دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بينما تكافح العديد من الدول للحد من انبعاثات الكربون، تعد مملكة بوتان واحدة من أكثر الدول خضرة في العالم. ويُشار إلى أنها في الأساس سالبة للكربون، إذ تأخذ من غازات الاحتباس الحراري أكثر مما تنبعث.
تقع هذه المملكة بين الصين والهند، وتبلغ مساحتها حوالي 14 ألف و800 ميل مربع. وبالنسبة إلى غاباتها الشاسعة، فهي تغطي 70% من البلاد، وتعمل كمصرف الكربون الطبيعي، كما أنها تمتص ثاني أكسيد الكربون. ونتيجة لذلك، تساهم هذه المملكة، التي يبلغ عدد سكانها 750 ألف شخص، في إزالة ثلاثة أضعاف كمية ثاني أكسيد الكربون التي تنتجها.
وتعود قدرة المملكة لأن تكون سالبة للكربون إلى غاباتها الطبيعية، بالإضافة إلى كونها غير متطورة نسبياً. ويعمل معظم الأشخاص في قطاع الزراعة، مما يعني أن البلاد تصدر أقل من 2.5 مليون طن من ثاني أكسد الكربون في كل عام.
ورغم أن هناك العديد من البلاد السالبة للكربون بسبب غاباتها الكبيرة، إلا أن هناك عوامل أخرى تلعب دوراً كبيراً في مملكة بوتان. وعلى مدى السنوات الـ 46 الماضية، لم تعتمد الحكومة البوتانية على ناتجها المحلي الإجمالي كمقياس للتقدم، وإنما من خلال "السعادة الوطنية الإجمالية" التي تركز بشكل كبير على حماية البيئة الطبيعية الغنية في البلاد.
وشرح يورغن ناغلر، من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في بوتان، أن المملكة "هي الدولة الوحيدة التي يحمي دستورها الغابات".
وبالنسبة إلى كهرباء بوتان، فهي تأتي من الطاقة الكهرومائية. وبحلول عام 2025، ستسمح زيادة صادرات الطاقة الكهرومائية بتعويض البلاد حوالي 22.4 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً في المنطقة.
ورغم أن التوقعات تشير إلى أن الانبعاثات قد تتضاعف بحلول العام 2040، إلا أن البلاد ستظل سلبية الكربون إذا حافظت على المستويات الحالية لغطاء الغابات.
وبحلول عام 2020، تطمح بوتان في أن تجعل الزراعة عضوية بنسبة 100%، وخالية من النفايات بحلول العام 2030.
وأشارت تقارير إلى أن غابات بوتان تتأثر بالمياه المتكررة والفيضانات، التي تتسبب بدورها في حدوث انهيارات أرضية. كما ينتج عن تضرر في قطاع الطاقة الكهرومائية بسبب ذوبان الأنهار الجليدية في جبال الهيمالايا.
ويوافق ناغلر أن بوتان هي مثال يجب أن يحتذى به الآخرين، موضحاً أن رغبة بوتان في إيجاد حلول تأتي من حكمتها وقيادتها المستنيرة.