دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في ليلة الـ31 من مارس/آذار في عام 2013، خرج سوجيث كوشي فارغيس مع أصدقاءه إلى شوارع بنغالور لإحدى جولاتهم الليلية المعتادة. وكان ركوبه لدراجته آخر شيء يتذكره الشاب قبل استيقاظه في غرفة العناية المركزة بعد غيبوبةٍ دامت لـ3 أيام. ومع أنه أصبح مقعداً جراء هذا الحادث، لم يمنع ذلك الشاب من أن يكون مؤثرا متخصصا في اللياقة البدنية!
منذ طفولته، كان فارغيس، الذي ولد وترعرع في الإمارات العربية المتحدة، مفتوناً بالرياضيين. وكانت أيامه مليئة بمختلف النشاطات مثل كرة السلة، والعدو السريع، والفنون القتالية. وكان فارغيس في طريقه إلى أن يصبح ملاكماً محترفاً.
ولذلك، أثر حادث الدراجة النارية الذي تعرض له قبل 5 أعوام فيه بشكل كبير، حيث توقفت حياته بأكملها في ليلةٍ واحدة. وجراء الحادث، عانى فارغيس من العديد من الإصابات، ومنها 18 كسراً في الجمجمة، و3 أضلاع مكسورة اخترقت أحدها رئته، إضافةً إلى إصابة في النخاع الشوكي على مستوى الصدر نجم عنه فقدان قدرته على الحراك من أسفل خصره.
ووصف الهندي، الذي يبلغ من العمر 26 عاماً، معاناته النفسية بعد الحادث في مقابلةٍ مع موقع CNN بالعربية قائلاً: "مررت بالعديد من المراحل بعد الحادث مثل الغضب، والاكتئاب، والقلق".
وبعد حياةٍ مليئة بالنشاطات، تغيرت حياته جذرياً بعد بضعة أشهر من الحادث، إذ وصل إلى مرحلةٍ لم يستطع فيها رفع وزنه الخاص عندما أراد نقل نفسه إلى كرسيه المتحرك.
ولذلك، عندما عاد إلى دبي في عام 2015، قرر فارغيس إبقاء نفسه مشغولاً، فقرر استرجاع لياقته والعودة للنادي الرياضي، وقال: "عندما شاركت رغبتي في الانضمام، لم يتوقع الأشخاص الكثير مني"، ومع ذلك، أدرك فارغيس في صميمه أنه كان يجب عليه أن يقوم بشيءٍ ما.
وبدأ فارغيس بنشر مقاطع فيديو له وهو يمارس الرياضة في حسابه الخاص على موقع "إنستغرام"، ليثبت لأصدقائه أنه "مع أن هذه الإصابة حدثت لي، إلا أنها لم تمنعني من القيام بما كنت أحتاج إليه".
ومن خلال عودته إلى النادي الرياضي، أراد سوجيث توصيل رسالة هي: "ما يعتبره الناس مستحيلاً هو أمر ممكن إن كرسوا أذهانهم وقلوبهم له. وقمت بإثبات أن الأمر ممكن".
ويتبين شغفه في الرياضة خلال تخصيصه لوقته بعد عمله لزيارة النادي الرياضي. وفي نهاية الأسبوع، يتنقل فارغيس بمفرده من الشارقة إلى دبي باستخدام الباصات والمترو ليمارس الرياضة في نادي رياضي قريب من منطقة الخليج التجاري.
ويساهم فارغيس على نشر الثقافة الرياضية للآخرين أيضاً، إذ كان واحداً من المؤثرين في مجال اللياقة البدنية الذين شاركوا في تحدي دبي للياقة، والذي أطلقه ولي عهد دبي الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم.
ومن إحدى الأشياء المميزة التي قام بها هي شد سيارة وزنها ألف و200 كيلوغرام بقوة يديه فقط على كرسيه المتحرك.
ورغم قول الأطباء له أنه سيظل مقعداً طوال حياته، إلا أن فارغيس لم يصدق كلماتهم قط، حيث أنه نجا من الحادث رغم عدم اعتقاد الأطباء بذلك في السابق، فقال: "اليوم، أنا أترك الأطباء وهم يتساءلون كيف وصلت مستوياتٍ اعتبروها مستحيلة بعد معاناتي من إصابة في النخاع الشوكي".
ولذلك، يؤمن فارغيس أنه سيعاود المشي في المستقبل، وهو متشوق للعودة إلى حلبة الملاكمة عندما ينجح في ذلك، وقال: "على مر الأعوام، شاهدت العديد من المعارك بين الهواة، وفي كل مرة أقوم بتخيل نفسي وأنا على أحد الجانبين (من الحلبة)".
وأضاف الشاب: "سوف أمشي.. وإنها فقط مسألة وقت قبل أن يحدث الأمر. والعودة إلى الحلبة هي من أكثر الأمور التي أتطلع إليها".