دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) – حين ترتفع الأمواج وتتخبط بيابسة قطاع غزة، التي تصل مساحتها إلى 365 كيلومتراً مربعاً، يبتعد الجميع عن البحر إلا مجموعة من الشباب الفلسطينيين.
ويتجمع هؤلاء وبأيديهم ألواح تزلج قديمة، ولكنها لا تزال صالحة لمجابهة الأمواج حتى وإن كانت لفترة محدودة، فرغم غضب البحر المخيف، لا ترتعد مجموعة "Gaza Surf Club" خوفاً من المجهول، بل تنظر المجموعة بتحدي وبهجة إلى البحر، استعداداً لتحرير أرواح أفرادها من "السجن المفتوح".
ورغم أن طالب المدرسة ماثيو أولسن كان يحلم بتأسيس مجموعة "Gaza Surf Club" منذ التسعينيات، إلا أن ذلك الحلم ظل يباغت عقله حتى تحول إلى هدف عقب قراءة الشاب لتقرير عن اثنين من راكبي الأمواج الفلسطينيين في جريدة "LA Times" عام 2006.
وبحكم عمل والد أولسن في السلك الدبلوماسي الأمريكي في إسرائيل، زار الشاب غزة وبحرها مراراً، مما شكل عنده "علاقات قوية" و"صلة" بينه وبين واقع بدو غزة بسبب تنقلهم المستمر "مثله تماماً"، على حد تعبيره. وفي عام 2008، أسس أولسن المجموعة الرياضية بهدف الجمع بين اهتماماته في الساحتين التعليمية والسياسية، إذ كان يعمل سابقاً على محادثات السلام الفلسطينية - الإسرائيلية، مما شجعه على تأسيس مشاريع تعليمية خارجية في عدة نواحي من العالم التي تطلب خلفية النقاشات السياسية التي تخصص بها.
وتألفت مجموعة “Gaza Surf Club” في بداية تأسيسها من 15 شاباً، من ضمنهم مجموعة من حراس الشواطئ والمنقذين وحوالي 5 أشخاص ممن كانوا قد مارسوا رياضة ركوب الأمواج سابقاً.
ولم تقتصر التحديات على تلوث مياه البحر فحسب بل واجهت المجموعة ولا تزال تواجه تحديات جغرافية وسياسية وداخلية ومنها الاستجواب، والتهديدات، وعدم القدرة على إدخال المنتجات اللازمة للتزلج إلى داخل غزة أو السماح لسكان القطاع بالسفر خارجاً.
وقال لأولسن إن "الخلاف بين الحكومة في غزة ونظيرتها في الضفة الشرقية لا تزال تعتبر مشكلة رئيسية"، مضيفاً أن تسجيل المجموعة في رام الله سيشكل "صعوبات ومشاكل في التعامل مع الحكومة" داخل القطاع، وفي المقابل سيؤدي تسجيل المجموعة في غزة إلى "مصادرة حركة حماس لجميع المنتجات وتسليمها إلى شخص واحد"، على حد تعبير أولسن.
تبقى أمنية "Gaza surf Club" بتأسيس نادي خاص بهم، حلماً بعيد المنال في صدد الصعاب الملموسة، إلا أن المصاعب لا تتوقف عند الملموس فحسب بل تتشعب أيضاً لتباغت راكبي الأمواج في عقولهم، إذ تلعب الحدود البحرية التي وضعتها إسرائيل على غزة دوراً كبيراً في تشديد الحرب النفسية للمشتركين، كما تشكل "حاجزاً نفسياً" يذكرهم دائماً بالحظر الإسرائيلي على القطاع.
وتعتمد المجموعة، التي يسعى مؤسسها إلى منح أفرادها صوتاً في المجتمع الدولي الرياضي، على ألواح التزلج المستعملة والتي يتبرع بها أشخاص أو مجموعات خارجية، إذ لا تتوفر تلك المنتجات داخل غزة.
وقال أولسن أثناء وصفه لغزة إنه "لا يتوقع أن يتغير أي شيء هناك "، إذ رأى أن الشعب "سيظل يدفع ثمن أعمال القادة السياسيين على جهتي الحدود، وسيظل المجتمع يعطي التبرعات إلى غزة لجعل حياة السكان بالكاد مناسبة للعيش".
لم تستلم مجموعة “Gaza Surf Club” للعقبات التي تحاول صد حلم المجموعة وإبطاله، بل لا يزال أولسن يحلم برفقة شباب غزة بتسجيل المجموعة رسمياً في عام 2019 "لتكبير المشروع" والقدرة يوماً ما على المشاركة والمساهمة في المجتمع الدولي لرياضة ركوب الأمواج.