دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تربت على الحب المتبادل بينها وبين الحيوانات المفترسة، فلم تكن مجرد هواية، وإنما مهنة توارثتها عائلتها جيلاً بعد جيل، حتى أصبحت حياتها بمثابة مغامرة يومية. ورغم أن عالمها قد يبدو خطرا من الخارج، إلّا أن الأسد صديقها الوحيد ولا تستطيع مفارقته.
فبعد سنوات من العمل في هذه المهنة، اكتسبت مُروّضة الحيوانات المفترسة المصرية، أنوسة كوتة، خبرة واسعة وقوة شخصية أصابت العديد من الأشخاص بحالة من المفاجأة والذهول، والتي تحولت فيما بعد إلى إعجاب ودافع لنجاح أي شخص.
ولم تكن نشأة كوتة عادية كبقية الأشخاص، بل وصفتها بالـ "غريبة والفريدة من نوعها". ويعود السبب إلى كونها قد تربت مع الأسود في المنزل ذاته. ولطالما اشتهرت عائلة كوتة بالتعامل مع الحيوانات المفترسة لأكثر من 187 عام. ويُشار إلى أن جدتها محاسن الحلو، تعد أول مروضة أسود في العالم العربي، فضلاً عن دخول والدها وأخيها هذا المجال أيضاً.
ورغم أن والدها مدحت كوتة قد تعرض للهجوم من قبل 4 الأسود، إلّا أنه عاد لتقديم العروض مرة أخرى في سيرك تابع لوزارة الثقافة بمصر. وهذا الحادث لم يمنع ابنته أيضاً من الاستمرار في ترويض الحيوانات بسبب حبها الكبير لها.
وخلال فترة تدريبها، لم تتعرض كوتة لأي هجوم، إذ ترى أنه يمكن التغيير من طباع أي حيوان، سواء كان مفترساً أو بريّاً، وذلك من خلال التعامل الإيجابي، وشعوره بالحب الصادق.
وعلاقة كوتة بالحيوانات المفترسة هي ليست كعلاقة أي مدرب مع متدربيه، بل على العكس تماماً، إذ تجمعهما علاقة تشبه تلك التي تجمع الأم وأبنائها.
ولا تُقدم مُروضة الحيوانات المفترسة عروضاً خاصة مع الأسود بمصر فحسب، وإنما تُسافر أيضاً خارج البلاد، مثل مدينة دبي، وأبوظبي، وسوريا، وعمان، وقطر، وروسيا.
وقد تظن للوهلة الأولى أن كوتة لا تهاب شيئاً بسبب ترويضها للحيوانات المفترسة، ولكن يبدو أن مخاوفها مشتركة مع معظم النساء، إذ تعد حشرة الصرصور من أحد أكبر نقاط ضعفها.
ورغم أن كوتة درست مهنة المحاماة، إلّا أنها في الواقع وجدت نفسها في أحضان تلك الحيوانات المفترسة. وفي حديثها مع موقع CNN بالعربية، تتمنى ألّا تنقرض هذه المهنة، مع تقديم الرعاية اللازمة لها في مصر.