دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- رغم فترات التدريب المحدودة للنساء وقلة الدعم المادي المتوفر لها، تمكنت الإيرانية فرناز إسماعيل زاده من تحقيق أعلى المراتب على منصات التتويج المحلية والعالمية في رياضة تسلق الصخور، فمن هي هذه الرياضية الملقبة بـ"المرأة العنكبوت"؟
نشأت فرناز إسماعيل زاده ضمن عائلة تتكون من متسلقين لديهم خبرة. وهي من الجيل الأول من المتسلقات في مدينة زنجان الإيرانية اللواتي بدأن التسلق قبل 17 عاماً من دون القدرة على الوصول إلى مدربين. ونبع اهتمامها برياضة التسلق عند مشاهدتها للبطولات الآسيوية أثناء مراهقتها.
وفي حديثها عما يرمز إليه التسلق بالنسبة إليها، قالت إسماعيل زاده في مقابلةٍ مع موقع CNN بالعربية: "إنه يرمز إلى عدم استسلامي، وإيجاد طريقي حتى من خلال الصخور الصلبة!"
وتبين عدم استسلامها من خلال سجلها الحافل بالإنجازات في رياضة التسلق. وتُعتبر إسماعيل زاده أسرع متسلقة في إيران، فهي تحمل الرقم القياسي الوطني للتسلق السريع للنساء، وهو رقمٌ لم يُكسر إلى الآن منذ أن حققته الرياضية في عام 2015 في بطولة الاتحاد الدولي لرياضة التسلق بكندا في عام 2015.
وفي البطولة ذاتها، فازت إسماعيل بالمركز الـ7 عالمياً.
وأما عن لقب "المرأة العنكبوت"، فحازت عليه المتسلقة بعد مشاركتها في مسابقة في إسبانيا عام 2016، حيث كانت تتسلق الجدار بسرعة فائقة إلى درجة أن المصور لم يستطع إبقاء الكاميرا عليها وعلى منافستها التي كانت خلفها بكثير في الوقت ذاته.
وعلقت إسماعيل زاده على لقبها قائلةً: "يسعدني أنني استطعت تعريف العديد من الأشخاص حول العالم إلى الإثارة الموجودة في التسلق السريع، والذين لم يكونوا على علم أن هذا النوع من الرياضة موجود".
ولكن، كما هو الحال في رياضة التسلق، لم يكن الطريق إلى القمة سهلاً. وتتمثل أبرز التحديات التي واجهتها الرياضية، والتي لا تزال تواجهها إلى الآن، بنقص الدعم المالي بسبب المناخ السياسي، وشرحت ذلك قائلاً: "لا يمكننا التعاون مع العديد من الشركات من بلدان أخرى، ودفع ثمن كلفة كل الكؤوس العالمية والرحلات الجوية هو أمرٌ باهظ الثمن".
كما شكل كونها امرأة تحدياً آخر، فقالت إن "أوقات التدريب للنساء محدودة في المدن الصغيرة، كما أننا لا يمكننا التدرّب مع الرجال والتعلم منهم".
ولذلك، اضطرت إسماعيل زاده إلى المشاركة في أول مسابقة سرعة لها في ماكاو بالصين، والتي كانت ضمن دورة الألعاب الآسيوية داخل الصالات لعام 2007، وتعلم أساسيات التسلق من خلال مشاهدة مقاطع فيديو لمسابقات كأس العالم.
ورغم ذلك، تجلت ثقة إسماعيل زاده بنفسها وقدراتها عندما قالت: "من الواضح، أنه لو كان بإمكاني الوصول إلى مدرب مؤهل، لكنت استطعت الوقوف على منصات التتويج في وقتٍ أبكر في مسيرتي".
ومع معاناتها من إصابة في قدمها استدعت عملية جراحية أبعدتها عن بطولات عام 2018، تقضي الرياضية وقتها في تحضير نفسها ذهنياً وعقلياً للعام القادم. وتطمح للمشاركة في بطولات آسيا في الصيف، وألعاب طوكيو 2020، بالإضافة إلى الألعاب العالمية 2021 التي ستقام في ألاباما.