دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بعد حضوره لفيلم عن الدراجات الهوائية، استرجع الدراج السعودي عمر العمير ذكرياته وهو يستكشف شوارع حارته أثناء طفولته، إلى درجة أنه اشترى دراجة هوائية بعد أسبوعين. ولكن لم يتقيّد العمير باستكشاف حارته هذه المرة، إذ قام بعبور 38 دولة على متن دراجته ليصبح أول عربي يلف العالم بدراجة هوائية!
بدأ العمير الترحال على متن دراجته الهوائية في عام 2013 لكسر الروتين، إذ قال الموظف الذي يعمل في وزارة الصحة في مقابلةٍ مع CNN بالعربية: "كان الروتين قاتلاً بالنسبة لي، وكانت أيامي متشابهة. وكان الأمس مثل اليوم، والغد مثل الأمس".
ومثل ركوب الدراجة الهوائية طريقه إلى التغيير، ولم يتردد في شراء دراجة هوائية عند مشاهدته لفيلم يتمحور حول الدراجات، حيث جذبه جو الإثارة عند مرور الشخصية الرئيسية بين السيارات لتوصيل الطلبات في الفيلم. ولذلك، قال العمير "بعد الفيلم بأسبوعين.. اشتريت دراجة".
ولدى رجوعه لركوب الدراجة، أصبحت المسافات التي يقطعها تزداد تدريجياً لعشرات الكيلومترات، ما حفزه على قطع مسافات أطول بعدما قام بصحبة أصدقاء شغوفين بالدراجات الهوائية، بتأسيس مجموعة "دراجتي" التي أصبحت تضم أكثر من 4 آلاف عضو في السعودية.
واختار العمير اليابان كوجهته الأولى خارج المملكة بسبب عشقه لثقافتها، وباشر رحلته من شمال اليابان إلى جنوبها لفترة زمنية استغرقت 38 يوماً، وعبر خلالها مسافة 3 آلاف و152 كيلومتراً.
وبعد مشاركته لرحلته الأولى عبر موقع "يوتيوب"، أدرك العمير أن هدفه أكبر من مجرد غايةٍ شخصية لكسر الروتين، بل هدفه هو "تغيير مجتمع"، وذلك بعد اكتشافه أن العديد من الأشخاص تشجعوا على اقتناء دراجة بسببه.
أما التجول على دراجة هوائية فيواجه بعض التحديات، إذ يجب الأخذ بعين الاعتبار أن الأمر يختلف تماماً عن استخدام الطائرة، أو السيارة، إذ يتحول الشخص إلى "مشرد"، حيث لن يكون لديه أي منزل أو معارف على الطريق. وقد يعاني بعض الأفراد من عدم توفر نزل رخيص يناسب ميزانيتهم، وقد يواصل المرء السفر لعدة أيام قبل أن يتمكن من الاستحمام أو الحديث مع أي شخص بسبب كونه محاطاً بالطبيعة فقط.
وفي حال عدم كون المسار آمناً، قد يصادف المرء قطاع الطرق أو حيوانات مفترسة. ولذلك، اعتبر العمير عبور الولايات المتحدة من سياتل إلى نيويورك بمثابة التحدي الأكبر بالنسبة له، حيث اضطر إلى المرور عبر محميات طبيعية تتواجد فيها حيوانات برية. ويستذكر الرحالة الليالي التي نام فيها على أصوات الذئاب والقيوط.
ويشدد العمير على أن الأيام غير متشابهة، فلن تكون الظروف في صالحك كل يوم، ولذلك، يرى السعودي أن القوة الذهنية ستكون أهم من القوة البدنية، فإذا لم تتمتع بها، "لن يقوم جسمك بأي شيء من أجلك".
وإلى الآن، استطاع السعودي الذي يبلغ من العمر 39 عاماً عبور 38 بلداً من ضمنها: إسبانيا، وفرنسا، وسويسرا، واليونان، المغرب، ومصر، ودول الخليج، الهند، وسريلانكا، وماليزيا، وإندونيسيا، والصين، كوريا الجنوبية والمزيد. وبلغت مجموع المسافات التي قطعها أكثر من 30 ألف كيلومتر.
ولمغامرته التالية، يخطط العمير الترحال عبر جزر الفلبين.