دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قبل أن يتحول مطار لوس أنجلوس"لاكس" إلى أكثر المطارات ازدحاماً في العالم، كان قبل 90 عاماً، مجرد حقل فارغ في ولاية كاليفورنيا الأمريكية.
في العام 1927، أقنعت رحلة "تشارلز ليندبرغ"، المسؤولون في المدينة الأمريكية بضرورة بناء مطار في المنطقة، إذ افتتح "لاكس" بعد عام باسم "ماينز فيلد"، ليُصبح اليوم مركزاً رئيسياً للنقل، كما يستفيد أيضاً من موقعه المجاور للمحيط الهادئ، والطقس الجيد، وظروف الإقلاع الجيدة.
ولا يتمتع المكان بأهمية على صعيد الطيران فحسب، بل له أهمية تاريخية أيضاً، فلا أحد يعد مطلعاً على تارخيه أكثر من المسؤولة في المطار، إيثيل باتيسون، البالغة من العمر 93 عاماً.
باتيسون كانت نعمل مضيفة طيران لخطوط "يونايتد" الجوية، قبل أن تبدأ العمل في قسم العلاقات العامة للمطار، ومن ثم تنتقل لإدارة متحف ومركز تعليم "لاكس" في لوس أنجلوس.
وشاركت باتيسون قصص مغامراتها في المطار، التي تنوعت وتعددت مع كل يوم عمل جديد. في مقابلة مع CNN، تستذكباتيسون مسيرتها في مجال الطيران، قائلة إن صديقتها التي عملت مضيفة لشركة يونايتد قبلها، هي التي ألهمتها للانضمام في العام 1951 إلى الطاقم أيضاً.
ورغم أن حبها وتعلقها الشديد بعملها كمضيفة طيران لم يستمر طويلاً - كونها اضطرت بعد زواجها لترك عملها - إلا أنها كانت مصرة على العمل في مجال الطيران، ما دفعها للانضمام إلى قسم العلاقات العامة في مطار "لاكس".
وبينما بدأ المطار بالتوسع، كان من الضروري تطوير الخصائص المتوفرة في المطار و"تطوير مساحة أكبر لنقل الركاب" على حد قول باتيسون، التي اُعتُبرت وظيفتها أساسية بتسريع عملية تطور المطار بشكل عام.
ولم تقتصر ذكريات مضيفة الطيران السابقة على التوسيعات والأعمال اللوجستية فحسب، بل ضمت أيضاً بعض أبرز اللقاءات بالمشاهير وكبار المسؤولين، إذ تضمن عملها في مجال العلاقات العامة وظيفة استقبال المشاهير في المطار.
واستطاعت باتيسون توظيف شغفها للتصوير الفوتوغرافي بالتقاط صور لفرقة "ذا بيتلز" المشهورة في العام 1964، إذ التقطت صوراً لأعضاء الفرقة الموسيقية أثناء نزولهم من الطائرة، وخلال مؤتمر صحفي، كما قالت إنها "فعلت ذلك قبل أن يوظف المطار مصوراً فوتوغرافياً محترفاً".
وتعتبر باتيسون اليوم جزءاً أساسياً من طاقم العمليات في"لاكس"، إذ تشغل منصب المؤرخ الرسمي والمسؤولة عن الصور التي اُلتقطت منذ تأسيس المطار، حيث وثقت صورها الزيارات المختلفة للمشاهير والسباقات الجوية الدولية. ويستطيع زوُار المعرض اليوم، الجلوس في مكان مخصص خارج المبنى برفقة أحد المسؤولين في المطار ومراقبة الطائرات أثناء إقلاعها وهبوطها.
ولا يتمحور حب باتيسون للذكريات التي أمضتها في شبابها بين ممرات المطار، ولكنها تتعطش حتى اليوم لصنع ذكريات جديدة وتوثيق التغييرات التي يشهدها المطار عبر السنين، إذ تعتبر أنها "طالما تستطيع أن تكون مفيدة، فستستمر بالعمل للمساعدة على توثيق التاريخ والتحدث إلى الناس".