دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- من ممثلي نوليوود إلى نجوم موسيقى الـ "أفروبيت"، استطاع مصور المشاهير المعروف، أوغست أودوه، التقاط صور هؤلاء جميعاً. ولكن، عدسة كاميرته تميل أكثر لقصص الأشخاص الموجودين على هامش المجتمع.
وقال أودوه لـ CNN إن محاربي سلسلة "دامبي" هم عبارة عن أشخاص عاديين، فمنهم سائقي شاحنات، وميكانيكيين، وغيرهم". ولكن، يتنافس جميعهم بأوقات فراغهم، لممارسة رياضة الفنون القتالية النيجيرية، أي "دامبي".
وتعد هذه الرياضة بمثابة شكل تقليدي من أشكال الملاكمة، إذ يحارب المتنافسون بيد واحدة مقيدة لثلاث جولات. وأوضح أودوه أن حارس أمن من شمال البلاد قد حدثه عن نادي القتال، كما أطلعه على فيديو منشور عبر الإنترنت.
ومن المعتقد أن "دامبي" ابتكرها شعب الهوسا في شمال نيجيريا، وتاريخها يعود إلى قرون مضت. وكانت تُعرف اللكمة الأقوى بالرمح، وغالباً ما كانت تُربط اليد بالقطن والحبال. وبالنسبة إلى اليد الأخرى، فكانت تستخدم لحماية الشخص من لكمات خصمه. وبإمكان المقاتلين الركل أيضاً، وحين يسقط الخصم على الأرض، تنتهي المعركة، ويشار إليها باسم "القتل".
وفي السابق، عادة ما كان يغطى القماش بمادة "راتنج" الصمغية بالإضافة إلى قطع من الزجاج. ورغم أن بعض الأماكن تستخدم قفازات الملاكمة لجعل الرياضة أكثر أماناً، إلا أن العديد من الأشخاص يعتبرونها وحشية بسبب الإصابات المترتبة عليها.
واكسبت هذه الرياضة شهرة كبيرة بفضل قنوات "اليوتيوب"، مثل قناة "محاربو دامبي"، التي أُطلقت العام الماضي، وسجلت أكثر من 57 ألف مشترك و15 مليون مشاهدة.
ورغم أن صور أودوه تعكس طاقة المتنافسين الشباب، إلا أن دخل مقاتلي رياضة "دامبي" يُعتبر قليلاً، إذ يتراوح المبلغ الذي يكسبه الفائزون بين 20 و500 دولار، ويُستخدم هذا المبلغ للعناية بأسرهم.
وأوضح المصور الفوتوغرافي أن الفائزين المتكررين يكسبون المزيد من المال. كما يتلقون العديد من الهدايا من مشجعيهم.
وسافر أودوه لفترة أسبوع بين ولايتي النيجر وأوغون ليتحدث مع الملاكمين المنافسين. وكانت صوره قد أثارت تساؤلات حول التفاوت الإقليمي في البلاد، الذي انتقدته الجماعات الإنسانية على نطاق واسع.
وأشار المصور الفوتوغرافي إلى أن الأثرياء المقيمين في جنوب البلاد ليس لديهم معرفة بالأوضاع المادية لجيرانهم في الشمال.
وبذلك، تسلط صور أودوه الضوء على التباينات الإقليمية. ففي العام 2012، أمضى المصور الفوتوغرافي شهراً كاملاً في ولاية كوجي، حتى يلتقط صوراً لضحايا الفيضانات في البلاد.
وشعر المصور الفوتوغرافي بألم هؤلاء الأشخاص، إذ قال "كنت أنام في سيارتي لمدة شهر لألتقط صورهم، ولم يكن هناك مكان للنوم".
وأشار أودوه إلى أن قوة صوره تنبع من القصص التي تقف خلفها، قائلاً "أريد إقناع الأشخاص أن ينظروا إلى خارج مدينة لاغوس من خلال القصص التي تخبرها صوري".