أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- تُكوِّن غابة "باندو"، التي تسمى أيضاً بـ"العملاق المرتعش"، كائن حي واحد ضخم متصل عبر شبكة جذور مترامية الأطراف في ولاية يوتا الأمريكية. ويبلغ عمر هذه الأعجوبة القديمة من الطبيعة آلاف الأعوام. ولسوء الحظ، إن هذا المخلوق، الذي يعتبر أكبر كائن حي على وجه الأرض، على وشك الموت، وقد يكون ذلك بسبب البشر.
تبدو أشجار غابة "باندو" كسجادةٍ زاهية خضراء وصفراء اللون تغطي مساحةً تتجاوز أكثر من 100 فدان خارج غابة "فيشلايك" الوطنية.
ووفقاً لبحثٍ نشر في المجلة العلمية "PLOS One"، فالإهمال البشري ليس بالضرورة السبب الذي يهدد "العملاق المرتعش"، بل آكلات الأعشاب ذات الحوافر، مثل الغزلان والمواشي، التي نسمح لها بالرعي بين الأشجار.
وذكرت الدراسة أنه رغم حدوث عدة تعديلات بشرية في هذه الغابة في العقود الأخيرة، إلا أن "الافتقار المتزامن لتنظيم آكلات الأعشاب "هو الذي سبب في انحلالها.
وقال مؤلف الدراسة الذي يعمل كأستاذ مساعد في جامعة ولاية يوتا، بول روجرز، لـCNN: "يتعلق كل هذا بالقرارات البشرية". وشرح أنه "على الرغم من تدخل الحياة البرية، يقوم البشر بالسيطرة على عدد وحركة الحيوانات".
ويرى روجرز أن الحل يكمن في الموافقة بين جهود المحافظة على النباتات والحيوانات ليعملا معاً، حيث "لم يعد باستطاعتنا إدارة الحياة البرية والغابات بشكلٍ منفصل"، وفقاً لروجرز.
وعادةً ما تقع مسؤولية تنظيم الحيوانات على عاتق حكومة الولاية، بينما تنظم الحكومة الفيديرالية الغابات والنباتات.
ووفقاً للدراسة، بدأت الغابة بالتقلص منذ حوالي 40 أو 50 عاماً، بينما نمت أعداد حيوانات الأيل في الوقت ذاته تقريباً. كما أدى تزايد الطرق وأراضي التخييم حول المنطقة إلى التأثير في النظام البيئي في غابة "باندو".
ولا تكمن أهمية حماية الغابة على عمرها وحجمها فقط، بل لأنها عبارة عن نموذج لكيفية اعتماد نظام بيئي كامل على عدد قليل من أنواع الكائنات الحية، فتدعم هذه الغابة "مستوياتٍ عالية" من التنوع الأحيائي.
وذكر روجرز أن لهذه الأشجار "تأثيراً متسلسلاً على الأنواع الأخرى، سواءً من النباتات أو الحيوانات. وإذ قمت بإزالة نوع واحد، فسيتم تقييد الأنواع الأخرى أيضاً".
ولكن تعد غابة "باندو" كائناً قوياً، ويرى روجرز أنه من خلال المبادرات الصحيحة، فإنها ستتمكن من الازدهار مجدداً.