن الـ18 عاماً للانضمام إلى المجموعة، ولكنه لا يحرم من هم دون السن المحدد بالانضمام، بل يسمح لهم أن يعيشوا التجربة برفقة أشخاص بالغين.
وغيرت تجربة المشروع التطوعي حياة العديد من الناس، كما لمست قلوب المتطوعين أيضاً، فقد استطاعت قلب نظرة المتطوعة المصرية حور الشافعي، والتي عملت على إعادة ترميم مدرسة لمدة 5 أيام في سريلانكا، إذ استذكرت عمل البناء الشاق، وتفاصيل خلط الإسمنت ونقل الطوب من غرفة إلى أخرى، قائلة إن التجربة "كانت من أفضل التجارب التي خاضتها"، كما أشارت إلى الصعوبة التي واجهتها بعد أن ودعت طلاب المدرسة.
أما فيما يتعلق بالدعم المالي الذي تتلقاه المجموعة، قال مؤسسا "نمو هب" لنا، إن المنظمة لا تمولها أي جهات حكومية أو خاصة، بل "تحصل على الدعم المالي من المتطوعين، إذ يدفع المتطوع رسوماً عند الانضمام إلى المشروع الذي اختاره"، ليغطي تكاليف السفر ويساهم بتكاليف المشروع أيضاً.
وينظم مشروع "نمو هب" هذا العام، عدة رحلات لسريلانكا، وزنجبار، والهند، كما سيركز أيضاً على قطاع الأعمال البنائية، ويساهم بشكل أساسي بقطاع التعليم عندما تتاح له الفرصة، إذ أكد المؤسسان على أن التعليم "هو الحجر الأساس لكل شيء"، وأضافا أن التعليم يؤدي إلى "زيادة الفرص أمام الأطفال ويعطيهم الشعور بالفرح في الآن ذاته"، كما يلعب دوراً أساسياً "بزيادة النمو الاقتصادي على المدى الطويل".
ويسافر أشخاص من مختلف البلدان والأعراق إلى وجهة واحدة، فمهما تنوعت خلفياتهم، يجتمع المتطوعون تحت راية "نمو هب" بهدف واحد وهو الإيمان بأنه "من الممكن المساهمة بشيء جيد يفيد العالم ويثري حياتنا أيضاً".